مؤشر السوق يكسر متوسطات دعمه الأساسية وخسائره الأسبوعية تتجاوز 104 مليارات
عائض المالكي
شهد سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع تراجعا حادا عند مستوى 7889.74 نقطة وبخسارة أسبوعية بلغت -671.08 نقطة وبنسبة -7.84 في المائة مقارنة بالأسبوع الماضي والذي كان متراجعا فيه بنسبة طفيفة بلغت -0.49 في المائة , وبهذا يكون السوق قد خسر اكثر من 104.60 مليار ريال خلال هذا الأسبوع لتتراجع قيمته السوقية الى 1.21 تريليون ريال مقابل قيمته الاسبوع الماضي والتي كانت عند 1.32 تريليون ريال .وكانت السمة الغالبة على تداولات هذا الأسبوع هي عمليات التراجع الحادة التي شهدها السوق خلال الثلاثة ايام الاخيرة من الاسبوع كسر معها حاجز الـ8 الاف نقطة بضغط من الشركات القيادية في الوقت الذي كانت فيه الشركات الصغيرة او مايعرف بشركات المضاربة هي الاكثر انخفاضا نتيجة التضخم السعري الذي دعمته السيولة الحارة خلال الأسابيع الماضية . اما على صعيد التعاملات الأسبوعية فقد شهدت تراجعا في مجملها حيث بلغت كمية الأسهم الأسبوعية المتداولة 1.62 مليار سهم مقابل 1.99 مليار سهم للأسبوع الماضي وبقيمة إجمالية منخفضة بلغت 80.32 مليار ريال مقارنة بنحو 109.28 مليار ريال للأسبوع الماضي أبرمت فيها أكثر من 1.93 مليون صفقة مقابل 2.43 مليون صفقة للاسبوع الماضي. وبذلك يبدد مؤشر السوق مكاسبه التي اكتسبها منذ بداية العام الحالي(2007م) ليحولها من ربحية 7.91 في المائة الاسبوع الماضي الى خسارة طفيفة بلغت نسبتها -0.55 في المائة بنهاية هذا الأسبوع ,ويكون قد انخفض بنسبة 61.76- في المائة وبخسارة -12745.12 نقطة منذ يوم( 25 فبراير 2006م) والمتمثلة في أعلى قمة وصل إليها المؤشر العام في تاريخه. من جهة أخرى، شهدت أسعار النفط هذا الأسبوع ارتفاعاً ملحوظاً وذلك وسط زيادة حدة التوتر بين إيران ومجلس الأمن بشأن الملف النووي الإيراني, حيث أغلق سعر برميل نفط غرب تكساس تعاملات يوم 27 مارس عند مستوى 63 دولار بارتفاع قدره 6.6 دولار أي ما نسبته 11.7 في المائة عن سعره قبل أسبوع.
وعلى مستوى أداء القطاعات فقد شهدت جميع القطاعات تراجعا دون استثناء.و جاء قطاع الزراعة متصدرا قائمة أكثر القطاعات انخفاضا من ناحية القيمة السوقية حيث خسر اكثر من 2.35 مليار ريال وبنسبة -17.57 في المائة لتتراجع قيمته السوقية الى 11.06 مليار ريال , تلاه تراجع قطاع الخدمات بنسبة بلغت -14.3 في المائة وبخسارة 11.08 مليار ريال لتتراجع قيمته الى 66.41 مليار ريال, قطاع الاتصالات انخفض هو الاخر بنحو 20.12 مليار ريال وبنسبة بلغت -11.31 في المائة لتتراجع قيمته السوقية عند 157.87 مليار ريال. يليه تراجع قطاع الاسمنت بنسبة -9.3 في المائة وبخسارة بلغت 5.79 مليار لتصبح قيمته السوقية 56.48 مليار ريال. تلاه انخفاض قطاع الصناعة بنسبة بلغت -9.26 في المائة فاقدا بذلك 44.82 مليار ريال لتتراجع قيمته السوقية الى 439.06 مليار ريال, كما شهد قطاع الكهرباء تراجعا بنسبة 7.27 في المائة وبخسارة بلغت 4.16 مليار ريال لتتراجع القيمة السوقية لهذا القطاع عند 53.12 مليار ريال. تلاه تراجع قطاع التأمين بنسبة -5.27 في المائة وبخسارة 325 مليون ريال لتتراجع قيمته السوقية عند 5.83 مليار ريال .واخيرا تراجع قطاع البنوك بنسبة -3.59 في المائة فاقدا بذلك اكثر من 15.92 مليار ريال لتتراجع قيمته السوقية عند 427.81 مليار ريال.
وعلى مستوى 86 شركة تم تداول أسهمها خلال هذا الأسبوع ارتفعت أسهم شركتين فقط, فيما تراجعت أسهم 84 شركة اخرى.وجاءت شركة التعمير متصدرة قائمة أعلى الشركات ارتفاعا بنسبة بلغت 7.87 في المائة ليرتفع سعر السهم عند 24 ريالا, تلتها سامبا بنسبة ارتفاع بلغت 1.54 في المائة عند 148 ريالا. ومن جهة أخرى تصدرت شركة الدريس قائمة أكثر الشركات انخفاضا بنسبة -27.23 في المائة لتتراجع قيمة السهم عند 83.50 ريال, تلتها شركة صناعة الورق بنسبة تراجع أسبوعية بلغت -26.18 في المائة عند مستوى 70.50 ريال, يليها تراجع صدق بنسبة -24.77 في المائة عند 20.5 ريالا , ثم شركة سيسكو المتراجعة بنسبة -24.73 في المائة عند 35 ريالا , وكذلك تراجع شركة تهامة بنسبة بلغت -24.70 في المائة عند 46.5 ريالا.
المكررات الربحية
يوضح الجدول المرفق مدى استمرارية جاذبية السوق للاستثمار كمكرر ربحي حيث وصل بإغلاق الأربعاء الماضي عند 15.9 مرة , يتصدرها قطاع الاتصالات كأفضل قطاع يمتاز بانخفاض مكرره الربحي بعد وصوله بنهاية تداولات الاسبوع عند 11.7 مرة, تلاه قطاع التأمين بمكرر ربحية بلغ 12.46 مرة, ثم قطاع البنوك عند 14.71 مرة, يليه قطاع الاسمنت عند 15.32 مرة, ثم قطاع الصناعة بمكرر 16.67 مرة. تلاه قطاع الخدمات بمكرر ربحية مرتفع عند 32.84 مرة , فيما جاء قطاع الزراعة بمكرر ربحية بلغ 57.31 مرة وهو مكرر مرتفع الخطورة .والجدول يبين مزيدا من التفاصيل عن افضل الشركات كمكررات ربحية.
التحليل الفني للسوق
شهد مؤشر السوق منذ بدء تعاملاته خلال هذا الاسبوع ارتفاعا محدودا بدعم ضئيل من الشركات ذات الثقل النسبي المؤثر على تحركاته حيث وصل خلال تعاملات الأحد الماضي الى قمته الأسبوعية عند 8658.18 نقطة والتي اتسمت تعاملات ذلك اليوم بالصراع المتكافئ بين القوى الشرائية والبيعية على حدا سواء وهي دلاله على الحيرة السائدة بين اوساط المتداولين ومخاوفهم من تحديد اتجاه السوق وهذا ما جعل مؤشر السوق يعود في ذات اليوم ليغلق بالقرب من مستوى إغلاق اليوم الأسبق له بفارق ارتفاع طفيف مشيرا الى ضعف الاتجاه الصاعد, اما ماحدث من تراجعات حادة خلال يوم الاثنين الماضي كان متوقعا ولكن ليس بهذه الحدة التي خالطتها المخاوف والهلع المدعوم «بداء السوق» وهي الإشاعات المغرضة والتي كسر معها مؤشر السوق جميع خطوط دعمه الأساسية والمتمثلة في متوسطاته المتحركة والتي طالما عمل على بنائها منذ مطلع هذا العام واهمها متوسط الـ135 يوما (المتراجح) ومتوسط الـ100 يوم (الاسي) والذي اشرنا في تحليلنا الاسبوعي الماضي الى ضرورة مراقبه هذا المتوسط والذي يعد كسره كما ذكرنا اشارة سلبية لوضع السوق سيما انه لايزال يعاني من ضعف الترند الصاعد والذي بالفعل اتضح جليا خلال هذا الاسبوع الذي كسر معه مؤشر السوق حاجز الـ8 الاف نقطة وصولا الى ادنى مستوى له عند 7731.25 نقطة وذلك يوم الثلاثاء الماضي ليعود ويغلق بنهاية تداولات الأربعاء عند مستوى 7889 نقطة ليبدد جميع مكاسب السنة الحالية . وفي نظرة على المؤشرات الفنية لسوق الاسهم فهو لايزال يعاني كما ذكرنا من ضعف القوة الداعمة لرفع المؤشر العام وهذا ما يتضح جليا في مؤشر الارون (Aroon) الذي يقيس قوة الترند سواء كان صعودا او هبوطا والذي يتضح كما في الرسم البياني المرفق تغلب القوة الهابطة على تعاملات المؤشر بعد تقاطع مؤشر Aroon Up مع Aroon Down هبوطا وهذ شارة سلبية في ظل استمرارية ضعف السيولة الداعمة له والتي يبينها لنا مؤشر التدفق النقدي الذي يتخذ لنفسه مسارا هابطا عند مستوى 48.44 بعد قدومه من مناطق جني أرباح , كما يوافقه ايضا مؤشر القوة النسبية (rsi) والذي يسير باتجاه هابطا عند مستوى 33 وحدة أي بالقرب من مناطق التشبع البيعي والذي يعد كسره لخط الـ30 هبوطا هي اشاره الى قرب الارتداد وهو ليس بعيدا عن هذه المنطقة , اما مؤشر (الماكد) فهو لايزال يسير في طريقه الهابط منذ الاسبوع الماضي والذي أعطى إشارة سلبية خلال ذلك الاسبوع بعد تقاطعه مع متوسطه البطئ هبوطا ولكن لم يكسر خطه الصفري نزولا حتى إغلاق الأربعاء والتي يشير كسره الى مواصلة السوق تراجعاته.اجمالا قد يستغل من بيده قوة السيطرة والتحكم بمؤشر السوق هذه المخاوف الدارجة بين اوساط المتداولين لمزيد من إخضاع الاسعار الى مستويات متدنية للتجميع فيها سيما ان الأنظار متجهة نحو نتائج الربع الاول لمعرفة مدى تأثيرها سلبا او ايجابا على اتجاه السوق ولكن يجب ان لانغفل بان السوق لايزال يحظى بفرص استثمارية جيده وان معظم مؤشراته الفنية قد تراخت بل تواجد بعضها بالقرب من مناطق التشبع البيعي الذي قد نرى ارتداده قريبا. اما على مستوى نقاط دعم ومقاومة التي يجب مراقبتها خلال الأسبوع القادم فيواجه مؤشر السوق بمشيئة الله نقطة مقاومة اولى عند حاجز الـ8 الاف نقطة يليها مقاومته الثانية عند مستوى 8188 نقطة يليها مقاومته الاسبوعية عند 8432 نقطة, فيما يحظى حال تراجعه بدعم اول عند مستوى 7789 نقطة يليها دعمه الثاني عند 7689 ثم دعمه الأسبوعي عند 7539 نقطة يليه 7188 نقطة.
