خسائر الخطوط السعودية
د. وليد عرب هاشم (*)
لا يخفى علينا مدى صعوبة الحجز على بعض رحلات الخطوط السعودية، وبالذات في أيام نهاية الأسبوع وخصوصاً للرحلات بين المدن الرئيسية مثل الرياض وجدة فهنا نحتاج إلى حجز مبكر لكي نحصل على أي مقعد. وإن نسينا أو قمنا بتغيير رحلة السفر فقد لا نجد أي بديل ونحتاج إلى اتصالات عديدة ومتابعة مستمرة لكي نحظى بمقعد على رحلة في مساء يوم الاربعاء من الرياض لجدة وعندما تم تحديد مؤتمر القمة العربية في الرياض في هذا الأسبوع وأدى ذلك إلى إغلاق كثير من المصالح الحكومية ووجدت أنه بالإمكان السفر من الرياض يوم الاثنين بدلاً من الاربعاء اتجهت فوراً إلى مكتب السفريات لعمل حجز إلى جدة بدلاً عن حجزي يوم الاربعاء فأجابني مسؤول المكتب أنه يحاول ومنذ ثلاثة أيام ان يحصل على مقعد واحد ولكن بدون فائدة.
ولكن لحسن حظي (فتحت رحلة إضافية) ووجد لي مكاناً عليها ولكنه مقعد درجة سياحي فطلبت منه أن يحاول الحصول على مقعد درجة أولى فأجاب أنه للأسف (أغلقت الرحلة) ولا يوجد أي مكان آخر.
وبالرغم من أن الرحلة كانت في حوالى منتصف الليل مما يعني أن أصل للمنزل بجدة حوالى الساعة الثانية صباحاً. وهذا بافتراض أن الرحلة لم تتأخر (وهو افتراض جيد على رحلات الخطوط السعودية) وبالرغم من ذلك فلقد سررت جداً بالحصول على هذا الحجز وقمت بالذهاب للمطار في وقت مبكر وذهبت إلى بوابة الرحلة. ولكن استغربت لعدم وجود أي مسافر آخر غيري. وعند الاستفسار وجدت فعلاً أن الرحلة متأخرة وهنا كالعادة لا تجد اجابة عن موعد التأخير فقد يكون ساعة أو أكثر ولا عليك سوى الانتظار والصبر الجميل.
ولأني مسافر متمرس وعندي خبرة طويلة بدأت فوراً في البحث عن رحلة بديلة، وفعلاً وجدت أن هناك رحلة أخرى إلى جدة بعد موعد رحلتي الأساسية بخمس دقائق، ففوراً ذهبت إلى بوابة الرحلة الأخرى وسلمت على الموظف المسؤول وشرحت له ظروفي وأنه ليس لدي أي شنط وأن لدي تذكرة أولى اشتريتها نقداً وأن لدي كرت الفرسان الذهبي وهكذا استدريت عطفه إلى أن سمح لي أن انتظر وهكذا أصبح أمامي بصيص أمل وظللت أمام البوابة اتسول نظرة من المسؤول الى قبيل اقلاع الرحلة بدقائق، وهنا تبسم وأخبرني بأنه وجد مقعدا ولكن سياحي وليس هناك وقت لختم التذكرة بالفرق، فوافقت على الفور، ولو طلب مني شروطا أخرى لوافقت أيضاً. فأمامي قد تحققت أخيراً فرصة العودة إلى المنزل. ودخلت مسرعاً إلى الطائرة، وكنت آخر راكب قبل إغلاق البوابة، وهنا للأسف اكتشفت ان حوالى نصف المقاعد شاغرة، وهذا ليس في درجة السياحي فقط وإنما في الأفق والأولى أيضا.
هذه المقاعد الشاغرة التي كان بسهولة ممكن أن تحصل على ركاب ليست الا خسائر مؤسفة ومستمرة للخطوط السعودية.
*عضو مجلس الشورى
أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز