سوق الأسهم السعودية تعود لمسلسل الهبوط بانخفاضها 2.5 %
بعد رحلة ارتفاع ليوم واحد
الرياض: جار الله الجار الله
أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7613 نقطة بانخفاض 198 نقطة، ما يعادل 2.5 في المائة عبر تداول 327.5 مليون سهم بقيمة 14.5 مليار ريال (3.8 مليار دولار).
كما كشفت تداولات أمس انخفاض جميع قطاعات السوق وفي مقدمتها قطاع الخدمات بانخفاض ما نسبته 6.5 في المائة.
هذا المسار الذي يسلكه السوق في تعاملات اليومين الأخيرين ينبئ عن سيطرة السيولة المضاربية على مجريات السوق، خصوصا مع تراجع جميع الأسهم المدرجة في السوق مع افتتاح تداولات أمس لتعود إلى مستوياتها السابقة التي بدأت منها رحلة الارتفاع القصير المتمثل في أول من أمس.
وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أسعد جوهر، أستاذ قسم الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز، أن سوق الأسهم السعودية يعيش أضعف حالاته النفسية نتيجة لعمليات تسمى بجني الأرباح وهذه التسمية تخالف الواقع لأن هذه الظروف التي يعيشها السوق ناتجة عن التحليل الخاطئ لكثير من القراءات الفنية والتنظيمية والتي ترفع مستوى فقدان الثقة والتي تحتاج لفترة طويلة حتى تتمكن السوق من استعادتها، مفيدا أن هذا التذبذب العالي في حجم السيولة الداخلة على السوق خلال الفترة الماضية تثبت عدم مصداقيتها وتجعل السوق السعودية في دائرة المضاربة الصرفة والتي لا تتجاوز الساعة الواحدة في هذه الأيام.
وأضاف الجوهر أن واقع السوق الذي تزيد فيه نسبة الضبابية لا يمكن تفسيره مع تحرك المؤشر في نطاقات عالية بعد الانخفاض العمودي الذي اكتسح السوق في الأيام الماضية والذي يكشف عن خروج سيولة كبيرة في وقت واحد، ما طرح التساؤلات حول تسييل محافظ ضخمة سواء كانت فردية أو بنكية.
ويشير الجوهر إلى أن تسييل المحافظ هي نقطة قانونية حيث يملك المستثمر حرية الدخول والخروج من السوق لكن في مثل هذه المرحلة التي يعيشها السوق حاليا يصبح هذا السلوك خطرا على سير التعاملات في سوق مالي ينعدم فيه العمق السوقي.
ويرى الجوهر أن غياب التصريحات الرسمية يعاكس مصلحة السوق ويزيد من نسبة الضبابية وفقدان الثقة للمتعاملين، خصوصا أن هذه التصريحات هي الجهة الوحيدة التي تقوم بتوفير المعلومات الحقيقة لتحقيق عنصر الشفافية والثقة والعدالة.
وأبان الجوهر أن السوق في الفترة الراهنة يستلزم مزيدا من الانتظار والقراءة الجيدة لجميع العوامل التي منها الاقتصادية والفنية لضمان النجاة من شبح الخسارة في سوق الأسهم السعودية، مفيدا بأن استمرار تذبذب السوق في هذه المنطقة الحساسة جدا إلى بدايات الأسبوع المقبل قد يدفع المؤشر إلى أرقام جديدة.
وأفاد لـ«الشرق الأوسط» المحلل محمد الخالدي، بأن سوق الأسهم السعودية يعيش فترة تأسيس دعم فوق منطقة 7600 نقطة، هذا المستوى الذي أثبت خلال الفترة الماضية قدرته على ردع السوق عن مواصلة الانخفاض، مشددا على ضرورة متابعة هذا الرقم الذي بكسره يكون السوق مؤهل للوصول إلى قيعانه السابقة والتي تتمثل في المستويات تحت 7000 نقطة.
كما أشار الخالدي الى أن وصول أسهم بعض الشركات إلى قيعانها السعرية والأدنى المحقق في بداية هذا العام يعكس عدم قدرة السوق على اجتذاب الثقة التي تمثل دورا محوريا في تفاؤل السوق أو زيادة التشاؤم في سلوكياته.
من جانبه يرى عبد العزيز السالم المراقب لتعاملات السوق، أن السوق يعيش حاليا تذبذبات سعرية محاولا جذب أنظار السيولة الاستثمارية التي يفتقدها السوق، لأنها هي الأرضية الصلبة التي تدافع عن اتجاهاته السلبية، مفيدا بأن السلوك المضاربي، الذي يعكسه تساوي قيمة التداولات الداخلة على السوق أول من أمس وتعاملات أمس والتي تفيد الدخول والخروج السريع، يزيد من نطاقات التذبذب الذي ينعكس بدوره على انخفاض مستوى الثقة المتنامي عند المتابعين.