الاقتراب من حاجز 7500 يعزز احتمالات الارتداد
استمرار ضغوط البيع يتسبب في خسارة المؤشر 198 نقطة
أبها: محمود مشارقة
عادت سوق الأسهم السعودية للتراجع مجددا أمس متأثرة باستمرار ضغوط البيع والمضاربات وسط غياب رؤية واضحة لاتجاهات الأسعار.
وأغلق المؤشر على 7613 نقطة مسجلا تراجعا نسبته 2.5% أي بخسارة قدرها 198 نقطة، حيث طال الهبوط أسعار أسهم 77 شركة مقابل ارتفاع أسهم 7 شركات فقط.
ورغم بدء صدور نتائج أرباح الشركات للربع الأول من العام الجاري إلا أن اتجاهات الشراء والبيع الخاطف المعتمد على المضاربة بدت السمة الغالبة على التداولات، وسط تجاهل الأنباء المحفزة المحيطة وتوقعات زيادة الأرباح وخصوصا لقطاع البنوك.
ويخشى أن تتسبب حالة التذبذب القائمة في عزوف المستثمرين عن تنفيذ صفقات مؤثرة والمسارعة في التصريف كلما سنحت الفرصة لتقليص الخسائر.
وجرى تداول 327.5 مليون سهم في السوق عبر ضخ سيولة قيمتها 14.5 مليار ريال، وذلك بتنفيذ 390 ألف صفقة.
فيما يرى اقتصاديون أن اقتراب المؤشر من حاجز 7500 نقطة هبوطا سيكون مفصلا، وقد يكون حاجز مقاومة هاما للارتداد إلى الارتفاع مجددا.
قطاعيا سجل مؤشر قطاع الخدمات أعلى نسبة هبوط بلغت 6.55% وتلاه الزراعة المتراجع 3.64% ثم الأسمنت 3.04%.
كما تراجع مؤشر قطاع البنوك 2.73% ملقيا بظلاله السلبية على السوق نظرا للقيمة السوقية العالية لأسهمه، فيما تراجع مؤشر التأمين 2.65% والكهرباء 2% والصناعة 1.92% وأخيرا الاتصالات بـ 1.83%.

طالبوا "الهيئة" بالشفافية في الكشف عن المتلاعبين
اقتصاديون: سوق الأسهم ميدان رحب للمضاربة وتسريب الشائعات
الرياض: شجاع الوازعي
أكد اقتصاديون أن سوق الأسهم السعودية يمر بمرحلة كبيرة من الارتباك، موضحين أن المتداولين يعيشون الآن فترة غياب للوعي عقب أحداث السوق المخيبة للآمال، وقالوا إن الطابع السائد للتعاملات هو المضاربة مما دفع السوق للانخفاضات الحادة عقب ارتفاع نصف الساعة الأخير من تداولات أول من أمس.
وقال أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف سالم با عجاجه لـ"الوطن" السوق يشهد تلاعبا ً كبيرا من قبل كبار المضاربين مما دفع تداولات السوق أمس والأيام الماضية لعدم الاستقرار".
وأضاف با عجاجه"يستغل كبار المضاربين الأوضاع السياسية المحيطة لهدم السوق، فهم يستخدمونها شماعة ً لهم في ذلك".
وأكد باعجاجه أن الارتفاع الذي شهده السوق في النصف ساعة الأخير من تداولات أول من أمس كان ارتدادا ً وهميا ً، موضحا ً أن هناك محافظ كثيرة قد سيلت محافظها في اليوم ذاته.
وعن حجم السيولة والتي فاقت 14 ملياراً أمس أكد باعجاجه أنها مازالت ضعيفة ولا تعطي مؤشرا آمنا ً للدخول بالسوق. وطالب هيئة السوق المالية بمراقبة ما يحدث وكشف المتلاعبين أولا ً بأول وفق شفافية تامة.
ودعا باعجاجه كافة المتداولين إلى أخذ الحيطة والحذر في الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنها الأيام الحاسمة والمحددة لاتجاه السوق.
من جانبه قال نائب المدير التنفيذي لمجموعة الكسب المالية إبراهيم العلوان "أثبت السوق عقب تداولات أمس أنه بالفعل يعيش وضعا ً غير آمن ويشهد غياب وعي تاماً بين المتداولين الذين ينجرفون خلف الأسهم عقب الاخضرار ويتسابقون على بيعها عقب الاحمرار".
وعن اتجاه السوق العام أكد العلوان أنه مازال ميداناً رحباً للمضاربة، وتسريب الشائعات.
وأوضح العلوان أن السوق يحتاج للأخبار الإيجابية التي تعيد له الحيوية من جديد، مثل أخبار أرباح الشركات التي اعتبرها المنقذة لحال السوق.
من جانبه أكد محلل مالي (رفض الكشف عن اسمه) أن السوق لم يعد يخضع لتحليل فني أو لنقاط دعم ومقاومة فنية، مشيرا ً إلى أن السوق أصبح صيداً سهلاً في أيدي كبار المضاربين، متمنياً أن تشهد هذه التلاعبات موقفاً حازماً من هيئة السوق المالية.