بعد التداول
تطرفنا الصحراوي ينعكس على سوق الأسهم
عبدالله الجعيثن
من المعروف لدى علماء الأجناس، أو علماء طبائع الإنسان، أن الناس يتأثرون كثيراً بالمناخ الذي يعيشون فيه، والبيئة التي يولدون ويتربون فيها..
ومن المعروف أيضاً أن بيئتنا الصحراوية في المملكة شديدة التطرف في أجوائها، فالحر فيها قاس يشوي العصافير، والبرد فيها قارس يقصم العظم، والجدب فيها وشح المطر هو السائد، ولكن أحياناً تأتيها أمطار كالطوفان..
وقد انعكس تطرف مناخنا الصحراوي على سلوك الكثير منا، إن لم يكن أكثرنا، في سوق الأسهم السعودية، فالكثيرون يشترون باندفاع شديد وتهور حين يرتفع السوق، ويبيعون بتطرف بالغ حين ينزل السوق، وكأنهم في الشراء يطاردون طيراً حلَّق في السماء، وكأنهم في البيع جلمود صخر حطَّه السيل من عل..
لهذا وجد لدينا ظاهرة غريبة جداً من النادر أن تظهر في أسواق الأسهم في العالم، وهي أنك تجد الكثير من الشركات مطلوبة على النسبة العليا ذات يوم، ثم تجدها معروضة على النسبة الدنيا في اليوم الذي يليه!!
أي بفارق 21% فقط!
بل حدث أكثر من مرة أن نزلت بعض الأسهم للنسبة الدنيا ثم رجعت للنسبة العليا في نفس اليوم!!
أيُّ تطرُّف هذا؟!
إن سوق الأسهم أولاً وأخيراً (تجارة) تجارة حقيقية واستثمار وليس هو لعبة أو كازينو قمار، ولهذا ينبغي أن يسود الوعي الاقتصادي، وأن يسود الاعتدال في البيع والشراء، ونخلص من (الرّجة) التي صارت صفة لسوقنا خلال العام المنصرم، والتي ان استمرت أفقدت الناس الثقة في السوق، وحولته من استثمار إلى قمار.. لا سمح الله.
ولعلاج هذا الداء قبل أن يستشري لا بد من وجود (صانع سوق) يوقف المضاربين عند حدهم فيبيع حين يبالغون في الارتفاع، ويشتري حين يتعمدون تركيع السوق..
