سوق الاسهم يخسر 34 مليار ريال لضعف السيولة وضغط البنوك
عائض المالكي
واصل سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع تراجعاته المتتالية بعد إغلاقه عند مستوى 7666.62 نقطة وبخسارة أسبوعية بلغت -223.12 نقطة وبنسبة -2.83 في المائة مقارنة بالأسبوع الماضي والذي كان متراجعا فيه بنسبة بلغت -7.84 في المائة , وبهذا يكون السوق قد خسر اكثر من 34.38 مليار ريال خلال هذا الأسبوع لتتراجع قيمته السوقية الى 1.19 تريليون ريال مقابل قيمته الاسبوع الماضي والتي كانت عند 1.22 تريليون ريال .وكانت السمة الغالبة على تداولات هذا الأسبوع هي استمرارية ممارسة القياديات عمليات الضغط المفتعل على المؤشر الذي واصل تراجعاته المتتالية والمتأثر بشكل اساسي بقطاع البنوك المتراجع بنسبة -4.6 في المائة هذا الاسبوع نتيجة ضعف السيولة الداعمة لهذا القطاع وللقياديات الاخرى كسابك والاتصالات وتحولها خوفا من اوضاع السوق الى سيولة مضاربية اتضحت جليا في ارتفاع قطاع الزراعة الوحيد و المخالف لأداء بقية قطاعات السوق المتراجعة. اما على صعيد التعاملات الأسبوعية فقد شهدت تراجعا في مجملها حيث بلغت كمية الأسهم الأسبوعية المتداولة 1.52 مليار سهم مقابل 1.62 مليار سهم للأسبوع الماضي وبقيمة إجمالية منخفضة بلغت 65.17 مليار ريال مقارنة بنحو 80.32 مليار ريال للأسبوع الماضي أبرمت فيها أكثر من 1.70 مليون صفقة مقابل 1.93 مليون صفقة للاسبوع الماضي. وبذلك ترتفع خسائر مؤشر السوق منذ بداية العام الحالي(2007م) الى مانسبته -3.36 في المائة بنهاية هذا الأسبوع مقارنة بخسائره الأسبوع الماضي والتي كانت نسبتها -0.55 في المائة,ويكون قد انخفض بنسبة 62.85- في المائة وبخسارة -12968.24 نقطة منذ يوم( 25 فبراير 2006م) والمتمثلة في أعلى قمة وصل إليها المؤشر العام في تاريخه. من جهة أخرى، فقد واصلت أسعار النفط ارتفاعها لهذا الأسبوع لتصل إلى مستوى 66 دولارا في ظل الأزمة السياسية بين إيران وبريطانيا بشأن احتجاز البحارة البريطانيين. إلا أن أسعار النفط انخفضت بعد إعلان إيران وبريطانيا استعدادهما لاستخدام الوسائل الدبلوماسية لحل النزاع بينهما, حيث أغلق سعر برميل نفط غرب تكساس تعاملات يوم 3 أبريل عند مستوى 64.6 دولار بارتفاع قدره 1.61 دولار، أي ما نسبته 2.6 في المائة عن سعره قبل أسبوع.
وعلى مستوى أداء القطاعات فقد شهدت جميع القطاعات تراجعا في قيمها السوقية عدا قطاع الزراعة الذي جاء مخالفا لتراجع قطاعات السوق بعد ارتفاعه بنسبة 3.63 في المائة وبزيادة 401.87 مليون ريال لترتفع قيمته السوقية عند 11.46 مليار ريال.فيما جاء قطاع الخدمات متصدرا قائمة أكثر القطاعات انخفاضا من ناحية القيمة السوقية حيث خسر اكثر من 4.82 مليار ريال وبنسبة -6.84 في المائة لتتراجع قيمته السوقية الى 65.77 مليار ريال , تلاه تراجع قطاع الاسمنت بنسبة بلغت -5.57 في المائة وبخسارة 3.14 مليار ريال لتتراجع قيمته الى 53.34 مليار ريال, قطاع التأمين انخفض هو الاخر بنسبة -5.57 في المائة وبخسارة 325 مليون ريال لتتراجع قيمته السوقية عند 5.51 مليار ريال. يليه تراجع قطاع البنوك بنسبة -4.60 في المائة وبخسارة بلغت 19.68 مليار لتصبح قيمته السوقية 408.13 مليار ريال. تلاه انخفاض قطاع الكهرباء بنسبة بلغت -1.96 في المائة فاقدا بذلك 1.04 مليار ريال لتتراجع قيمته السوقية الى 52.08 مليار ريال, كما شهد قطاع الصناعة تراجعا بنسبة 1.22 في المائة وبخسارة بلغت 5.39 مليار ريال لتتراجع القيمة السوقية لهذا القطاع عند 437.85 مليار ريال.واخيرا تراجع قطاع الاتصالات بنسبة طفيفة بلغت -0.24 في المائة فاقدا 375 مليون ريال لتتراجع قيمته السوقية عند 157.5 مليار ريال.
وعلى مستوى 86 شركة تم تداول أسهمها خلال هذا الأسبوع ارتفعت أسهم 13شركة, فيما تراجعت أسهم 69 شركة اخرى.وجاءت شركة الجوف الزراعية متصدرة قائمة أعلى الشركات ارتفاعا بنسبة بلغت 20.56 في المائة ليرتفع سعر السهم عند 54.25 ريال, تلتها تبوك الزراعية بنسبة ارتفاع بلغت 20.28 في المائة عند 63.75 ريال, يليها حائل الزراعية بنسبة ارتفاع بلغت 11.94 في المائة عند 56.25 ريال ثم اتحاد اتصالات المرتفعة بنسبة 7.91 في المائة عند 58 ريالا. ومن جهة أخرى تصدرت شركة التعمير قائمة أكثر الشركات انخفاضا بنسبة -21.88 في المائة لتتراجع قيمة السهم عند 18.75 ريال, تلتها شركة العقارية بنسبة تراجع أسبوعية بلغت -20.96 في المائة عند مستوى 33 ريالا, يليها تراجع الفنادق بنسبة -14.72 في المائة عند 34.75 ريال , ثم شركة الباحة المتراجعة بنسبة -12.43 في المائة عند 38.75 ريال , وكذلك تراجع شركة الدريس بنسبة بلغت -11.68 في المائة عند 73.75 ريال.
المكررات الربحية
يوضح الجدول المرفق مدى استمرارية جاذبية السوق للاستثمار كمكرر ربحي حيث وصل بإغلاق الأربعاء الماضي عند 15.45 مرة , يتصدرها قطاع الاتصالات كأفضل قطاع يمتاز بانخفاض مكرره الربحي بعد وصوله بنهاية تداولات الاسبوع عند 11.67 مرة, تلاه قطاع التأمين بمكرر ربحية بلغ 11.77 مرة, ثم قطاع البنوك عند 14.03 مرة, يليه قطاع الاسمنت عند 14.47 مرة, ثم قطاع الصناعة بمكرر 16.45 مرة. تلاه قطاع الخدمات بمكرر ربحية مرتفع عند 30.59 مرة , فيما جاء قطاع الزراعة بمكرر ربحية بلغ 59.39 مرة وهو مكرر مرتفع الخطورة .والجدول يبين مزيدا من التفاصيل عن افضل الشركات كمكررات ربحية.
التحليل الفني للسوق
شهد مؤشر السوق منذ بدء تعاملاته خلال هذا الاسبوع تراجعا من قمته الاسبوعية والمتمثلة في مستوى 7916.47 نقطة ليصل في يومه الثاني من تداولات الاسبوع الى قاعه الاسبوعي عند مستوى 7498 نقطة والتي شهدت في ذات اليوم ارتدادا عوض فيها خسائره اليومية بارتفاع بلغ 146 نقطة ولكن كان الغرض من هذا الارتفاع يميل الى الرفع للتصريف وهذا ما شاهدناه من تراجعات خلال يومي الاثنين والثلاثاء في الوقت الذي تماسك فيه مؤشر السوق خلال تعاملات الاربعاء بعد اغلاقه عند مستوى 7666 نقطة بارتفاع طفيف , هذا التذبذب الحاصل في اداء المؤشر العام بين الصعود والهبوط وتقارب اغلاقاته كما حدث في تعاملات الثلاثاء والأربعاء ماهي الا دلالة واضحة على سيادة الحيرة بين اوساط المتداولين والتي استغلها اصحاب المحافظ الكبيرة ومن له قوة التأثير بحركة المؤشر لمزيد من إذلال وتركيع مؤشر السوق لالتقاط اسهم بعض الشركات بأسعار متدنية وسط ضبابية تحديد الاتجاه التي يعاني منها المتداولون البسطاء والذين يشكلون السواد الأعظم في السوق .وفي نظرة على مؤشرات السوق الفنية فهو في الواقع لايزال يعاني من ضعف وسلبية بعض المؤشرات كمؤشر (الماكد) الذي كسر خطه الصفري نزولا خلال هذا الاسبوع وهو لايزال يتخذ لنفسه مسارا هابطا نتيجة ضعف الاتجاه الصاعد للمؤشر العام و تغلب القوى البيعية وهذا ما يبينه مؤشر الارون (Aroon up) الذي يتخذ لنفسه مسارا هابطا عند مستوى 14 في الوقت الذي يتواجد فيه مؤشر (Aroon down) في مناطق مرتفعة عند 78 والذي تشير قراءته الى تغلب الاتجاه الهابط على المؤشر ,فيما تدل قراءة مؤشر التدفق النقدي (MFI)على سلبية السيولة المتداولة حيث لايزال يسير باتجاه هابط على الرغم من محاولة كسر هذا الاتجاه الهابط بعد استقراره بتعاملات الاربعاء الماضي والذي استقر عند 33 وهي قراءة متدنية ,فيما طرأ على مؤشر القوة النسبية (rsi) التحسن النسبي بعد اتخاذه المسار الصاعد بتعاملات الأربعاء عند 34 وحدة يدعمه ايضا ايجابية مؤشر (الوليم) والمتواجد في مناطق تشبع بيعي عند مستوى -87 متخذا لنفسه بداية مسار صاعد . اجمالا تشير هذه التضاربات في اداء المؤشرات الفنية بين الايجابية والسلبية وكذلك تواجدها في مناطق متدنية (متأثرة بضغط القطاع البنكي المتراجع كما هو موضح في الرسم البياني لهذا القطاع) الى احتمالية تقليل مستوى التذبذب خلال تعاملات الاسبوع المقبل وان كان هناك تراجعات فستكون بمشيئة الله اقل حدة عما كانت عليه هذا الاسبوع بل قد نشاهد تحرك السيولة نحو القياديات سيما انها باتت تحظى بمكررات ربحية جاذبة للاستثمار يدعم ذلك قربنا من اعلان نتائج الربع الاول للشركات المدرجة.
اما على مستوى نقاط الدعم والمقاومة التي يجب مراقبتها خلال الأسبوع القادم فيواجه مؤشر السوق بمشيئة الله نقطة مقاومة اولى عند مستوى 7710 نقطة يليها مقاومته الثانية عند مستوى 7815 نقطة ثم مقاومته الاسبوعية عند 7963 نقطة, فيما يحظى حال تراجعه بدعم اول عند مستوى 7593 نقطة يليها دعمه الثاني عند 7500 ثم دعمه الأسبوعي عند 7363 نقطة.
