عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2007   رقم المشاركة : ( 5 )
المبرِّد
عابر سبيل


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع


المبرِّد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : غازي القصيبي في الميزان

المحور العاشر : تذكرة وذكرى .

وفي ختام هذه التطوافة ، والتي لم تستوعب كل مآخذ ومزالق وشطحات الوزير إلا أنني أجد أن الذكرى تنفع المؤمنين.
قال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }([75]) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من
مغربها
"([76])

فيا غازي
عوداً عوداً وتوبة توبة ، وإياك أن تحاد الله تعالى ورسوله ، {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }سورة المجادلة آية 5. واحذر من المشاقة لله ولرسوله ، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }سورة الحشر
آية 4.

ولا تجعل نفسك في شق تعارض فيه شرع الحكيم الخبير فتُكبت كما كبت الذين من قبلك0
إياك ومحاربة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بما تصدره من قرارات وتخطه يداك من تجاوزات .
يا غازي .. والله لن يغني عنك من الله أحدٌ من الناس ، فعلام الجرأة على حدوده وتخطي حواجز الشرع وأحكام الدين ، أغرتك نعمتك ؟ أم تطاولت بمنصبك؟ فلا يقودنك ما أنت فيه إلى العناد والتكذيب {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً }سورة المزمل آية 11.
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، فإياك وإياك أن تحمل وزرك وأوزار من أطاعوك فيما سننت لهم من سنن سيئة .
واعلم أن الله عالم بك وبمن معك لا يعزب عنه سبحانه من شأنك مثقال ذرة ولا أدنى من ذلك، أليس القائل عز وجل:
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ
مُحِيطاً
}النساء108.


ياغازي ..
كم عمرك الآن ؟ وإلى متى ستعيش ؟ طلبَ الخلودَ كثير قبلك ولكن أين هم الآن ؟
إن غداً لناظره قريب ، وستقف مثل غيرك من البشر بين يدي ربك وحيداً فريداً ، {. يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ .وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ . وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ . كَلَّا إِنَّهَا لَظَى } سورة المعارج آية 11- 15.
فاسلك يا أيها الوزير سبيل التائبين وتدارك العمر قبل فوات الأوان ، فلم يعد يليق بك أن تُبقي في دواوينك ما يُعد نقصا لمثلك ، كيف يليق بك كتابة :
أنا مثلكم لي والحسان ..مغامرات صاخبة ..عشراً هجرت .. ولا أعد الباقيات
ها أنت اليوم قد جاوزت الستين ، وناقوس الخطر يدق محذراً من البقاء في المغامرات الصاخبة ، قال أسعد الناس وأزكاهم عليه الصلاة والسلام : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم .ولا ينظر إليهم ولهم عذاب : أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر " ([77])
ثم هل يحسن بك وقد بلغت هذا العمر أن تكون ممن يقدِّم لرواية بنات الرياض ، وتشيد بها وأنت تعلم أنها تحكي الخروج عما يلزم أن تكون عليه المرأة المسلمة ..إنها التعبير الجريء لمجموعة من الفتيات الهاربات من العفاف والطهر والحشمة ، المتلطخات بأدران الرذيلة والفجور .
أترضى هذه الحياة الوضيعة لابنتك أو أختك أو زوجتك ؟ فإن كنت كذلك فاعلم أن المسلمين لايرضون ذلك لأعراضهم ومحارمهم0
والجواب تجده في كلام الكاتب الروائي الشهير إحسان عبدالقدوس الذي أغرق السوق الأدبية برواياته الداعية إلى خروج المرأة من البيتوالاختلاط بالرجال ومراقصتهم في الحفلات والنوادي والسهرات، يقول في مقابلة أجرتهامعه جريدة الأنباء الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 18/1/1989: ( لم أتمنّ في حياتيمطلقًا أن أتزوج امرأة تعمل، فأنا معروف عني ذلك، لأنني أدركت من البداية مسؤوليةالبيت الخطيرة بالنسبة للمرأة !! .
إذا ً كيف يجمل بك أن تشيد بهذا العمل الرائد ، وأن تكون بوابة الثناء والمديح له ، وأنت تعلم يقينا أنها رواية لا تتوافق وقيم وأخلاق ومكانة الفتاة المسلمة الدرة المصونة من كل عبث ، التي يزينها حجابها ، ويرفعها الفخار بدينها .

يا غازي
أطفئ حر حيرتك ببرد يقين القرآن ، واهجر أرضك المجدبة إلى رياض الإيمان ، وفر إلى من رحمته وسعت كل شيء .
كفاك تمجيداً لحضارة الغرب ، وتبعية عمياء له ، ألا تستوقفك بشاعة لوحة حياتهم البائسة رغم جمال إطارها الخارجي وشدة أخذه للألباب .
أعد النظر في تلك الحضارة لتقرأ إحصائياتهم هم عن معدل جرائم القتل والسرقة والانتحار والاغتصاب عندهم.
لذا كان عجيب قولك:
إن الشرقيين يعجبون بالرواتب المرتفعة في الغرب والهواتف الجوالة وبالطعام والكمبيوتر إلا أنني لم أعثر على شرقي واحد يريد إن يصبح مجتمعه صورة من المجتمعات الغربية . ([78])
يا غازي
اتق الله في نساء المسلمين وبناتهم، إياك إياك أن تكون سببا في قرارات وخطوات تجر إلى الفحشاء والمنكر .
لماذا تترك الشباب وقد بلغت نسبة البطالة فيهم بالآلاف وتسعى جاهداً في توظيف النساء ، لتزج بهن فيما ليس من خصائصهن ؟
الم تقرأ ما قاله سامويل سمايلس - وهو من أركان النهضة الإنجليزية - قال: إن النظام الذي يقضي بتشغيلالمرأة في المعامل، مهما نشأ عنه من الثروة، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياةالمنزلية، لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويقوض أركان الأسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية،ويسلب الزوجة من زوجها، والأولاد من أقاربهم، وصار بنوع خاص لا نتيجة لـه إلا تسفيلأخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية، هي القيام بالواجبات المنزلية، مثل ترتيبمسكنها، وتربية أولادها، والاقتصاد في وسائل معيشتها، مع القيام باحتياجاتهمالبيتية.. ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات، بحيث أصبحت المنازل غيرالمنازل، وأضحت الأولاد تشب على عدم تربية، وتلقى في زوايا الإهمال، وانطفأت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة، والمحبة اللطيفة، وصارت زميلة الرجل فيالعمل والمشاق، وصارت معرضا للتأثيرات التي تمحو غالباً التواضع الفكري، والتوددالزوجي، والأخلاق التي عليها مدار حفظ الفضيلة .
ويبين الدكتور سوليفانسبب مفاسد أوروبا بقوله: إن السبب الحقيقي في جميع مفاسد أوروبا وفي انحلالها بهذه السرعة هو إهمالالنساء للشؤون العائلية المنـزلية، ومزاولتهن الوظائف والأعمال اللائقة بالرجال فيالمصانع والمعامل والمكاتب جنبا إلى جنب . ودونك هذين الشاهدين:
1- هاهو محرر جريدة عربية لم يصبر على كتمان سره وإخفاء خبيئته كتب مقالا بعنوان" امرأة بلادي والعشق والجنس"
جاء فيه (لنتحدث عن حرية المرأة ، دعوني اعترف لكم فورا ,إن حرية المرأة ليس لها غير معنى واحد:إنه المعنى الجنسي)
2-كتبت (جين آدمز)في كتابها (ضمير جديد وشيطان قديم)
"إن أماكن عمل الفتاة مع الرجال بيوتاً للدعارة([79])
أعيذك بالله أيها الوزير أن تكون ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فها أنت ذا تصرح في إحدى الصحف فتقول لارجعة عن قرار قصر بيع المستلزمات النسائية على الإناث (جريدة الوطن 21/3/1427)
فلاندري وأنت تعلن ذلك أأنت الحاكم في هذا البلد أم ولي الأمر وفقه الله ثم من أنت حتى تقرر أولا تقرر؟! أين منك أمانة فرطت فيها وثقة لم تقدرها حق قدرها ولم ترعها حق رعايتها ، وإني مذكرك بكلمة للملك عبد العزيز رحمه الله قال فيها :
" وأقبح من ذلك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وتوقيتهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ، حتى نَبَذْن وظائفهن الأساسية من تدبير المنزل وتربية الطفل وتوجيه الناشئة التي هي فلذة أكبادهن وأمل المستقبل إلى ما فيه حب الدين والوطن ، ومكارم الأخلاق ونسوا واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم ، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل ، وإدعاء أن ذلك من عمل التقدم
والتمدن .

فلا والله ليس هذا التمدن في شرعنا وعرفنا وعاداتنا ، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان أو إسلام ، أم من مروءة ، أن يرى زوجته أو أحداً من عائلته أو من المنتسبين للخير في هذا الموقف المخزي ، هذه طريق شائكة تدفع بالأمة إلى هوة الدمار ، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج من دينه ، خارج من عقله ، خارج من عربيته ، فالعائلة هي الركن الركين في بناء الأمم ، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها .
إننا لا نريد من كلامنا هذا التعسف والتجبر في أمر النساء ، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها ، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة ، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب فلا تجد في تقاليدنا الإسلامية وشرعنا السامي ما يؤخذ عليها ، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي ، إذا وجهنا المرأة في وظائفها الأساسية ، وهذا ما يعترف به كثير من الأوربيين من أرباب الحصافة والإنصاف ، ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب ، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين ، وسمعناهم يشكون مر الشكوى من تفكك الأخلاق ، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد ، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا وما جاء به نبينا r من التعاليم العالية التي تقوم البشرية إلى طريق الهدى وساحل السلامة ، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها ، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار والحروب الجائرة .
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم قد علموا حق العلم هذه الهوى الساحقة التي أمامهم ، المنقادون لها بحكم الحالة الراهنة ، وهم لا يفتئون في تنبيه شعوبهم بالكتب والنشرات والجرائد على عدم الاندفاع في هذه الطرق التي يعتقدونها سبب الدمار والحروف الجائرة "([80]) .

وختاما:
نسألك اللهم أن تهدِ قلوبنا ، وأن تجعلنا دعاة إصلاح ، ومفاتيحّ خيرٍ ، وأن تسخرنا لنصرة دينك .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
آخر مواضيعي