لليوم الثالث.. الأسهم السعودية تواصل الخسائر
تراجع جميع القطاعات و14 شركة على النسب الدنيا
الرياض: جارالله الجارالله
واصلت سوق الأسهم السعودية تراجعها لليوم الثالث على التوالي والذي شمل جميع تعاملات أيام هذا الأسبوع، إذ استمر المؤشر العام تراجعه بعد الارتفاع الذي طرأ على السوق مع بداية التداولات والذي أوصلها إلى مستوى 7346 نقطة لتبدأ بعدها مسلسل الانخفاض الذي زادت حدته بعد مرور ساعتين من فترة التداولات أمس، حيث لامس المؤشر العام المستوى الأدنى المحقق في تعاملات أول من أمس المتمثل في 7150 نقطة تقريبا لتنهي السوق فترة التداولات عند مستوى 7173 نقطة بتراجع 115 نقطة ما يعادل 1.58 في المائة عبر تداول 221.2 مليون سهم بقيمة 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار) بتراجع جميع القطاعات دون استثناء. كما ظهرت نسبة التذبذب العالية بعد أن اقتربت أسهم بعض الشركات إلى النسب العليا لتغلق أسهم 14 شركة على النسب الدنيا كان منها أول من أمس أسهم على النسب القصوى، ليأتي هذا السلوك كطابع أصبح سمة السوق خصوصا في فترة ضبابية الاتجاه العام.
وكشفت تعاملات أمس استشراء التخوفات بين المتعاملين المتباينة في نسبة سلبيتها والمستقاة من إشاعات لا أساس لها سوى محاولات من البعض لتكريسها من أجل خدمة أمال واهية بمواصلة السوق للهبوط إلى أرقام تنتشر في أوساط المتعاملين قائمة على أساس غير علمي. كما برز أمس تطور في الأوضاع السياسية في المنطقة من خلال إعلان الكويت تأسيس خلية أزمة لمواجهة أية تطورات في الملف الإيراني مع الغرب.
وفي هذا السياق أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله السهلي محلل مالي، أن المؤشرات المالية تعكس وصول سوق الأسهم السعودية إلى أرقام مقنعة للمستثمر لكن ما يزعزع الثقة ويزيد من الإحجام عن الدخول في السوق الهشاشة الواضحة في قرارات المتداولين والذين ينساقون خلف الإشاعات مما يؤثر على استقرار السوق. وأفاد أن الوضع الحالي العام يثبت مما لا يدع مجالا للشك بعد هذه الإشاعات في النزول عن الحقيقة خصوصا بعد استخدامها سابقا لأسباب على أنها أمور سلبية وبعد استهلاكها يلاحظ الانتقال إلى أمور أخرى ترسخ على أساس سلبي وتجاهل جميع الأمور الايجابية الواضحة في السوق. من جانبه أشار لـ«الشرق الأوسط» هايس الشمري مراقب لتعاملات السوق، الى أن الأسهم السعودية تدور في حلقة اللامنطقية من خلال استقبال النتائج المالية والتي تأتي ردة الفعل عكسية كما حدث مع شركة سابك بعد أن كشفت عن نمو 50 في المائة تخسر أسهمها 5 في المائة من قيمتها السوقية في وقت تتضاعف القيم السوقية لأسهم شركات خاسرة.
وأضاف أن السوق في الفترة الحالية لا تخضع للقواعد العلمية بسبب ما تفتقده من الوعي الثقافي الاقتصادي، مشددا على أهمية عودة الثقة بعد الانهيار التي تحسم أمر المسار الحقيقي للسوق لو تدريجيا لتعود الروح لتعاملات السوق.
وأوضح الشمري أن هناك نقصا في الوعي من قبل صغار المساهمين في التعامل مع السوق والذي يظهر من خلال تكريس نتائج شركة الاتصالات السعودية كأثر سلبي على السوق بينما تظهر الحقيقة أن القطاع كاملا يحافظ على نمو أرباحه عبر تبادل الأدوار بين الشركتين الوحيدتين في هذا القطاع وهو ما يهم السوق في اتجاهها. ويرى الشمري ضرورة أن يتحمل الإعلام مسؤوليته ورسالته في نشر الثقافة الاقتصادية بين المتداولين وعدم التركيز فقط على الأمور المؤثرة سلبا على السوق وتهويلها وغض الطرف عن الأمور الايجابية وتهوينها، مقترحا أن تصدر لجنة من إحدى الجهات الرسمية لتقوم بمهمة تقييم أسهم الشركات القيادية لتحدد سعرها العادل بناء على قواعد علمية من أجل تخفيف وطأة هذه الأسهم على المؤشر العام.
من ناحيته أبان لـ«الشرق الأوسط» علي الفضلي محلل لمؤشرات السوق الفنية، أن المؤشر العام يظهر تماسكا رغم الهبوط المتواصل الذي يلحق في مستوياته النقطية بسبب مواجهة السوق لزخم من البيوع التي تجبر المؤشر العام للتنازل عن مكاسبه المحققة في بداية التداول على الرغم من التراجع القوي الذي يصيب أسهم شركات المضاربة والتي لا تعطي مقياسا حقيقيا عن قوة الهبوط.
ولمح الفضلي إلى أن عودة بعض أسهم الشركات القيادية تعطي مساحة أمان لتوقعات التوجه المستقبلي للسوق باستثناء أسهم الشركات الصغيرة والتي يظهر بحثها عن قيعانها السعرية السابقة.
