[كتمان]

ظُـلـم ظُـلـم ظُـلـم ظُـلـم ظُـلـم

لمدة أسبوع غاب عن مدرسته ذلك الطالب المهذب وكان غيابه محل استغراب من المعلمين
والتلاميذ بدأت الهمهمة والغمغمة والإشاعات حول غيابه لكن الخبر الحقيقي جاءهم كالصاقعة
هل يعقل ماهر تلميذ الصف الرابع قتل والدته ؟؟؟؟ نعم هذا ما قالته الإشاعة على الأقل ؟؟؟
لكنه في الصف الرابع الابتدائي يداه الصغيرتان لا تستطيع حمل السلاح .
كيف؟ لماذا ؟ ما السبب؟متى ؟سلاح من ؟ أسئلة لا أجوبة لها تدور في أذهان التلاميذ والمعلمين
جاء إلى المدرسة لم يجرؤ أحد على سؤاله ؟؟؟
ظل شهراً لا يكلم أحداً لكن نظرات الجميع تلاحقه تلك النظرات الملئية شكاً وعطفاً وشفقة
أصبحت تؤلمه كثيراً تم نقله إلى مدينة أخرى ليعيش حياة أقل بؤسا من مدينتة الأولى.
مرت الأيام والسنون ودخل الجامعة وفي يوم ماطر وهو خارج من كٌليته سلم عليه أحد الطلاب
لم يكن ذلك الطالب إلا ماجد زميله في مدرسته الابتدائية الذي تأثر كثيراً لتلك الحادثة المؤسفة
بعد فترة استجمع ماجد قواه وسأله فلم يستطع ماهر الإجابة إلا بدموعه الغزيرة أخذه إلى إطلالة
جبل شاهق ليخبره بتفاصيل القصة المؤلمة.
قال : خرجت من المدرسة ذاهباً إلى البيت بعد طرق الباب متلهفاً لطبع قُبلة على خد أمي
لم يفتح الباب إلا أبي استغربت فليس هذا موعد رجوعه من العمل دخلت وأنا أشعر بالخوف
لمحت شرطياً خفت أكثر لكن شعرت بإطمنان مؤقت إذ لم يكن الشرطي إلا خالي وكان وقتها
برتبة رائد وفي التفاتة مني صعقت من شدة الخوف وجدت أمي غارقة في دمائها اُغمي عليّ من
هول مارأيت .
صحوت بعد محاولات يائسة من أبي وخالي اللذين أقنعاني بأنني الذي أطلقت الرصاصة على
أمي بعد أن عبثت يداي بسلاح خالي الذي أخطأ هو في أطلاق الرصاصة من سلاحه أثناء تنظيفه.
لم يستطع ماهر إكمال القصة من شدة البكاء شجعه ماجد فقال : تم حبك القصة ليخرج خالي
من المصيبة وأتحملها أنا !!!!!!!!!
سأله ماجد وأين أبوك وخالك الآن ؟؟؟؟؟
أبي مات بعد عدة سنوات ..
وخالي أصبح رئيس ديوان العدل والمظالم .......
وعضو في حقوق الانسان
وعضو منتدب في حماية حقوق الطفولة !!!!!!!!