[عثمان الثمالي]

اتجه إلى عرض المباني والأبراج والمدن الاقتصادية وأغفل الشريحة الوسطى
محدودية العروض الإسكانية وبرامج التمويل العقاري تقلصان من زوار معرض عقارات "الرياض 10"




كتب - محمد عبدالرزاق السعيد: تصوير - حاتم عمر:
انه معرض نخبوي، هكذا أخد يردد فيصل الذي ساقته قدماه إلى معرض عقارات الرياض العاشر بحثا عن عروض سكنية لتملك منزل يؤويه هو وأسرته ويخفف عليه من مفاجآت صاحب العمارة الذي دأب على رفع الأسعار دون سابق إنذار.
وفيصل واحد من بين 70في المائة من المواطنين تشير الإحصاءات إلى أنهم لا يملكون منازل، الأمر الذي رفع وتيرة البحث عن برامج للتمويل السكني وهي تكاد تكون محدودة أو معقدة بحسب رواية كثير من الشباب.
كان يأمل فيصل وغيره من الشباب أن يجد في معرض الرياض العاشر مبتغاه، لكن المعرض ذهب بعيدا بالاتجاه نحو الاستثمارات الكبرى المتمثلة في المدن الاقتصادية والأبراج التجارية والتي اكتفى زواره بالتقاط صورها عبر أجهزتهم المحمولة والإشادة بها في دعمها للحركة العمرانية التجارية دون أن تغير شيئاً من واقعهم. وانعكست محدودية العروض الإسكانية وبرامج التمويل العقاري الموجهة إلى الأفراد على حجم زوار المعرض فباتت جنباته شبه خالية في كثير من الأحيان باستثناء يوم الافتتاح وهو يوم برتوكولي لا يمكن القياس عليه.
وبالرغم من تخوف العقاريين من زيادة الأزمة الإسكانية واتساع الفجوة بين الطلب والعرض، والتي تسببت في رفع قيمة الإيجارات إلى أرقام فلكية، إلا أن الشركات ال 76المشاركة التي حجزت نحو 12ألف متر مربع من مساحة المعرض عرضت فيها فرص استثمارية ومشاريع تصل قيمتها الإجمالية إلى 200مليار ريال لم تحقق حلم السعوديين في تملك مسكن إلا ما ندر.
وأكد زوار المعرض على ضرورة العمل بين القطاعين العام والخاص لتكوين شركات تطوير إسكاني جديدة وشركات التمويل العقاري وإصدار الأنظمة والتشريعات والتي من أهمها نظام الرهن العقاري، محذرين الجهات المعنية من التهاون في القضية الإسكانية والمراهنة على عاملي الوقت والصدفة لعلاجها، مؤكدين أن المملكة تمر بظروف مالية أكثر من ممتازة تستطيع توظيفها للقضاء على هذه المشكلة بكل سهولة ويسر. وكان تركز حضور المعرض على جهتين، الأولى البنوك التي تسابقت بدورها خمسة مصارف (سامبا، الرياض، الراجحي، العربي، والفرنسي)، من خلال أجنحتها في المعرض على عرض البرامج التمويلية لتمويل العقار المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية التي توفر للمواطنين الفرصة لشراء العقار المرغوب في تملكه عن طريق الإيجار مع الوعد بالتملك، والثانية "التقاعد" التي شهد جناحها حضورا كبيرا، خاصة من الموظفين، الراغبين في الاطلاع على برنامج المؤسسة لتملك المساكن الذي طرحته أخيرا.
وكدليل على الحاجة الإسكانية تكتل زوار المعرض على أجنحة أربع شركات على رأسها شركة دار الأركان التي انفردت بالرعاية الماسية للمعرض والتي عرضت العديد من مشاريعها الإسكانية وهي أشبيلبة، القصر، وشمس الرياض "الرياض فيو سابقا" بمدينة الرياض ومشروع التلال بالمدينة المنورة ، إضافة لإنجازاتها في تطوير أليات التمويل الإسكاني خصوصا الجانب المتعلق بتمويل المواطنين الراغبين بشراء مساكن لهم بنظام التقسيط. كما حظي جناح شركة آل سعيدان للعقارات بإقبال من الزوار للطالع على مشروع أراضي الرحاب الواقع شمال غربي العاصمة الرياض بمساحة إجمالية قدرها 4ملايين متر مربع، حيث وصلت الحجوزات فيه إلى 30في المائة، إضافة إلى شركة البيت للتطوير والتنمية العقارية والتي عرضت مجموعة من الشقق ذات المساحات المختلفة من مشاريع البيت (3، 7، 8) في الرياض، وشركة الرياض للتعمير والتي عرضت أحدث المنتجات العقارية التي ابتكرتها الشركة والمتمثلة في مدينة "الصن رايز" السكنية التي تبلغ مساحتها الإجمالية 2.124.92متراً مربعاً.