[عثمان الثمالي]

من السوق
أغرب اكتتاب يفرط به صغار المستثمرين



خالد عبدالعزيز العتيبي
يستحق أن يصنف اكتتاب كيان على أنه أغرب اكتتاب يمر على السوق السعودية ولم يشهد له مثيل من قبل، ليس لأنه أخفى شدة ولاء المكتتبين للاكتتابات، أو صاحبه النفور على غير العادة، أو أحاط به لغط وتكهنات لم تفسح للرؤية السليمة أن تمر من خلاله وتتخذ على ضوئها القرارات دون تشويش، ولكن للعزوف غير المنطقي عنه حسبما أشارت إليه الأرقام الأولية أو الأرقام التي ظهرت قبل إغلاق الاكتتاب بيومين.
وبالأمس الأول أغلق الاكتتاب، وترك مع إغلاقه ما ترك قبل إغلاقه من تفسيرات لم تحط بأي اكتتاب مثله، أو رهانات كانت كثيرة حول تغطيته من عدمها أو سعره بعد الإدراج والتخمينات الكثيرة التي حوله أو حتى التكهنات التي صاحبت إغلاقه.
هذا الإقبال الضعيف جداً يمكن أن يطلق عليه بأنه إخفاق، وربما سيخرج العديد من الصعوبات ويعطي تحفظا حول أي اكتتابات مقبلة، وفي رأيي أن من أعرب عن سخطه من الاكتتابات فإن هذا رأيه ولن يقلل من شأنها مهما اشتدت الضغوط على السوق، فيما سيكون الاستفهام الجدير بالطرح والذي يخلف وراءه أسئلة متتابعة، هو عن السبب الرئيسي الذي واجه الاكتتاب ووضعه تحت هذه الحالة الصعبة التي لم تيسر له التغطية بسهولة كما كان يحدث مع الاكتتابات ذات القيمة الاسمية السابقة. وسواء كان للدعوات الماكرة التي تبنتها بعض المواقع الإنترنتية دور في إحباط المستثمرين الصغار وثنيهم عن المشاركة في الاكتتاب حينما كانوا تباعين للاستجابة لها وتم التأثير عليهم بدرجة امتياز أو غيرها من العوامل، فإنه في هذه الحال يجب أن يحمل المستثمر نفسه مسؤولية عدم المشاركة في الاكتتاب قبل أن يحملها غيره، وحتى وان كان الاكتتاب مصمم للكبار من المستثمرين من حيث فتح نسبة الحد الأقصى الى 200مليون ريال، فإن الفرصة اتيحت للصغار ولم تستثمر بشكلها الصحيح.