[عثمان الثمالي]

بعد التداول
"ما قلت لك؟!" أكثر عبارة يرددها المضاربون



عبدالله الجعيثن
أصبح سوق الأسهم السعودية لدينا مالئ الدنيا وشاغل الناس..
وكثر حوله الهرج والمرج وصار حديث المجالس وأمواج الأثير ومواقع المنتديات ورسائل الجوال والمكالمات وحديث العائلة حتى على مائدة الطعام وصار بعضهم يفكر فيه نهاراً ويحلم به إذا نام..
ومع كثرة المضاربين الهائلين عدداً والذين دخلوا بوابة الأسهم مع اكتتاب الاتحاد والبلاد وقد ربحوا في كل اكتتاب عشرات الأضعاف ظنوا أن شاشة الأسهم تمطر ذهباً وفضة مثل اكتتاب الاتحاد والبلاد فأقبلوا زرافات ووحدانا وقذفوا بأموالهم واقترض الكثير منهم ورهنوا رواتبهم ردحاً من السنين واندفعوا كالسيل العرم في مجرى ضيق ففاض السيل على الأجناب وقلع الشجر والنخل بل ودربى الحجر وهدَّم بعض البيوت حين فاض طوفانه فوق العشرين ثم هوى تحت العشرة في برهة قصيرة مدمرة.
ومع تعالي الأصوات والتوصيات وكثرة الهرج والمرج تصدرت عبارة "ما قلت لك؟" أو "أنا قايل لكم" أحاديث المضاربين الكثيرين فلما ارتفع سهم صرخ أكثر من واحد: "أنا قايل لكم"! وكلما هوى سهم صرخ آخر "ما قلت لكم؟!" لتنتشر سحايب الندم السوداء وتكثر الحيرة ويتبارى الناس في القول والقيل حول أسهم خشاشية لا ينفع فيها أصلاً قول ولا قيل وإنما يحركها من وراء الأستار مجموعات يفعلون ولا يقولون ويتركون للآخرين الأقوال والحسرات بينما هم يربحون ويحركون ما يريدون.. ويفخر الذي يردد "أنا قايل لكم" حين يصادف قوله الحقيقة وينسى أقواله الأخرى الكثيرة التي جانبها الصواب وتلمع عينه بنشوة الانتصار ويظن أنه سيد الخبراء في سوق مضاربة محمومة لا تنفع معه خبرة ولا حكمة لأنه خرج من المعقول إلى اللامعقول في كثير من أسهم الخشاش.