في اللقاء الخامس للتسويق الزراعي، وزير الزراعة:
توجه لخصخصة أسواق المنتجات الزراعية
وزير الزراعة خلال لقاء التسويق الزراعي الخامس
الرياض - محمد طامي العويد:
أكد الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة أن نشاط التسويق الزراعي، لا يزال يشكل معضلة وهاجساً للمزارعين، وأن المزارع يحرص على تحسين جودة منتجاته الزراعية وهاجسه أن جهوده قد لا يكون لها مردود إيجابي.
وأضاف الوزير في كلمته أمام حشد من حضور اللقاء الخامس للتسويق الزراعي أنه من هذا المنطلق تدرك وزارة الزراعة أهمية الأسواق الزراعية سواء التي تشرف على تشغيلها، الدولة أو ما أوكل مهام تشغيلها للقطاع الخاص، معتبراً هذه الأسواق قناة التشغيل الأولى لتسويق المنتجات الزراعية في مناطق المملكة المختلفة، ولها تأثير مباشر على تحقيق المزارع لعائد مجز من سعر بيع منتجه الذي يدفعه المستهلك النهائي. وقال أن الوزارة تدرك أهمية تنظيم الأسواق الزراعية بما يسهم في خفض تكاليف عمليات التسويق الزراعي على المزارع وبالتالي زيادة هامشه الربحي، مضيفاً أن المزارع بحاجة للدعم والتشجيع حتى لا يحبط ويعزف عن ممارسة النشاط الزراعي، معتبراً هذا التوجه من أولويات الوزارة بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص.
وكشف الوزير في اللقاء الزراعي الذي نظمته الإدارة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض والذي خصص للحديث عن "الأسواق الزراعية (التعاقدات - الخصخصة - العولمة) عن توجه وزارة الشؤون البلدية والقروية حالياً لدراسة تخصيص الأسواق الزراعية في المملكة وطلب وزارة الشئون البلدية إسهام وزارة الزراعة في تلك الدراسات، التي قال أنها ستؤدي إلى تحسين الوضع الحالي لتلك الأسواق مع ما وفرته الدولة من دعم للقطاع الزراعي بتخصيص أماكن للمزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية في الأسواق بمبالغ رمزية".
وأوضح محمد أبو نيان عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس اللجنة الزراعية أن عنوان "الأسواق الزراعية" في هذا اللقاء جاء ليبحث فيه المشاركون خصخصة الأسواق الزراعية والتعاقدات إضافة إلى انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، على أسواقنا وتوسيع آفاق المنافسة الأجنبية عليها وما تتيحه من فرص لعبور منتجات المملكة للأسواق الخارجية الإقليمية والعالمية.
وقال أبو نيان أن التسويق الزراعي يتكون من حلقات عديدة بدءاً من اختيار البذور وحتى عرض المنتج للمستهلك، مضيفاً أن ذلك ما يؤكد على المزارعين أهمية مناقشة هذه المكونات كل على حدة والترابط فيما بينها والسعي لتطويرها وتطوير آليات العمل بها لبلوغ الأهداف المرجوة من تطوير وتحسين عملية التسويق الزراعي وأفصح الدكتور سعد خليل رئيس اللجنة الفرعية للتسويق الزراعي بالغرفة عن بعض العوائق الإدارية والمالية التي قال أنها تقف أمام تفعيل دور الجمعيات القائمة والجمعيات التي أنشئت حديثاً أو التي لا تزال تحت الإنشاء، مضيفاً أن التمويل الذي يعتبر من أهم العوامل لتحفيز المزارعين للتكتل في جمعيات تعاونية يأتي في مقدمة هذه العوائق، وقال أن لائحة الإقراض في البنك الزراعي تتطلب وجود ضمان للقرض، غير أن لائحة الأراضي في وزارة الشؤون البلدية والقروية لا تجيز منح الأراضي إلا عن طريق عقود التأجير الذي قال أن البنك الزراعي لا يقبله كضمان للقرض.
وقال الدكتور خليل أن الجميع يتطلع إلى دور فاعل تقوم به الجهات المعنية بشؤون الجمعيات التعاونية الزراعية لتذليل هذه العقبة، منوهاً كذلك إلى أهمية الوعي الإداري التطوعي لقيادة هذه الجمعيات.
وأوضح أن الأسواق الزراعية تلعب دوراً هاماً في كفاءة التسويق الزراعي، وقال "ما بين العولمة والخصخصة يترقب الجميع تحسناً ملموساً في تنظيم الأسواق الزراعية ويرون في تجارب الخصخصة السابقة سلبيات وإيجابيات، فالمزارع يرى تجربة تخصيص سوق الجملة بالعزيزية تجربة فيها من السلبيات ما يمكن الاستفادة منه في التوجه الحالي لخصخصة الأسواق الزراعية في المملكة مستقبلاً، أما تجربة خصخصة سوق الجملة بمدينة عنيزة وتشغيله من قبل الجمعية التعاونية الزراعية بعنيزة تعتبر بداية جيدة وإن كان الحكم عليها سابقاً لأوانه".
بعد ذلك كرم وزير الزراعة رعاة اللقاء وهم (الشركة الوطنية للتسويق الزراعي ثمار - مزارع فقيه للدواجن) والرعاة الداعمون الرئيسيون والرعاة الداعمون المشاركون. تلا ذلك جلسات اللقاء والتي ركزت حول أهمية التسويق في نجاح التعاقدات والتعاقدات في قطاع الدواجن والأسواق المركزية، والواقع والصعوبات والحلول للأسواق الزراعية وتسويق منتجات البيوت المحمية، ودور المواصفات والمقاييس في الأسواق الزراعية، وكذلك دور هيئة الغذاء والدواء في الأسواق الزراعية.
