قوى تجارية دولية تبحث صياغة معاهدة جديدة للتجارة العالمية
- بروكسل – رويترز: - 02/05/1428هـ
بدأت القوى التجارية أمس جهودا جديدة لمحاولة إحراز تقدم في محادثات التجارة العالمية التي تواجه مخاطر نفاد الوقت. واجتمع مفاوضون كبار من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبرازيل والهند وهي أربع جهات محورية في منظمة التجارة العالمية في قصر معزول في بروكسل في أول اجتماع ضمن سلسلة من اللقاءات المقررة قبل آب (أغسطس).
وكانت تلك الأطراف قد اتفقت الشهر الماضي على أنه ينبغي لجولة محادثات الدوحة الخاصة بمنظمة التجارة العالمية أن تسفر عن معاهدة جديدة للتجارة الحرة العالمية بحلول نهاية العام غير أن تحقيق ذلك يتطلب التوصل إلى برنامج عمل مفصل بنهاية تموز (يوليو). وبدأت جولة الدوحة قبل أكثر من خمس سنوات وبعد فترة وجيزة من هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على الولايات المتحدة وتهدف إلى تعزيز الاقتصاد العالمي ومساعدة الملايين على الإفلات من الفقر.
غير أن خلافات عميقة على رأسها الخلافات بشأن التجارة الزراعية تسببت في تجاوز المفاوضين في الماضي مواعيد نهائية واحدة تلو الأخرى. ويحذر مسؤولون تجاريون من أنه قد يكون هناك تأخير لسنوات أخرى أو انهيار كامل للمحادثات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في عام 2007. ويشيرون إلى أن الانتخابات في الولايات المتحدة عام 2008 وفي الهند عام 2009 إلى جانب عوامل أخرى ستمنع الحكومات من تقديم تنازلات حساسة سياسيا ضرورية للتوصل إلى اتفاق. وقلل باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية من فرص إحراز تقدم كبير خلال اجتماع بروكسل الذي سيستكمل غدا الجمعة. غير أنه قال إن المحادثات تدخل مرحلة حاسمة. وأضاف في تصريحات للصحافيين في باريس أمس الأربعاء "لا تزال الزراعة قضية رئيسية. نعلم مواطن المساومات التجارية في الزراعة الآن... السؤال الوحيد هو ما حجمها". وقالت الهند والولايات المتحدة اللتان تختلفان بشأن من ينبغي له أن يتخذ الخطوة التالية في المفاوضات أمس الأول إن المحادثات تحرز تقدما وإن الأجواء إيجابية غير أنهما تمسكتا بمطالبهما الرئيسية. وذهب وزير التجارة الأسترالي وارين ترأس إلى أبعد من ذلك وقال للصحافيين في نهاية اجتماع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس شارك فيه عدد كبير من وزراء التجارة إنه سيتم التوصل إلى اتفاق.
وقال "بعد اليومين الماضيين في باريس يساورني شعور بأن هناك الآن رؤية مفادها أن التوصل إلى اتفاق بات أمرا حتميا وبأننا سنحصل على نتيجة." وتواجه الولايات المتحدة ضغوطا لعرض تخفيضات أكبر في الدعم الزراعي غير أنها تقول إنه يجب على البلدان النامية مثل الهند أن تفتح أسواقها بشكل أكبر أمام السلع الزراعية الأمريكية. لكن الهند تقول إن ذلك قد يدمر ملايين المزارعين المحليين الفقراء. ويشعر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي بالقلق من عدم إيلاء انتباه كافٍ لخفض التعريفات الجمركية على ورادات المنتجات الصناعية مثل السيارات والمواد الكيماوية وهي بضائع ترغب البلدان الأوروبية في زيادة صادراتها منها.