الصين تدافع عن استثماراتها في إفريقيا وسط اتهامها بالاستعمار وتفجير الصراعات
- ليندساي بيك من شنغهاي - رويترز - 02/05/1428هـ
رد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو على انتقادات بأن الصين هي المستفيدة من سعيها لتأمين الحصول على النفط والثروات المعدنية لتغذية اقتصادها رابع أكبر اقتصاد في العام. ورغم أن تجارة الصين واستثماراتها يساعدان إفريقيا على النمو بأعلى معدل في 30 عاما إلا أن بعض المحللين يقولون إن الصين تتصرف بشكل لا يختلف عن القوى الاستعمارية السابقة في القارة فيما يتعلق باستنزاف المواد الخام بدلا من تنمية الصناعات المحلية.
وقال وين في الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي للبنك الإفريقي للتنمية "نحن جادون حقيقة في مساعدة إفريقيا على تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصلحة شعب إفريقيا ودولها". والاجتماع الذي يستمر يومين ويحضره وزراء المالية من أكثر من 50 دولة هو الأول الذي يعقده البنك في آسيا ويمثل أحدث خطوة في مساعي بكين للتقرب من أفقر قارات العالم. وجدد وين تعهدا قطعه الرئيس الصيني هو جين تاو في قمة لزعماء إفريقيا في بكين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 لمضاعفة المساعدات بحلول عام 2009 وتأسيس صندوق تنمية برأسمال خمسة مليارات دولار. وقال رئيس الوزراء إن الصين شطبت كذلك ديونا مستحقة على إفريقيا قيمتها 10.9 مليار يوان (1.42 مليار دولار) وأعلنت عن شطب لديون أخرى بقيمة عشرة مليارات يوان.
إلى ذلك, أبلغ مسؤول في البنك المركزي السوداني الصين أمس أن استثماراتها النفطية قد تعمق الصراعات في السودان ما لم تستحث بكين الحكومة على إشراك السكان المحليين واقتسام إيرادات النفط. وتعرضت الصين التي تشتري أغلب النفط السوداني لانتقادات دولية عنيفة لدخولها في أعمال مع نظام مدان في الغرب بسبب ما يسميه الغرب أعماله في دارفور, غير أن تصريحات المسؤول في البنك المركزي تعتبر صوتا انتقاديا نادرا من نوعه يصدر من الخرطوم.
وقال اليجا الينج نائب محافظ البنك المركزي للصحفيين على هامش الاجتماع السنوي للبنك الإفريقي للتنمية "عندما يستغل النفط والموارد ولا يعود شيء على السكان فإن ذلك يكون بمثابة تمويل الحرب ضدهم بهذه الموارد وهو أمر سلبي".
ويتركز أغلب النفط السوداني في الجنوب حيث أنهى اتفاق أبرم عام 2005 حربا أهلية استمرت نحو 20 عاما بين الحكومة في الخرطوم والمتمردين الجنوبيين. لكن اقتسام إيرادات النفط وترسيم الحدود عبر منطقة تضم أغنى موارد الطاقة في السودان كان من النقاط الشائكة في الاتفاق.
والعديد من أعضاء الحكومة الحالية كانوا من قبل من كبار الأعضاء في الجيش الشعبي لتحرير السودان مثل الينج الذي يظل في بعض الأحيان منتقدا للحكومة. وكان الينج يرأس الجناح الإنساني للجماعة المتمردة الرئيسية في الجنوب. وقال إن الجنوب قد يضطرب من جديد إذا شعر السكان المحليون أن ثروات النفط في المنطقة أغلقت في وجوههم. وتساءل "أتعلمون بما يحدث الآن في دلتا النيجر في نيجيريا".
وكان تصاعد أعمال العنف قد أدى إلى وقف إنتاج خمس إمدادات نيجيريا من النفط ودفع الشركات لإجلاء طواقمها وأسفر عن عدة عمليات احتجاز رهائن منهم عمال صينيون. وقال الينج "لا نريد أن يحدث مثل ذلك في الجنوب لكنه قد يحدث بمنتهى السهولة عندما يشعر السكان أن حكومتهم لا ترعى مصالحهم". وأعمال شركة النفط الوطنية الصينية في السودان الذي دخلته عام 1995 وهي الأكبر خارج البلاد وتشمل الاستثمارات التنقيب عن النفط وإنتاجه وتكرير النفط وإنتاج البتروكيماويات فضلا عن محطات ضخ. وتنتج الصين حاليا نحو 226 ألف ..... يوميا من النفط من ثلاثة حقول في السودان أي نحو 3 في المائة من الطلب الصيني.