تقرير: مستقبل أرباح الشركات يتغلب على المخاوف من التضخم
المستثمرون أصبحوا مهيئين لارتفاع التضخم وزيادة أسعار الفائدة
لندن: «الشرق الاوسط»
افاد تقرير اقتصادي ان موضوع قوة الاقتصاد العالمي ومستقبل الأسهم اكتسب قوة متجددة من قبل المستثمرين المؤسساتيين في المسح الأخير الذي أجرته شركة ميريل لينش لمديري الاستثمار.
فقد ارتفع مؤشر توقعات النمو المركب في استطلاع مديري الاستثمار من 33 في ابريل (نيسان) الى 43 في مايو (أيار)، اضرمته نظرة أكثر ايجابية ازاء النمو الاقتصادي وأرباح الشركات. وقال التقرير الاستثماري الصادر عن «ميريل لينش» لشهر مايو ان غالبية المجيبين الذين يتوقعون أن يقوى الاقتصاد العالمي قد ارتفعت من 29% الى سالب 18%. فالمستثمرون هم أقل قلقاً ازاء أرباح الشركات، اذ ان نسبة المجيبين في المسح الذين يتوقعون ارتفاعاً بالأرباح قد تحسّن من سالب 32% الى سالب 12%. ثم ان 35% من الفريق المستطلَع يتوقعون الآن نموّاً يزيد عن 10% في الاثني عشر شهراً القادمة صعوداً من 25% في ابريل.
وقال دايفد باورز، الاستشاري المستقل لدى ميريل لينش، في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس: «ان كل سماء صافية تشوبها بعض الغيوم، اذ يرافق توقعات صعود النمو خشية من ارتفاع التضخم، وهذا حدا ببعض المستثمرين ان يساورهم القلق من مستقبل معدلات الفائدة». يظهر بوضوح ان المستثمرين مهيئون لارتفاع بالتضخم وربما لزيادة بأسعار الفائدة. فالأغلبية التي تتوقع ارتفاعاً في التضخم في غضون سنة من الآن صعدت نسبتها من 11% في مارس (آذار) الى 14% في مايو.
واشار التقرير الى انه ينتج عن ذلك، ان غالبية 29% يتوقعون معدلات للفائدة أعلى في الأمد القصير صعوداً من 2% كانوا من هذا الرأي في مارس. وثمة نصف المستطلعين يتكهنون صعوداً بأسعار الفائدة البعيدة الأجل مقابل 37% في مارس. فعندما ترتفع توقعات النمو يزداد القلق ازاء التضخم والسياسة النقدية.
وبين ان شبح ارتفاع اسعار الفائدة والتضخم لم يزعزع مخصصي الأصول بأن الأسهم مسعرة باعتدال. فغالبية 52% هم مثقلون بالأسهم صعوداً من 50% في ابريل، وان مخصصي الأصول يعتقدون ان الأسهم لا تزال رخيصة بالنسبة الى السندات، وان لدى الشركات مدى واسعاً للاستقراض من أجل تعزيز العائدات كما ان فريق المديرين في الشركات لا يزال تحت الضغط من أجل اعادة النقد الى المساهمين.
وقال ان الحماسة ازاء أسهم منطقة اليورو بلغت مستويات مرتفعة جديدة ليس فقط من حيث أن مستويات قياسية من المجيبين يعتقدون ان الشركات في منطقة اليورو تتمتع بمستقبل مشرق بالنسبة الى الأرباح بل هم أيضاً يعتقدون ان الشركات في المنطقة تتسم بجودة في أرباحها تعلو على مثيلاتها في الولايات المتحدة، فهي المرة الأولى التي يتخذ فيها السوق هذه النظرة منذ حصول سلسلة من الأزمات التي عانتها موازنات الشركات في الولايات المتحدة عام 2002.
اذن، ليس من المستغرب، كما قال التقرير، ان رقماً قياسياً من المديرين بلغ 36% لا يرغبون في ان يثقلوا محافظهم الاستثمارية بأسهم منطقة اليورو في نظرة مستقبلية تمتد الى 12 شهراً. كما ان ثمة غالبية 56% سبق أن أثقلت محافظها بأسهم المنطقة. ان آخر مرة شعر فيها المستثمرون بهذه القوة ازاء المنطقة كانت في يناير (كانون الثاني) 2000، لم تلبث بعد ذلك ان انخفضت السوق مدة ثلاث سنوات في اداء أدنى من الولايات المتحدة، فهل تكون النتيجة مختلفة هذه المرة؟
وصرحت كارن أولني، كبيرة مخططي الأسهم الأوروبية بميريل لينش بقولها: «ان المتداولين بأسهم منطقة اليورو بلغوا مرحلة متقدمة من الازدحام وفي هذه الحالة يمكن ان يرغب المعاكسون بتحقيق الأرباح. لكن على المستثمرين ان ينظروا الى اي انخفاض على انه فرصة للشراء. فالأسهم في منطقة اليورو لا تزال رخيصة بالنسبة الى الأسهم في الولايات المتحدة اذ ثمة جيوب قوية من القيمة في اسهم الشركات الأوروبية الضخمة، خاصة في شركات الطاقة والصيدلة وغيرها مثل شركات المعلومات والتأمين. وفي الختام، ان حكاية النمو المتعافي والطويل الأمد وتزايد التعرض الى الشرق لا تزال متجذرة». ولقد أعرب بعض المستثمرين عن قلقهم من ان الضغط التضخمي سيجبر البنك المركزي الأوروبي على القيام برفع سعر الفائدة مرات عديدة. ويعتقد كلادس بادر، كبير الاقتصاديين في ميريل لينش في اوروبا، ان البنك المركزي الأوروبي سيتصرف بطريقة لا تهدد النمو، اذ قال: «بعد سنوات من الاستهانة بحاجة البنك المركزي الأوروبي للتشدد بالسياسة النقدية نرى السوق الآن يعيد النظر في زيادة ممكنة بسعر الفائدة بعد يونيو (حزيران) المقبل. فميريل لينش تتوقع ان يكون متوسط معدل التضخم 9.1 % في 2007 ويرتفع الى 2.2% عام 2008.
امّا على صعيد العملات، فقد اشار مديرو الاستثمار إلى ان ثمة 3% يرون الدولار قد أصبح تحت قيمته، و40% يعتقدون ان اليورو فوق اساسياته، كما ان 65% يرون الجنيه الاسترليني أغلى من قيمته الأساسية و68% يعتقدون ان الين رخيص وثمة 28% يرون عملات الدول الناشئة ادنى من أساسياتها.
يشار الى ان 201 مدير اشتركوا بالاستطلاع العالمي يُشرفون على استثمار 586 مليار دولار. كما ان 177 مديراً اشتركوا في الاستطلاعات الإقليمية يُشرفون على ادارة 397 مليار دولار من الثروات.