عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05-21-2007
 
كريم السجايا
مشارك

  كريم السجايا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 714
تـاريخ التسجيـل : 08-12-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 386
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كريم السجايا يستحق التميز
افتراضي لحساب من يُحرق شمال لبنان؟/ منقول

لحساب من يُحرق شمال لبنان؟/ منقول لحساب من يُحرق شمال لبنان؟/ منقول لحساب من يُحرق شمال لبنان؟/ منقول لحساب من يُحرق شمال لبنان؟/ منقول لحساب من يُحرق شمال لبنان؟/ منقول

الاثنين5 من جمادى الأولى 1428هـ 21-5-2007م الساعة 04:02 م مكة المكرمة 01:02 م جرينتش
الصفحة الرئيسة > تقارير > تقارير رئيسية

جريح في اشتباكات مخيم نهر البارد


وليد نور

مفكرة الإسلام: عادت لبنان إلى واجهة الأحداث مرة أخرى بقوة، وهي التي لم تغب عنها كثيرًا منذ الحرب الأخيرة، غير أن العودة هذه المرة كانت مختلفة عن المرات السابقة؛ حيث اختفى العنصر الشيعي من الواجهة وبرز العنصر السني والفلسطيني بقوة لم تسبق منذ الحرب الأهلية اللبنانية وما تبعها من الحرب التي استهدفت المخيمات الفلسطينية.

بالتأكيد إن ما جرى ولا يزال يجري من اشتباكات في مخيم نهر البارد وضواحيها بين الجيش اللبناني وحركة "فتح الإسلام" لا نستطيع فصله عما يموج على سطح السياسة اللبنانية من أحداث، وما يجرى في داخلها من تقلبات، بل إننا لا نستطيع أن نفصل بين ما يجري في لبنان والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، حيث أضحت لبنان منذ سنين كثيرة ساحة للآخرين يعبثون بأمنها واستقرارها من أجل أهدافهم ومخططاتهم.

"فتح الإسلام" والنشأة الغامضة:

لولا الظروف الغامضة التي أحاطت بظهور "فتح الإسلام" لكان ظهورها طبيعيًا في ظل الأوضاع السياسية الملتهبة، والصعود الشيعي المستفز، غير أن كثيرًا من المؤشرات شجعت بعض المراقبين على القول بأن "فتح الإسلام" صنيعة سورية أو على أحسن الأحوال "مخترقة" من المخابرات السورية.

ظهر اسم "فتح الإسلام" لأول مرة في سبتمبر الماضي؛ حيث أعلن شاكر العبسي انشقاقه ومجموعته عن حركة «فتح ـ الانتفاضة» وإقدامه على احتلال مراكزها في مخيم البداوي، وتقول مصادر أمنية إن القيادة الفعلية لهذه المجموعة تعود للسوري «أبو مدين»، وأن الشعارات الإسلامية ليست سوى عامل تمويه.

عند محاولة سوريا نفي صلتها بحركة "فتح الإسلام"، قال وزير الداخلية "بسام عبد المجيد": إن "فتح الإسلام هو أحد تنظيمات "القاعدة" التي تخطط لأعمال إرهابية في سوريا، وجرى كشفها في أغسطس 2002، وأوقف عدد من أعضائها مع مسئولهم شاكر العبسي"، ثم كشف "عبد المجيد" عن أن "العبسي" حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات أطلق سراحه بعده، ولما رغبت السلطات الأمنية في اعتقاله كان قد اختفى.

تصريحات "عبد المجيد" زادت من الشكوك في صلة المخابرات السورية بالعبسي، حيث لم يعهد عن النظام السوري، ولا يتصور عن أي نظام آخر، أن يتعامل بهذه الرقة مع شخص متهم بالانتساب للقاعدة والصلة بالزرقاوي والتخطيط لأعمال "إرهابية"، أو أن تتركه السلطات الأمنية يفلت من مراقبتها بكل هذه السهولة إلا إذا كان يعد لأمر ما.

مما يزيد من الغموض حول "فتح الإسلام" الصعود السريع لقوتها، حيث أصبحت في غضون أقل من ستة أشهر منظمة قادرة على شل عاصمة لبنان الثانية، ومحاصرة الجيش اللبناني؛ من خلال تمركزها في أكبر مخيمات الشمال اللبناني، فضلاً عن الإمكانات المادية الهائلة التي تتوفر للتنظيم، والقدرات التدريبية العالية، وهي أمور من الصعب توفرها في بيئة مثل لبنان عرف عن سلطاتها الأمنية مطاردتها وتتبعها الدقيقة لكل ما يمت للإسلام السلفي بصلة، فكيف إذا كان الحال بمجموعة مسلحة، ولعل مما يزيد من الشكوك حول التورط السوري عرض سوريا إبان الحرب الأخيرة على الولايات المتحدة تحديد أماكن عناصر القاعدة في لبنان والمساعدة في اعتقالهم، وهو أمر يؤكد التغلغل السوري داخل الشمال اللبناني رغم الانسحاب.

أيًا كان الأمر وسواء أكانت سوريا تقف وراء "فتح الإسلام" أو يقف غيرها، إلا إننا لا نستطيع أن نتهم "فتح الإسلام" بالعمالة الكاملة لتلك الفئة أو لهذا الطرف، فالظروف التي يعيشها السنة في لبنان تشجع على نشوء تلك الأوضاع، وبالتأكيد هناك من يحاول استغلال تلك الظروف لإشعال الأحداث بشكل يصب في نهاية الأمر في صالحه، والذي يأتي كثيرًا على حساب السنة.

الاشتباكات الأخيرة:

بدأت الاشتباكات الأخيرة، والتي لا تزال مستمرة بشكل متقطع، بعد أن تعرض فرع مصرف البحر المتوسط في أميون للسرقة، واتُهمت حركة "فتح الإسلام" بالوقوف وراء عملية، وقررت السلطات الأمنية تنفيذ مداهمات محددة، غير أن الطرف الآخر، والمتهم بأنه "فتح الإسلام" استعد لهذه الأوضاع واقتحم مواقع الجيش في تخوم مخيم نهر البارد، واندلعت الاشتباكات التي لم تستطع القوات الأمنية السيطرة عليها فاستعانت بالجيش؛ مما جعل لبنان تشهد يومًا داميًا لم تشهد مثله منذ سنين عديدة، خاصة وأن حركة "فتح الإسلام" ردت سريعًا وفي نقاط محددة ومدروسة على الجيش؛ الأمر الذي يثير الشكوك مجددًا عن الجهة المتنفذة والتي تقف وراء "فتح الإسلام" وتمده بكل هذه المعلومات، ثم تعمُد "فتح الإسلام" استهداف الجيش يوحي بأن الهدف هو جر الجيش اللبناني إلى "حرب أهلية" جديدة، خاصة بعد أن سارع عدد من اللبنانيين إلى تلبية الدعوات التي صدرت لمؤازرة الجيش والقوى الأمنية فحمل بعضهم السلاح وخرج إلى الشوارع للمشاركة في القتال.

لصالح من؟:

يبقي السؤال الأهم، لصالح من هذه الأحداث الدامية التي أشعلت شمال لبنان، ولا تزال تداعياتها السياسية مشتعلة؟، ليس من السهل الإشارة إلى جهة واحدة تستفيد من مثل هذه الأحداث في لبنان، فما تنفجر قنبلة في الساحة اللبنانية الرخوة إلا وعمل كل طرف على الاستفادة منها لصالحه، والأطراف هنا ليست مقتصرة على الشأن الداخلي فحسب، بل إنها تمتد لتشمل الأطراف الخارجية أيضًا، غير أن الحادث الأخير يصب في اتجاهات متعددة منها:

- قضية المحكمة الدولية لقتلة رفيق الحريري، وهو الأمر الأبرز الذي يميل إليه الكثيرون، إلا إنه بالتأكيد ليس الأمر الأوحد، ويقول "صبحي الطفيلي" الأمين الأسبق لحزب الله تعليقًا على تلك الأحداث: "كلما تقدمنا قليلاً سيكون الصيف حارًا، وهذا على حساب الناس، وهذا مقدمة للمحكمة".

وبالتأكيد فإن مثل تلك الأحداث لن تعرقل قرار إنشاء المحكمة، ولكن كفيلة بتوتير الأجواء السياسية بشكل يرجع إلى كل طرف قدرته في الاستفادة منه.

- قضية إسقاط الحكومة، فالمعارضة المتمثلة في "حزب الله" و"عون" حاولت استغلال هذه الأحداث لتجديد دعوتها إلى تغيير الحكومة، فدعا بيان "حزب الله" إلى "تطويق الأحداث والاشتباكات الحاصلة والقيام بمعالجة سياسية جريئة لإنهاء الأزمة القائمة، وهي بالدرجة الأولى مسؤولية الفريق الحاكم في السلطة، الذي عليه أن يبادر ويتحرك ولا يترك الساحة تحترق"، أما الجنرال "ميشال عون" فكان أكثر وضوحًا حيث صرح قائلاً: "اليوم لا نرى حلاً جديًا لمعالجة كل الأزمات القائمة إلا برحيل هذه الحكومة، ولا نريد بعد اليوم أن نسمع اجتهادات وتبريرات".

غير أن الأمر بالتأكيد لن يقف عن تلك البيانات، بل لا يستبعد أن تتورط أصابع المعارضة "من بعيد" في تأجيج الأوضاع التي لم تستطع تأجيجها عبر الاعتصامات والإضرابات في بيروت، فلعل تأتي الفرصة عبر نقل الصراع إلى داخل البيت السني، وإلى معاقل الحزب الحاكم.

المخيمات الفلسطينية، تبقى النقطة الأخطر التي تتعلق بها هذه الأحداث هي قضية المخيمات الفلسطينية والتي تطالب فئات من السياسيين اللبنانيين بفرض السيطرة الكاملة عليها، بل إن عون بالغ في بيانه، حيث اتهم الفلسطينيين بالغدر، فقال: "حقًا إنه ليوم أسود أن يستهدف جيش على أرضه وهو يسعى إلى تثبيت الأمن والاستقرار، على يد من استضافهم وأمن لهم المسكن والمأوى.. ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الجيش اللبناني لهذا الغدر"، هذه البيانات من عون وغيرها تعيد إلى الأذهان ما تعرضت له المخيمات الفلسطينية من جرائم بشعة في الحرب الأهلية اللبنانية، فهل تكون تلك المخيمات الساحة التي ينهي فيها الفرقاء اللبنانيون خلافاتهم؟.. ربما.

أهل السنة بين الشمال والجنوب:

يبقى أن نقول أن أسوأ ما تسفر عنه تلك الأحداث هو التشويه المتعمد لأهل السنة في لبنان، حتى اعتبرت المعارضة وجود حركة "فتح الإسلام" دليلاً على "التطرف" السني في لبنان، والمطالبة بالتشديد على "المسلمين السنة" بينما يتم التغاضي عن "السلاح الشيعي" لأنه "عنصر استقرار" على حد زعم عون في بيانه.

إن تلك الأحداث مؤذنة بخطر محدق بالسنة في لبنان، ولعل ما يؤكد ذلك حملة التوقيفات التي شهدتها طرابلس قبل أسابيع قليلة، وبرزت وقتها مخاوف، تزداد الآن، من صدور قرار بملاحقة وتفكيك الحالة السلفية، تكرارًا لما حدث في عامي 1999 و2000.
رد مع اقتباس