محمد الماضي نائب رئيس مجلس سابك والرئيس التنفيذي في حديث لـ "الرياض":
سنقترض 75% من قيمة شراء قطاع البلاستيك في "جنرال إلكتريك" والصفقة إيجابية لمستقبل قطاع البتروكيماويات السعودي

م. الماضي أثناء حديث ل "الرياض" بعد توقيع الصفقة
نيويورك - أحمد حسين اليامي:
أكد المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة سابك ان شراء الشركة لقطاع البلاستيك في "جنرال اليكتريك" بقيمة 11.6مليار دولار سيعود بالنفع على صناعة البتروكيماويات السعودية والاقتصاد السعودي بشكل عام خاصة في مجالات نقل التقنية كما ان الصفقة ستسرع تحقيق سابك استراتيجية
2020.وأضاف في حديث ل "الرياض" عقب توقيع صفقة الشراء ان عملية الاستحواذ هي أكبر عملية استحواذ لشركة سابك في أمريكا الشمالية في تاريخها وانها استغرقت نحو ثلاثة شهور تقريباً من المفاوضات.
وقال المهندس محمد الماضي ان سابك بعملية الشراء هذه تمكنت من الصعود إلى المرتبة السابعة في العالم بين شركات المواد الكيماوية، هبوطاً من المرتبة العاشرة.. كما أكد أن سهم الشركة قد شهد تحسناً ملحوظاً في الأيام الثلاثة الماضية منذ بدء الحديث عن قرب التوصل إلى الصفقة مع جنرال اليكتريك.
وكذلك شهدت أسهم شركة جنرال الكتريك الأميركية ارتفاعاً في سعر سهمها بلغ 14سنتاً للسهم فور انتشار خبر بيع قسم البلاستيكيات في الشركة.
وفي لقاء مع "الرياض"، شكر المهندس محمد الماضي، الرئيس التنفيذي لشركة سابك ونائب رئيس مجلس إدارتها، فريق مفاوضي الشركة من الرياض وأوروبا بقيادة المهندس عبدالله بازيد، فضلاً عن الاستشاريين والبنوك، على هذا الإنجاز الذي وصفه بالتاريخي.. وقال ان هذا الفريق تمكن من دراسة الشركة دراسة وافية وتحديد الأهداف للشركة الجديدة وتقديم العرض المناسب لتملكها. وقال المهندس محمد الماضي ان عملية الشراء المذكورة تأتي "ضمن استراتيجية سابك للعام 2020" التي تنص على أن تكون نسبة إنتاج المواد المتخصصة لسابك في عام 2020هو 20بالمائة، وهو أمر قال انه من الصعب الوصول إليه بالمجهود الذاتي للشركة.. وأضاف ان شركة جنرال الكتريك استغرقتها أكثر من 50سنة للوصول إلى هذا المستوى من الإنتاج المتخصص للمواد المتخصصة..
يذكر أن شركة "جي اي بلاستيكس" التي اشترتها سبك تعود بتاريخها إلى العام 1930، وكانت بدأت أعمالها مباشرة بعد التجارب التي كان العالم الأميركي ومكتشف المصباح الكهربائي توماس اديسون قد بدأ بإجرائها في العام 1890وأدت إلى اكتشاف المصباح الكهربائي.. وتزود الشركة الكثير من المنتجات لصناعات السيارات والرعاية الصحية والأجهزة الالكترونية الاستهلاكية.
وعن آليات مفاوضات شراء "جي إي بلاستيكس" التي هي جزء من شركة "جنرال الكتريك" الأميركية العملاقة، قال المهندس الماضي ان عملية المفاوضات استغرقت تقريباً ثلاثة أشهر.. وأضاف انه في حين ان "جي اي بلاستيكس" هي جزء من شركة جنرال الكتريك الآن، فإنها ستصبح شركة مستقلة ذات ملكية سعودية خالصة بعد استكمال اجراءات الشراء.
وكشف المهندس الماضي عن أن عملية شراء سابك للشركة الأميركية هي أكبر استحواذ تقوم به الشركة السعودية في أميركا الشمالية في التاريخ، إذ ان الشركة التي ابتاعتها سابك تضك 11.200موظف، وتنتج منتجات كثيرة جداً متنوعة ومتعددة لاستخدامات عديدة للسيارات وأجهزة المعلومات وغير ذلك.
وأعرب المهندس الماضي عن سعادته لاجتماعه بعدد من موظفي الشركة الأميركية ونوعية الخبراء فيها.. قائلاً "لقد فرحنا لنوعية الكفاءات التي توجد بهذه الشركة والإدارة العليا فيها على مستوى كبير جداً".. وأضاف ان وجود هذه النوعية من الموظفين والخبراء في الشركة الأميركية سيفيد "شركة سابك بل والمملكة بصورة عامة لأن من الممكن الاستفادة من خبرات وكفاءات الموظفين الأميركيين في الشركة في تحسين قدرات سابك في ميدان المواد النهائية".
ولناحية الشركات التي نافست الشركة السعودية على شراء هذه الشركة، كشف الماضي عن أنه كانت هناك حوالي خمس أو ست شركات كبرى، ومنها مالية.. وجميع هذه الشركات كانت أميركية إلا واحدة أوروبية.. وقال انه في حين أن فرص الشركات الاستثمارية المالية في الاستحواذ على مثل هذه الشركات عادة ما تكون هي الأعلى، إلا أن شركة سابك "تمكنت بعون الله من اتمام هذه الصفقة والفوز بها وهو ما يسجل لسابك وسجلها العالمي وقوتها المالية".
وقال المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لسابك ان هذه الصفقة "ستفتح آفاقا كبيرة أمام المملكة لإقامة صناعات متخصصة تدار على طريقة الشركات الكبرى لمنافسة أكبر الشركات العالمية". وأضاف ان هناك الآن على سبيل المثال تفكيرا لافتتاح مصنع لصناعات السيارات في المملكة، وبما أن هذه الشركة تمتلك قدرات لإنتاج مواد بلاستيكية متخصصة لصناعة السيارات فإن من الممكن للمملكة الاستفادة من قدرات ومنتجات هذه الشركة.
وأكد المهندس الماضي ان عملية شراء الشركة الأميركية قد رفعت من مرتبة شركة سابك السعودية في مصاف الشركات الكيماوية من المرتبة العاشرة الى المرتبة السابعة في العالم كما أشار الى أن أسهم سابك قد ارتفعت في الأيام الثلاثة الماضية بعد انتشار أخبار الصفقة الأميركية السعودية.
وكشف المهندس محمد الماضي النقاب عن أن منتجات الشركة الأميركية التي اشترتها سابك تبلغ 1.6مليون طن من المواد الكيماوية المتخصصة سنويا، وتبلغ قيمة مبيعاتها 6.6مليارات دولار سنويا، وهو ما يدل على تخصصية منتجات هذه الشركة.
وسوف يمول القسم الأكبر من رأس مال الشركة الجديدة عن طريق إصدار السندات والقروض البنكية بضمان الشركة الجديدة، الأمر الذي يعكس متانة مركزها المالي وحجم تدفقاتها النقدية وفي الوقت ذاته ستدفع شركة سابك ربع قيمة الصفقة نقدا.
يذكر ان شركة سابك شركة سعودية عالمية تنتشر منتجاتها في أكثر من 100بلد حول العالم، ويقدر إنتاجها بحوالي 52مليون طن من المواد الكيماوية سنويا ويبلغ دخلها حوالي 23مليار دولار سنويا، وأرباحها 5.4مليارات في العام 2006، وهي شركة ذات سمعة عالمية كبيرة جدا. وقال المهندس الماضي ان الشركة حصلت على تقييم A stable (أ مستقر)، وتوقع أن يبقى هذا التقييم على ما هو عليه رغم عملية شراء الشركة الأميركية وهي عملية ستضطر الشركة السعودية الى اقتراض ما مجموعه 75بالمائة من قيمة الصفقة. وأعرب المهندس الماضي عن أن أهم ما يميز صفقة سابك الأخيرة هذه هو "المعرفة ونقل المعرفة التي ستحصل عليها سابك والمملكة عموما". ووصف الشركة الأميركية الجديدة التي اشترتها شركته بأنها "ستكون مدرسة لموظفي سابك في المملكة"، وقال إن المملكة "ستستفيد إفادة كبيرة جدا منها"، إن على صعيد تقنية التصنيع أو التعبئة أو المبيعات. وقال إن لدى الشركة الأميركية مراكز أبحاث متطورة في صناعة المواد الكيماوية والبلاستيكيات في أميركا والصين وأوروبا وأكثر من 22دولة أخرى، كما أن لها مركز أبحاث كبيراً جداً في الهند، فضلاً عن أن لديها مراكز تشغيل مصانع في اكثر من 44مركزا في 22دولة. يذكر ان مقر الشركة الأميركية هي مدينة بتسفيلد بولاية مساتشوستس. وسيتولى نائب رئيس شركة جنرال الكتريك للبلاستيكيات، برايان غلادن، رئاسة الشركة السعودية الجديدة، والتي ستعيد سابك تسميتها بعد انتهاء اجراءات البيع والشراء الرسمية.