رد : الاخبار الاقتصادية ليوم السبت9جماد الاول 1428هـ الموافق 26/5/2007م
تقرير اقتصادي
مستقبل أرباح الشركات يتغلب على المخاوف من التضخم
إن موضوع قوة الاقتصاد العالمي ومستقبل الأسهم اكتسب قوة متجددة من قبل المستثمرين المؤسساتيين في المسح الأخير الذي أجرته شركة ميريل لينش لمديري الاستثمار.
فقد ارتفع مؤشر توقعات النمو المركب في استطلاع مديري الاستثمار من 33في نيسان (ابريل) الى 43في أيار (مايو)، اضرمته نظرة أكثر إيجابية ازاء النمو الاقتصادي وأرباح الشركات. فغالبية المجيبين الذين يتوقعون ان يقوى الاقتصاد العالمي فقد ارتفعت من 29% الى سالب 18%، فالمستثمرون هم أقل قلقاً ازاء أرباح الشركات إذ أن نسبة المجيبين في المسح الذين يتوقعون ارتفاعاً بالأرباح قد تحسّن من سالب 32% الى سالب 12% ثم ان 35% من الفريق المستطلع يتوقعون الآن نمواً يزيد على 10% في الاثني عشر شهراً القادمة صعوداً من 25% في نيسان.
ويقول دايفد باورز، الاستشاري المستقل لدى ميريل لينش: "إن كل سما صافية يشوبها بعض الغيوم، إذ يرافق توقعات صعود النمو خشية من ارتفاع التضخم وهذا حدا ببعض المستثمرين أن يساورهم القلق من مستقبل معدلات الفائدة.
يظهر بوضوح أن المستثمرين مهيأوون لارتفاع بالتضخم وربما لزيادة بأسعار الفائدة. فالأغلبية التي تتوقع ارتفاعاً بالتضخم في غضون سنة من الآن صعدت نسبتها من 11% في آذار الى 14% في أيار. ينتج عن ذلك، ان غالبية 29% يتوقعون معدلات للفائدة أعلى في الأمد القصير صعوداً من 2% كانوا من هذا الرأي في آذار. وثمة نصف المستطلعين يتكهنون صعوداً بأسعار الفائدة البعيدة الأجل مقابل 37% في آذار. فعندما ترتفع توقعات النمو يزداد القلق ازاء التضخم والسياسة النقدية كما يتبين من مؤشرات مسح مديري الاستثمار بميريل لينش التالية: (انظر الجدول)
مخصصو الأصول يثبتون على رؤيتهم المستقبلية ازاء الأسهم
إن شبح ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم لم يزعزع مخصصي الأصول بأن الأسهم مسعرة باعتدال. فغالبية 52% هم مثقلون بالأسهم صعوداً من 50% في نيسان وان مخصصي الأصول يعتقدون أن الأسهم لا تزال رخيصة بالنسبة إلى السندات وان لدى الشركات مدى واسعاً للاستقراض من أجل تعزيز العائدات كما أن فريق المديرين في الشركات لا يزال تحت الضغط من أجل إعادة النقد إلى المساهمين.
الحماسة لأوروبا تصل إلى مستويات قياسية
إن الحماسة إزاء أسهم منطقة اليورو قد بلغ مستويات مرتفعة ليس فقط من حيث ان مستويات قياسية من المجيبين يعتقدون أن الشركات في منطقة اليورو تتمتع بمستقبل مشرق بالنسبة إلى الأرباح بل هم أيضاً يعتقدون أن الشركات في المنطقة تتسم بجودة في أرباحها تعلو على مثيلاتها في الولايات المتحدة. فهي المرة الأولى يتخذ فيها السوق هذه النظرة منذ حصول سلسلة من الأزمات التي عانتها موازنات الشركات في الولايات المتحدة عام 2002.إذن، ليس من المستغرب أن رقماً قياسياً من المديرين بلغ 36% لا يرغبون في أن يثقلوا محافظهم الاستثمارية بأسهم منطقة اليورو في نظرة مستقبلية تمتد الى 12شهراً. كما أن ثمة غالبية 56% سبق وأثقلت محافظها بأسهم المنطقة، إن آخر مرة شعر فيها المستثمرون بهذه القوة إزاء المنطقة كانت في كانون الثاني (يناير) 2000، لم تلبث بعد ذلك أن انخفضت السوق مدة ثلاث سنوات في أداء أدنى من الولايات المتحدة فهل تكون النتيجة مختلفة هذه المرة؟
وقد صرّحت كارن أولني، كبيرة مخططي الأسهم الأوروبية بميريل لينش بقولها: "إن المتداولين بأسهم منطقة اليورو بلغوا مرحلة متقدمة من الازدحام وفي هذه الحالة يمكن أن يرغب المعاكسون بتحقيق الأرباح لكن على المستثمرين أن ينظروا الى أي انخفاض على أنه فرصة للشراء. فالأسهم في منطقة اليورو لا تزال رخيصة بالنسبة إلى الأسهم في الولايات المتحدة إذ ثمة جيوب قوية من القيمة في أسهم الشركات الأوروبية الضخمة خاصة في شركات الطاقة والصيدلة وغيرها مثل شركات المعلومات والتأمين، وفي الختام ان حكاية النمو المتعافي والطويل الأمد وتزايد التعرض الى الشرق لا تزال متجذرة".
ولقد أعرب بعض المستثمرين عن قلقهم من أن الضغط التضخمي سيجبر البنك المركزي الأوروبي على القيام برفع سعر الفائدة مرات عديدة. إن كلادس بادر، كبير اقتصاديين ميريل لينش الأوروبيين، يعتقد أن البنك المركزي الأوروبي سيتصرف بطريقة لا تهدد النمو إذ قال: "بعد سنوات من الاستهانة بحاجة البنك المركزي الأوروبي للتشدد بالسياسة النقدية نرى السوق الآن يعيد النظر بزيادة ممكنة بسعر الفائدة بعد حزيران (يونيو) فميريل لينش تتوقع أن يكون متوسط معدل التضخم 1.9% في 2007ويرتفع الى 2.2% في
2008.العملات
أما على صعيد العملات فقد أشار مديرو الاستثمار أن ثمة 3% يرون الدولار قد أصبح تحت قيمته و40% يعتقدون أن اليورو فوق أساسياته كما أن 65% يرون الليرة الاسترلينية أغلى من قيمتها الأساسية و68% يعتقدون أن الين رخيص وثمة 28% يرون عملات الدول الناشئة أدنى من أساسياتها. إن ما مجموعه 301مديرس اشتركوا بالاستطلاع العالمي يشرفون على استثمار 586بليون دولار أميركي كما أن 177مديراً اشتركوا بالاستطلاعات الإقليمية يشرفون على ادارة 397بليون دولار من الثروات.
|