التداول.. مرة أخرى
علي المزيد
أشعر أن قرارات التداول فاجأتني مرات عدة؛ أبرزها ثلاث مرات. ففي المرة الأولى ألغت هيئة سوق المال السعودية تعاملات الخميس، وكنت أظن أن هذا ناتج عن الاستجابة لما كتبته وسائل الإعلام من ضرورة إلغاء الخميس وبناءً على رغبة المتعاملين، أو أن الهيئة تحسست رغبات المتعاملين بوسائلها الخاصة فألغت التعاملات بناء على رغبتهم، ولكنني اكتشفت أن الأمر لا هذا ولا ذاك، بل أن إلغاء تعاملات الخميس تمت بناء على رغبة البنوك التي ألغت دوام الخميس. المرة الثانية حينما تم توحيد فترتي التداول إلى واحدة وكنت أروِّج لضرورة توحيد فترة التعامل نظراَ لأنها تنشط حركة الاقتصاد، فحينما تكون فترة التداول واحدة فإن البشر سيتنقلون ويتحركون باتجاهات مختلفة، وهذا التنقل يعني إنفاق مزيد من النقد في جسد الاقتصاد السعودي، وكنت أظن أن هيئة سوق المال استجابت لرغبات المتعاملين في توحيد فترة التداول، ولكنني اكتشفت أن مؤسسة النقد العربي السعودي قررت توحيد فترة تعاملات البنوك لذلك وجدت هيئة سوق المال نفسها مضطرة للتكيف مع هذا الوضع. والمرة الثالثة كانت حينما ظننت أن هيئة سوق المال تسعى جادة لتنشيط الاستثمار عبر قنوات مالية محددة مثل الصناديق نظراَ لأن الهيئة ذاتها كانت تتذمر وعبر احصاءاتها بأن 95 في المائة من المتعاملين في سوق الأسهم السعودية أفراد، لذلك كنت أعتقد أن الهيئة تسعى لتغيير الوضع عبر إجراءات مختلفة؛ منها التشجيع على الدخول في الصناديق، التوعية، عقد الدورات، تغيير فترة التعاملات بحيث يصعب على الافراد متابعتها، ولكنني وجدت ان الهيئة تراعي المتعاملين الافراد عبر تحديد فترة التعاملات من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الثالثة والنصف ظهرا بحيث تكون هناك ساعة تداول تتم بعد انتهاء العمل الحكومي في السعودية والذي ينتهي عند الساعة الثانية والنصف. أتمنى ان تجرى دراسات وبحوث أو قل استبيانات توزع على المتعاملين لمعرفة رأيهم في وقت التداول وستكتشف الهيئة أن وقت التداول طويل جدا (اربع ساعات ونصف) ومرهق جدا لأن معظمه يتم في الظهيرة التي غالبا ما تكون وقت استراحة الناس سواء في الغداء أو في النوم في جو حار كجو السعودية.
وسنكتشف أيضا أن التوقيت لم يراع فصول السنة وبالذات الشتاء والصيف وسنخرج بأوقات تلائم المتعاملين، إن طول فترة التداول تجعله مملا جدا وأقترح في هذا السياق أن يكون التداول من الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا أو الساعة الحادية عشرة حتى الثانية ظهرا بمعنى أن يقتصر التداول على ثلاث ساعات فقط، فقد كان في السابق رغم أنه فترتين صباحية ومسائية أربع ساعات وحينما تم دمجه في فترة واحدة زيد عليه نصف ساعة وأنا حقيقة لا أعرف لماذا؟
كنت دائما أقول إن توحيد فترة التداول مطلب ضروري حينما أقدمت الهيئة على ذلك، وأردف عليه قائلا إن وقت التداول ليس مقدساً بل يمكن للهيئة أن تغيره وفق البحوث التي تجريها. * كاتب اقتصادي