عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2007   رقم المشاركة : ( 2 )
كريم السجايا
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 714
تـاريخ التسجيـل : 08-12-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 386
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كريم السجايا يستحق التميز


كريم السجايا غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الهزيمة تحدق بأمريكا.. / منقول

بوش وبلير.. والهروب الكبير من العراق
الخميس11 من شوال سنة1427هجرية الموافق 11/2/2006 الساعة 6:06 Pm بتوقيت مكة المكرمة 3:06 Pm بتوقيت جرينتش
الصفحة الرئيسة

الرئيس الأمريكي جورج بوش (أرشيف)


إعداد: أحمد أبو عطاء



مفكرة الإسلام: في ظل حالة التردي المتصاعدة التي تعاني منها قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية في العراق يومًا بعد يوم، ووسط اشتداد هجمات المقاومة العراقية بشكل غير مسبوق ضد قوات الاحتلال في كافة أنحاء العراق، كتب محرر صحيفة الإندبندنت البريطانية ربوبرت كورنويل مقالاً يتحدث فيه عن حقيقة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير باتا زعيمين يبحثان عن مخرج من العراق، ولكنهما يفشلان في التوصل إلى هذا المخرج.



وأكد كورنويل في مقاله أن مصداقية بوش وبلير لم يعد لها أي وجود, وأنها قُوّضت بشكل تام, كما أن معاييرهما الأخلاقية أصيبت في مقتل, وحتى شعبية الزعيمين اضطربت بقوة وتمزقت رغم محاولاتهما المستمرة للدفاع عن قرار غزو العراق واحتلاله بالقوة العسكرية.



واعتبر محرر الصحيفة البريطانية أن وجهي بوش وبلير – في شهر أكتوبر الذي كان واحدًا من أشد الشهور الدموية على قوات الاحتلال بالعراق - كانا كافيين للتعبير عن حقيقة الوضع المتأزم للغاية، فبينما كان الرئيس الأمريكي يقف في الغرفة الشرقية من البيت الأبيض ظهرت عليه أمارات الذهول والصدمة والحيرة، وعلى مسافة ثلاثة آلاف ميل منه كان صديقه توني بلير يقف في مجلس العموم البريطاني يتلقى الطعنات التي تؤكد عمق الأزمة التي واجهها عندما وافق على الانضمام لبوش في غزو العراق، وكان الرجلان يبحثان عن أي مخرج ولا يجدان.



وأشار كورنويل إلى أن الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر عام 2006 ربما كان الأكثر تعبيرًا عن حالة اليأس والإحباط التي خيمت على بوش وبلير باعتبار أن كوارث عديدة حلّت على رأسيهما فيما يتعلق بالأوضاع في العراق, وربما بصورة لم تحدث مطلقًا منذ وقع الغزو في مارس عام 2003، حيث أصبح من المستحيل إنكار حجم الهوة العميقة بين تطلعات الزعيمين للأوضاع في العراق والواقع الذي فرض نفسه على الأرض.



ويقول محرر "الإندبندنت": "لقد اكتسبت الأحداث زخمًا فظيعًا الآن في العراق، حيث إنه وخلال هذا الشهر شهر أكتوبر من عام 2006 تمكّن المسلحون في العراق من قتل أكثر من ألف، فضلاً عما يزيد عن 1.3 مليون عراقي باتوا في عداد اللاجئين المشردين، وذلك مع وصول الجيشين الأمريكي والبريطاني في العراق إلى حافة الانهيار، وفيما يتعلق بتكلفة الحرب فقد وصلت بالنسبة للولايات المتحدة وحدها إلى ما يزيد عن 300 مليار دولار، هذا كله بالإضافة إلى انهيار الصورة الأخلاقية لأمريكا وبريطانيا أمام العالم بأكمله وبصورة رهيبة".



ويضيف كورنويل: "إنه لم يعد من المعتاد في التاريخ الحديث أبدًا أن يكون هناك هناك حل لمشكلة ما ثم يباغت العالم بأن هذا الحل نجمت عنه مشكلات أشد خطورة وأفدح بمراحل، لاسيما وأن المشكلة الأولى التي كان بوش وبلير يتحدثان عنها وهي وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق اتضح أنها مجرد أكذوبة، ولقد كانت مفارقة عجيبة أن يشهد هذا الشهر تصريحًا يعبر عن الوضع الكارثي في العراق على لسان هانز بليكس كبير مفتشي الأسلحة السابق التابع للأمم المتحدة, والذي تجاهلته واشنطن ولندن بالكلية في اندفاعهما نحو غزو العراق، حيث أكد بليكس أن الفشل في العراق ذريع، وأخبر صحيفة بوليتيكين الدانماركية أنه لو انسحب الأمريكيون فسيتركون العراق بين براثن الحرب الأهلية، وذلك على الرغم من أن بقاءهم في العراق لا يساعد مطلقًا في تهدئة الأوضاع".



وأردف محرر الصحيفة البريطانية في مقاله: "إن الضغوط على الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني بلير هائلة الآن، وأصبح قرارهما بغزو العراق مرتبطًا تمامًا بإراقة الدماء واسعة النطاق وحالة الفوضى العارمة, ما قوّض مصداقية الزعيمين وأطاح بشعبيتهما، ولا أدل على ذلك من استطلاع الرأي الأخير الذي أكد أن واحدًا فقط من كل خمسة أمريكيين يعتقد أن أمريكا بإمكانها تحقيق النصر في العراق، مقارنة باستطلاع مشابه جرى في ديسمبر الماضي وأظهر أن اثنين من كل ثلاثة أمريكيين يعارضون حرب العراق".



ويقول كورنويل: "وأما في بريطانيا فإن مستوى الشكوك بشأن مستقبل الأوضاع في العراق يبدو أكثر خطورة, لاسيما وأن بلير من المنتظر أن يواجه قريبًا أول استجواب برلماني شامل في مجلس العموم بشأن قضية العراق في غضون العامين المنصرمين، وبالنسبة لبوش فإن أزمته المتفاقمة في العراق تتجاوز في خطورتها وعمقها مجرد تعرضه لمناوشات سياسية أو ضغوط داخلية لأنها ترتبط بخسائر دامية في أرواح جنوده تزداد بشكل عنيف يومًا بعد يوم, لاسيما وأن التقديرات تشير إلى أن شهر أكتوبر وحده شهد مقتل ما يزيد عن 98 جنديًا أمريكيًا, وهي النسبة الأكبر منذ شهر يناير عام 2005، وعليه فإن الحزب الجمهوري يستعد لتلقي صفعة عنيفة خلال انتخابات الكونجرس التي تأتي في منتصف الولاية الثانية للرئيس الأمريكي وشبح الهزيمة الأكيدة يلوح أمام الديمقراطيين الذين ينوون التركيز على فداحة الوضع في العراق كورقة ضغط في الانتخابات".



وفي وسط هذه التوترات التي بلغت أوجها الأسبوع الماضي أجرى الرئيس الأمريكي مشاروات مع كبار قادته العسكريين، بينما طمأن بلير نائب رئيس وزراء العراق بأن بريطانيا لن تفقد أعصابها، وأسهب الجنرالات والسفراء في التأكيد من خلال تصريحات كثيرة على أن العمليات العسكرية ستزداد كثافة في العراق ولن يقل معدلها.



ويضيف محرر "الإندبندنت": "رغم أن هناك الآن حوالي 20 ألف جندي أمريكي في العراق وصلوا منذ أوائل الصيف الماضي تباعًا، ورغم أنه في بغداد تواصل القوات الأمريكية تحركاتها في المعقل الشيعي بمدينة الصدر في بحث متواصل عن جندي أمريكي مختطف، لا تكاد دورية أمريكية تتحرك أو طلعة جوية تتم إلا والأذهان تحمل هواجس التعرض لهجمات تسفر عن سقوط المزيد من القتلى في صفوف الجيش الأمريكي, أو وقوع أخطاء فظيعة شنيعة جديدة يكون من شأنها سقوط مزيد من الضحايا المدنيين".



ويؤكد كورنويل أنه ورغم إدراك كلا الزعيمين بوش وبلير – مع عدم اعترافهما بذلك – أن كل القوات التي دفعوا بها إلى العراق قد حوّلت هذا البلد إلى حالة أشبه بحالة ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية، فإن الأمور خرجت عن سيطرتهما وأفلتت من بين أيديهما تمامًا، وأصبح كلا الزعيمين الآن لا يفكران سوى في البحث لنفسيهما عن مخرج من هذه الورطة العميقة، ويتمنيان أن تسمح الظروف بإصدار إعلان بأية صورة من الصور يتضمن الحديث عن تحقيق نصر مزعوم في العراق ثم اتخاذ قرار حاسم وسريع بإعادة كل القوات إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.



ويعود محرر الإندبندت ليشدد على أن المعادلة بالنسبة لبوش وبلير صعبة للغاية, فرغم أن بريطانيا وأمريكا تتعرضان لأقسى الضغوط والانتقادات والكراهية بسبب بقائهما في العراق إلا أن رحيلهما عن هذا البلد ستزيد من الكراهية لهما، لأن هذا الرحيل إن حدث لن يكون فقط تصرفًا غير مسئول ولكنه سيكون بمثابة إعلان صارخ يؤكد أن قرار الغزو كان خطأً فادحًا، وفي كل الأحوال لم يعد أمام بوش وبلير من سبيلٍ للفرار من العراق إلا عبر طريقين لا ثالث لهما؛ فإما أن يكون هناك حديث عن تسوية سلمية ولو قصيرة الأجل في العراق، أو أن يتم الإيعاز لحكومة العراق بمطالبة قوات التحالف بالرحيل الفوري عن البلاد.



وكان نائب رئيس وزراء العراق برهم صالح قد قال عقب زيارته الأخيرة في رمضان الماضي لداونينج ستريت: "نحن ولفترة من الوقت سنطل نحتاج دعم المجتمع الدولي، خاصة أن الشهر الأخير وحده شهد مقتل أكثر من 300 من قوات الأمن العراقية".



ورغم أنه بالفعل يبحث عن مخرج سريع لنفسه من العراق قال الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي: "هناك أمر معين نحن واثقون أننا لن نفعله؛ وهو أننا لن نسحب قواتنا من أرض المعركة طالما أن المهمة التي أتينا من أجلها لم يتم إنجازها"، وكذلك كانت لهجة رئيس الوزراء البريطاني الذي قال: "نعتقد أنها ستكون خيانة للشعب العراقي لو خرجنا من العراق في الوقت الحالي".



ويلفت كورنويل إلى أنه ورغم هذه التصريحات المعلنة يبدو الواقع مختلفًا إلى حد بعيد؛ فقد ترددت أنباء عن دخول مسئولين أمريكيين في مفاوضات مع قيادات للجماعات العراقية المسلحة في العاصمة الأردنية عمان؛ ومن بين هذه القيادات ممثلون لحزب البعث العراقي السابق وتتضمن المحادثات مسألة العفو وإطلاق سراح سجناء ونزع سلاح.



ويقول جبر هضيب - السياسي الشيعي العراقي وعضو مجلس المصالحة المشكّل بمعرفة الحكومة في بغداد-: "بالتأكيد هناك تغيرات في مواقف الأمريكيين، ولا يوجد ما هو أدل على ذلك من استعداد واشنطن للدخول في حوار مع إيران وسوريا للبحث عن حل للوضع المتأزم الحالي".
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس