خادم الحرمين يشكر الفريق التفاوضي في "سابك" على إتمام إجراءات الصفقة
سندات تقليدية وصكوك وقروض مصرفية تطرحها "سابك" لتمويل تملك قطاع البلاستيك في "جنرال الكتريك" بقيمة 11.6مليار دولار
جانب من المؤتمر الصحفي
الرياض - خالد العويد تصوير - حاتم عمر:
قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - شكره وتقديره للفريق التفاوضي الذي اشرف على إتمام صفقة شراء شركة "سابك" لقطاع البلاستيك من شركة جنرال الكتريك بقيمة 11.6مليار دولار.
وقال صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس مجلس إدارة ( سابك ) رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع في حديث صحفي أمس ان خادم الحرمين بارك الصفقة واعتبرها انجازا وطنيا وكلفني بنقل شكره للفريق التفاوضي وهو تشريف أيضا لجميع العاملين في سابك وشركاتها الأخرى حيث يضم قطاع البلاستيك 44منشأة صناعية وتقنية في اكثر من 21دولة.
وكانت شركة سابك قد عقدت امس مؤتمرا صحفيا حضره أعضاء مجلس الادارة من الجانب الحكومي والوفد التفاوضي وعدد من المسئولين في شركة سابك وشركاتها الاخرى.
وخلال المؤتمر أكد سمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان ان اقرب عرض منافس لعرض سابك يقل بعشرات الملايين فقط وان المنافسة كانت حامية حتى اليوم الاخير من تقديم العروض.
وكشفت الشركة انها ستبيع سندات قيمتها 2.2مليار دولار لتمويل صفقة الشراء الا ان مطلق المرشد المدير المالي لسابك قال ان السندات ستباع في اوروبا والولايات المتحدة واشار الى ان الجزء المتعلق بالقروض البنكية ستشترك فيه مجموعة من البنوك المحلية والعالمية .
وقال الأمير سعود بن ثنيان ان سابك ستزيد انتاجها بنسبة 140في المئة بحلول عام 2020وان جزءا من تلك الزيادة سيأتي من خلال عمليات استحواذ.
وقال المريشد ان اجمالي القروض التي ستقترضها سابك لتمويل الاستحواذات والعمليات حتى 2012سيصل إلى 29مليار دولار.
واضاف ان الرقم يشمل القروض التي تقترضها الشركات التابعة لسابك من خلال سندات تقليدية وصكوك اسلامية وقروض مصرفية.
وقال المريشد ان هذا يشمل القروض لتمويل صفقة وحدة المنتجات البلاستيكية لجنرال ومشروع كيان وأربعة مشاريع اخرى في المملكة.
وحول انخفاض ارباح قطاع البلاستيك في شركة جنرال قال الرئيس التنفيذي لشركة سابك المهندس محمد الماضي انه امر طبيعي في ظل زيادة اسعار البنزين حيث تعتمد هذه الصناعة على البنزين ونحن الان في دورة اقتصادية والمنتجات المتخصصة اقل تقلبا من المنتجات الاساسية التي تتراوح التقلبات فيها من 40- 60% بينما اسعار المنتجات المتخصصة تصل الى 20% وهذا يساعدنا مستقبلا في امتصاص التقلبات والدورة الاقتصادية لن تثبت على ارتفاعاتها، ونعيش الان في ذروة الدورة الاقتصادية، وسابك تنتهز هذه الفرصة للاستحواذ على الشركات وسنستفيد من عمليات التكامل بينها وبين شركات سابك ومنتجاتها ونعتقد ان اسعار البنزين لن تبقى على هذه الأسعار المرتفعة لمدة طويلة .
وخلال المؤتمر قال عبد الله بازيد رئيس الوفد التفاوضي ان هناك عدة موافقات مطلوبة لاتمام الصفقة من اهمها موافقتان في الولايات المتحدة الامريكية الأولى تجارية والثانية مرتبطة بموضوع الأمن القومي ويوجد عدة موافقات تجارية في الاتحاد الاوروبي وسبع دول منها الصين والبرازيل وتركيا ونحن مطمئنون في الحصول عليها.
واكد المسئولون في سابك عدم وجود أي تحفظات بيئية على قطاع البلاستيك في سابك وبالنسبة لمصانع جنرال فلديها التزام قوي بسلامة البيئة وعند دراستنا لجميع الوحدات لم نجد أي مؤثرات بيئية، وسياستنا التسعيرية تقوم على البيع بالسعر التجاري كما تم التاكيد على استمرار شركة سابك في المحافظة على التعاقدات التجارية لقطاع البلاستيك واستمرار التقنيات والابحاث وسنحافظ عليها وبالنسبة للعقود في قطاع البلاستيك فهي لاتتم عن طريق العقود الطويلة، وقد تم التاكيد على المحافظة على العاملين والخبراء والعلماء في الشركة الجديدة وسابك تهتم بالعاملين لديها وخلقت بيئة عمل متميزة وتهيئ نفسها لمرحلة مابعد طاقة 50مليون طن الى 120مليون طن .
واكد الماضي ان قطاع البلاستيك في جنرال الكتريك مربح ووصلت ارباحه في العام الماضي الى 674مليون دولار وفي قمة ارتفاع اسعار البنزين والشركات التمويلية والبنوك ابدت استعدادها لتمويل 7.5مليارات دولار مايعادل 75% من قيمة الصفقة ولدى سابك مكمن قوة يتمثل في التعاون مع ارامكو بتقديم المواد الخام من البنزين وغيرها باسس تجارية لتقوية موقف الشركة.
وتوقع سمو الأمير سعود بن ثنيان ان تنتهي إجراءات تملك الصفقة في الربع الثالث من العام الحالي بحيث يجري دمج القطاع الجديد ضمن منظومة سابك كشركة جديدة قائمة بذاتها، واضاف انه سيتم تمويل القسم الأكبر من الصفقة عن طريق إصدار سندات بنسبة 25% وقروض بنكية بنسبة 75%، وذلك بضمان الشركة الجديدة التي تتمتع بمتانة مركزها المالي وحجم تدفقاتها النقدية وطمأن مساهمي سابك بان الصفقة لن تؤثر على معدلات توزيع الأرباح عليهم مؤكدا في الوقت نفسه اهمية ان ينظر المساهم الى عائد السهم والقيمة المضافة لاستثمارات الشركة وليس الى معدل التوزيع.
وقال ان (سابك) دخلت مرحلة جديدة بالتوسع في استثماراتها الخارجية التي تحقق التكامل مع استثماراتها المحلية، لهدف إثراء إسهاماتها الوطنية، وتعزيز قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية، استجابة لمنطق (التطوير) الذي يمليه (عصر التغيير) .
وتطرق الى الخطة الاستراتيجية التي وضعتها (سابك) للاستثمارات الخارجية وقال انها ترمي إلى تعزيز مركزها التنافسي العالمي، وتنمية عملياتها الصناعية والتسويقية، وتطوير قدراتها الفنية والتقنية، بحيث لا تُقءدِمُ على أية خطوة استثمارية إلا بعد إخضاعها للدراسات المتأنية المستفيضة وفقاً للمعايير الاقتصادية والفنية .. وتستهدف هذه الخطة بوجه عام : تقوية حضورها قرب زبائنها، وتأكيد إحساسهم بأنها الأقرب إليهم بمنتجاتها وخدماتها، فضلاً عن اختراق الحواجز والإجراءات الحمائية التي تتخذها بعض البلدان، ومعاملتها فيها معاملة المنتج المحلي .
واكد أن امتلاك (سابك) لقطاع الصناعات البلاستيكية بشركة (جنرال إلكتريك) يمثل علامة بارزة على هذه الطريق، وخطوة مهمة قطعتها، عززت بها خطوتيها السابقتين، حين امتلكت قطاع البتروكيماويات الذي كان تابعاً لشركة (دي إس إم) الهولندية، وقطاع الكيماويات الأساسية والبوليمرات الذي كان يتبع شركة (هنتسمان) الأوروبية، وهما يعملان الآن تحت مظلة شركة (سابك أوروبا) بكفاية عالية، الأمر الذي يجعل الصفقة الجديدة إضافة واعدة تضيف تعزيزاً آخر لقدرات (سابك) التنافسية في الأسواق العالمية، وبنفس القدر تهيئ لها المجال لإسهام أكبر في المنظومة الاقتصادية الوطنية .
وفي استعراضه لمكاسب الصفقة اوضح سموه انها تنسجم مع أهداف مشروع (سابك) الاستراتيجي (2020)، الرامي إلى بلوغها مركزاً قيادياً متقدماً بين الشركات العالمية في مجال صناعة الكيماويات بحلول عام 2020م بإذن الله، وتطوير الكوادر البشرية بشكل متسارع من خلال تبني منهجية (ديمومة التعلم)، والتوسع في إنشاء الجيل الجديد من المشاريع البتروكيماوية المتكاملة مع بعضها، وكذلك التوسع في تصنيع مواد متخصصة ذات قيمة مضافة عالية، بحيث تشكل هذه المواد نسبة تتراوح من (20%) إلى (25%) من إجمالي الطاقات السنوية المتوقع بلوغه ذلك العام حوالي (120) مليون طن، مقابل حوالي (50) مليون طن حالياً .
وعاد سموه للتأكيد على أن استحواذ (سابك) على قطاع الصناعات البلاستيكية في شركة (جنرال إلكتريك) يمثل نقطة تحول غاية الأهمية في هذا المجال، إذ يضيف هذا القطاع إلى سلسلة منتجات (سابك) نوعيات جديدة من المنتجات البلاستيكية المتخصصة، تبلغ طاقتها السنوية (1.86) مليون طن، وهذا رقم ليس بقليل، إذ عرفنا أن شركة (جنرال إلكتريك) أمضت نحو خمسين عاماً من عمرها الصناعي حتى بلغته .
وإن هذه المنتجات المتخصصة لا تعزز أداء (سابك) فحسب .. بل هي أيضاً تهيئ آفاقاً رحبة أمام الصناعات التحويلية الوطنية، وتفتح لها أبواباً واسعة لدخول مجالات جديدة تشمل صناعات السيارات، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والوسائط الإعلامية والبصرية، والأجهزة الإلكترونية، فضلاً عن التطبيقات الأخرى مثل معدات الرعاية الصحية، وصناعات الإنارة، وغيرها من المجالات التي تمثل قيمة مضافة عالية للصناعات السعودية التحويلية، وتمكن قطاعنا الصناعي بشقيه (الأساسي) و(التحويلي) من رفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي، وتحسين ميزان المدفوعات الوطني، لاسيما أن القيمة المضافة التي تحققها الصناعات المتخصصة تصل إلى حوالي (3600) دولار للطن، فيما تبلغ القيمة المضافة المحققة في مجالات الصناعات البتروكيماوية الأساسية (1600) دولار للطن فقط .. فضلاً عن أن هذه الصناعات تهيئ مزيداً من الفرص الوظيفية للعناصر الوطنية، إلى جانب أسواقها النامية بشكل متسارع، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي تنمو بمعدل سنوي يتجاوز (13%)، ويقدر استهلاكها بنحو (400) مليون دولار أمريكي .
واشار الأمير سعود بن ثنيان ان القطاع الذي استحوذت عليه (سابك) يضيف أبعاداً جديدة إلى حضورها الدولي، ويثري توجهاتها العالمية، إذ يضم (44) منشأة صناعية وتقنية في أكثر من (21) دولة على الخريطة العالمية، الأمر الذي يتيح لسابك مزيداً من الانتشار، ويعزز وجودها قرب مستهلكي منتجاتها، ويجعل لها مواطئ أقدام جديدة في أسواق استراتيجية عديدة، في مقدمتها الصين، التي تمثل قوة اقتصادية عظمى، ومستهلكاً كبيراً للمنتجات البتروكيماوية، فضلاً عن أسواق أخرى نامية مثل البرازيل والهند، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان وألمانيا وغيرها .
علاوة على ذلك، فإن القطاع الذي امتلكته يضم مراكز بحثية وتقنية متقدمة، تثري منظومة (سابك) البحثية، إلى جانب الكوادر الفنية والتقنية، وفريق العاملين ذوي المهارات العالية، الذين يعززون مواردها البشرية ويضيفون قدرات ومعارف جديدة إلى العناصر السعودية .
واضاف ان المكاسب المترتبة على هذه الصفقة كبيرة بكل المقاييس سواء بالنسبة لسابك، أو الصناعات التحويلية الوطنية، فضلاً عن إثراء الصناعات البتروكيماوية السعودية بصورتها الشمولية، مما يعطي دعماً قوياً لخدمة زبائن (سابك) في الولايات المتحدة الأمريكية، والأسواق العالمية الأخرى، ما يؤكد قدرتها بإذن الله على المضي قدماً في تطوير هذا القطاع، واستثمار إمكاناته الاستثمار الأمثل، وتنمية عوائده، بانتهاج الخطط المدروسة، مثلما فعلت في استثماراتها الخارجية السابقة .
وخلال المؤتمر الصحفي تطرق رئيس مجلس الادارة الى طريقة تمويل الصفقة، ومراحل دمج المشروع الجديد في منظومة (سابك)، وتكامله مع شركة (كيان السعودية)، وهي أول مشروع محلي للمنتجات المتخصصة .
وبالنسبة لتمويل الصفقة اوضح سموه انه سيتم تمويل القسم الأكبر عن طريق إصدار سندات، وقروض بنكية، ويتوقع أن تشكل السندات نسبة (25%) فيما تشكل القروض البنكية نسبة ال (75%) المتبقية، وذلك بضمان الشركة الجديدة، وهي تتمتع بمتانة مركزها المالي وحجم تدفقاتها النقدية .. علاوة على ذلك، فإن مركز (سابك) المالي القوي يهيئ المجال للحصول على التمويل اللازم بشروط منافسة، علماً أن التمويل لا يتطلب أية ضمانات أو التزامات من (سابك) .. وتعلمون أن (مودي) وغيرها من وكالات التصنيف أكدت أثر هذه الصفقة في تعزيز حضور (سابك) العالمي، مع احتفاظها بالتصنيف (A 1) . وتوقع الأمير سعود بن ثنيان أن تكتمل الإجراءات النظامية لنقل الملكية خلال الربع الثالث من العام الجاري بإذن الله، ومن ثم يجري دمج القطاع الجديد في منظومة (سابك) كشركة جديدة قائمة بذاتها، حتى يتم تدارس أنشطته وعملياته بشكل كامل، ليبدأ عقب ذلك إدراجه في قطاعات المشتريات والمبيعات، والموارد البشرية، وغيرها، ومن ثم في القوائم المالية الموحدة لسابك ضمن بنود الأصول والمطلوبات والإيرادات وغيرها .