[عثمان الثمالي]

هيئة الاستثمار تطلع الأمريكيين على وادي البلاستيك وتعرض فرصا بنصف تريليون دولار



- "الاقتصادية" من الرياض - 18/05/1428هـ
أنهى وفد الهيئة العامة للاستثمار برئاسة محافظها عمرو الدباغ جولة في الولايات المتحدة دامت خمسة أيام، وشملت أربع ولايات رئيسية واستهدفت الاجتماع بقيادات أهم الشركات في القطاعات الاستثمارية التي تركز عليها الهيئة والاجتماع بعدد من الشخصيات الأمريكية المؤثرة، وشمل ذلك محافظي وحاكمي مدينتين إجمالي ناتجهما 1.5 تريليون دولار، وذلك لدعم جهود استقطاب استثمارات الشركات العالمية للسعودية.
وتأتي هذه الزيارة بعد الزيارات التي قام بها مسؤولو الهيئة لكل من اليابان والصين في سياق استراتيجية الهيئة التسويقية التي تركز على التوجه بفرص استثمارية في مجالات محددة لأهم الشركات العالمية في كل مجال مع التركيز على المدن الاقتصادية المتكاملة حيث تسعى الهيئة في هذه المرحلة – بالتعاون مع مطوري المدن الاقتصادية - إلى استقطاب الاستثمارات الرئيسية في كل مدينة بما يسهم في توفير العديد من الفرص الاستثمارية المساندة.
وقام الوفد السعودي في أول يوم من زيارته بتقديم عروض في مناسبتين مختلفتين لرؤساء شركات ورؤساء مجالس إدارات مدينة نيويورك، وكان ذلك في ورش عمل مصممة خصيصاً لتوضيح استراتيجية الهيئة العامة للاستثمار، وفرص الاستثمار في المملكة التي تقدر قيمتها بنحو نصف تريليون في المدن الاقتصادية المتكاملة وقطاعات النقل والطاقة والصناعات القائمة على المعرفة وهي القطاعات التي تركز الهيئة على جذب الاستثمار لها.
ويعد اقتصاد مدينة نيويورك من أكبر الاقتصادات الإقليمية في الولايات المتحدة كذلك الحادي عشر على المستوى العالمي، وفي عام 2006 كان الناتج الإجمالي له في حدود 457.3 مليار دولار.
وأبدى مايكل ر. بلومبرج، محافظ مدينة نيويورك إعجابه برؤية المملكة العربية السعودية للمدن الاقتصادية الست المخطط تأسيسها، ولدى بلومبرج خبرة واسعة في القطاع الخاص سبقت التحاقه بالقطاع الحكومي، حيث يوجد لدى شركته (بلومبرج إل بي) أكثر من ثمانية آلاف موظف في أكثر من 100 مكتب حول العالم، 2500 منهم في مدينة نيويورك وحدها، وهو ينفق المزيد من وقته في الأعمال الخيرية والعلاقات المدنية، مع تركيز خاص على تحسين التعليم والرعاية الصحية.
وانتقل وفد الهيئة بعد ذلك إلى مدينة سانت لويس في ولاية ميسوري وتم توقيع مذكرة تفاهم في الحفل الذي أقامته شركة بوينج لعلوم الطيران في الولايات المتحدة بين كل من الهيئة وشركة بوينج العالمية، وتم الاتفاق بين الطرفين على تشكيل لجنة تنفيذية تناط بها مهمة تحديد المشاريع التي يمكن لشركة بوينج من خلالها دعم المبادرات السعودية الاستثمارية في قطاع الطيران.
وسافر الوفد بعد ذلك إلى مدينة فيلادلفيا وحضر محافظ الهيئة عمرو الدباغ الاجتماع السنوي لمجلس أمناء جمعية إيزنهاور بحضور الجنرال كولن باول. ويشارك في الاجتماع القادة الناشئون من جميع أنحاء العالم لتحسين قدراتهم العملية، وتوسيع شبكة معارفهم، وشارك في جمعية إيزنهاور منذ تأسيسها في حدود 1700 عضو من أكثر من 100 دولة، وتم خلال الاجتماع التعريف ببرنامج 10 x 10 الهادف إلى أن تصبح المملكة من ضمن أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار بحلول عام 2010 م.
ومن فيلادلفيا سافر وفد الهيئة إلى وادي السيليكون في سان خوزيه حيث أوضح محافظ الهيئة للشركات الأمريكية المستثمرة في وادي السيلكون، أن الهيئة - بالاستفادة من تجربة وادي السيلكون - ستطلق بالتعاون مع عدد من الجهات في المملكة مشروع وادي البلاستيك في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والذي سيوفر تسهيلات عديدة وبنية تحتية متطورة ومكتملة الخدمات لاحتضان عدد كبير من المصانع البلاستيكية والمصانع المساندة.
وعقد الوفد اجتماعا مع حاكم ولاية كاليفورنيا آرنولد شوارزينجر، ورئيس مجلس إدارة و مدير عام شركة سيسكو جون تشامبرز، والتي لديها شراكة متميزة عالمياً مع الهيئة العامة للاستثمار، وقد استضافت "سيسكو" ورشة عمل مصممة لعرض فرص الاستثمار في المملكة على مجتمع الأعمال في وادي السيليكون، وبخاصة المدن الاقتصادية المتكاملة التي ستكون مدناً ذكية تعتمد على أحدث التقنيات العالمية بمساهمة من شركة سيسكو التي سبق أن وقعت عدة مذكرات تفاهم في هذا المجال مع الهيئة ومطوري المدن الاقتصادية.
لقد كان الناتج الإجمالي لكاليفورنيا في عام 2005 أكثر من تريليون دولار، وهو أعلى ناتج في الولايات المتحدة، والسابع على مستوى العالم. كاليفورنيا لديها 13 في المائة من الناتج الإجمالي الأمريكي.
وعبر شوارزينجر حاكم كاليفورنيا عن مساندته الكاملة لاستراتيجية الاستثمار عالية التركيز التي تسير عليها الهيئة العامة للاستثمار في السعودية، والتي تشترك مع رؤية كاليفورنيا في التركيز على التعليم، وزيادة فرص العمل، والإبداع، والرعاية الصحية، مع زيادة التنافسية التي تعمل كحافز رئيس للنمو الاقتصادي المستدام.
سافر وفد الهيئة بعدها إلى لوس أنجلوس ليجتمع مع مايكل ميلكن رئيس وأحد مؤسسي برنامج التعليم المعرفي العالمي، تمت خلاله مناقشة سبل التعاون التي يمكن من خلالها المشاركة في جهود المملكة لتصبح الرائدة في التعليم في المنطقة. وقال مايكل ميلكن إن الاقتصاد العالمي يتم تحفيزه بالموارد البشرية، ولأجل أن تبقى الدول (تنافسية) يجب عليها أن تستثمر بشكل كبير في تطوير رأس المال البشري، خاصة في صغار السن، لأن المردود يصل إلى ثلاثة أضعاف الاستثمار عند الاستثمار في هذه الفئة العمرية.