(من السوق) سهم شؤم.. مزايدة شؤم.. تجربة شؤم
خالد عبدالعزيز العتيبي
المهتمون بشأن السوق المالية السعودية توقعوا من صناديق الاستثمار وشركات الوساطة أن تقوم برفع كفاءة السوق ووضعها على التوازن المطلوب من خلال الاستثمار المؤسسي المنظم، لكنهم فوجئوا ببعض منها تؤجج المضاربات وتنفخ الأسعار وتلتهم الأرباح، كما حدث للفخارية.
ومنذ بدء تعاملات الشركة التي أدرجت قبل أيام بعلاوة الإصدار أخذت السوق بالانحدار، فالمزايدون الذين سعروا السعر العادل لشراء أسهم الشركة ارتضوا لأنفسهم أسعاراً غير عادلة وخرافية لبيعها للأبرياء من المتعاملين، وأتيحت بذلك الفرصة لهم لتحقيق مكاسب لا يحلمون بها على حساب أولئك المغلوبين على أمرهم من المندفعين الذين وجدوا أنفسهم ضحايا لبعض صناديق الاستثمار وبعض شركات الوساطة.
ولن يكون بعيداً عن الصواب إذا ما قلت ان السوق المالية السعودية حالياً تجني نتائج أسوأ التجارب المتعلقة بعلاوة الإصدار، فقد أتيح لهذه التجربة أن تحل مشكلة الوصول إلى سعر عادل لكنها فتحت باباً كبيراً تدخل منه المشاكل تعقيداً.
ومما يؤسف له أن النظام الذي طبق على علاوة الإصدار ألزم الصناديق والشركات الاستثمارية بتقديم عروضها وتحديد السعر العادل وكمية الشراء لكنه لم يلزمهم بفترة حظر الزامية لبيع ما تم شراؤه حينما أتاح لهم حرية التصرف بها، وحدث للسهم في أول يوم ما حدث من الوصول به إلى سعر غير مبرر. وحينها صدم المهتمون بالسوق بذلك السعر، وصدموا أيضاً حينما حدثت تلاعبات سعرية به مما ألحق الضرر بالأبرياء ممن وثقوا بهذه الخطوة التي لا تتناسب مع خصائص سوق منخفضة الكفاءة، ومتدنية في معايير الشفافية والإفصاح. والتجربة التي طبقت ولم تتناسب مع خصائص السوق المالية المحلية أتت بالشؤم على السوق من خلال المزايدة الشؤم ومن السهم الشؤم.