[عثمان الثمالي]

"أرامكو السعودية " تتجه لإنتاج طاقة بترولية صديقة للبيئة



- أحمد العبكي من الدمام - 20/05/1428هـ
أكدت شركة أرامكو السعودية أنها تسعى في استثماراتها المستقبلية لإنتاج طاقة بترولية صديقة للبيئة. وقال عبد الله صالح بن جمعة رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين لـ "الاقتصادية": إن حماية البيئة باتت هدفا استراتيجيا في صناعة الطاقة، مشيرا إلى أن الشركة تسعى لبلورة شراكات مع الصناعات الأخرى والمؤسسات ذات العلاقة ومعاهد البحث التقني لتطوير أفكار مستقبلية واستكشاف تقنيات جديدة بما يوفر حلولا ناجحة لإنتاج طاقة بترولية صديقة للبيئة.
وأوضح بن جمعة، أن برامج حماية البيئة لدى "أرامكو السعودية" تأخذ زخما جديدا بشكل مستمر مع إضافة المزيد من التقنيات الحديثة والابتكارات التي تبدعها في مركز أبحاثها لتضيفها إلى منظومة أساليب مراقبة وحماية البيئة، معبرا عن اهتمام الشركة المتزايد بتعزيز دورها بين شركات البترول لتحقيق نقلات نوعية في مجال تحسين الأداء البيئي للزيت الخام والمنتجات المكررة بما يحقق مبدأ التنمية المستدامة.
وبيّن رئيس شركة أرامكو السعودية في حديث له بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف اليوم الثلاثاء، إن الشركة وضعت أول خطة بيئية لها قبل أكثر من 40 عاما، في فترة سبقت فيها الكثير من التشريعات الوطنية والعالمية، معربا عن سروره بتحقيق تقدم مميز في تنفيذ الخطة الطموحة والمتكاملة للبيئة التي طورتها الشركة قبل أربعة أعوام وتتضمن مجموعة من الاستثمارات الضخمة لتحسين الأداء البيئي للمرافق وتقليص الكبريت في المنتجات البترولية بما يساعد على جودة هواء المملكة.
وأضاف رئيس شركة أرامكو، أن حماية البيئة لم تعد مسألة ترف بل أضحت ضرورة ملحة، ومسألة تتجاوز محيط العمل لترتسم من جديد في أذهان الناس وسلوكهم كمسؤولية شخصية داخل العمل وخارجه، حتى يستشعر كل شخص واجبه الفردي تجاه وطنه من خلال توعية أفراد أسرته ومجتمعه بمسائل تمس حياتنا اليومية وتحث عليها قيمنا الدينية والثقافية الأصيلة في كل ما يتعلق بالحفاظ على صحة وسلامة البيئة من حولنا. وأبدى رغبته في أن يرى الاهتمام بالبيئة ورعايتها هدفا شخصيا يحتل مكانه المناسب في أولويات كل مواطن في المملكة وفي العالم من خلال غرسه في نشاطات العمل والحياة اليومية، مشيرا إلى أن المدرسة والمنزل ومؤسسات العمل والمجتمع يمكن أن تلعب دورا كبيرا في ترسيخ الوعي لدى أفراد المجتمع وتحويله إلى مبادرات بناءة، خاصة أن دول العالم - ومن بينها السعودية - تتجه لمواجهة التحدي البيئي بتكثيف الجهود والبرامج الرامية إلى إيجاد التوازن بين حماية مستقبل الأجيال من التلوث واستنزاف الموارد من جهة، وعدم التأثير السلبي على نشاطات التنمية وحركة التقدم الاقتصادي.
وتعد "أرامكو السعودية" أول جهة تقوم بمراقبة جودة الهواء في السعودية، حيث تشغَل الشركة عددا من المحطات ضمن شبكة عامة لمراقبة جودة الهواء والأرصاد الجوية في كل مناطق أعمال الشركة وذلك للتأكد من أن المرافق ومحيطها تلتزم بالمقاييس الفنية ومقاييس الشركة الخاصة بجودة الهواء، للتأكد من سلامة الهواء الذي نتنفسه ولضمان استيفاء معايير جودة الهواء التي تفرضها الأنظمة في المملكة، وتقديم بيانات يستفاد منها في تصميم بعض المشاريع المستقبلية.
من جانبه أوضح هشام المسيعيد مدير إدارة حماية البيئة، أن هذه الشبكة التي بدا العمل فيها عام 1982، تخضع لإشراف قسم هندسة البيئة في الشركة، وهي تتألف حاليا من 20 محطة، كل منها عبارة عن غرفة مستقلة تضم أجهزة استشعار ورصد للظواهر الجوية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، وتعد هذه الأبنية الصغيرة العصب الرئيس لأعمال الشركة الواسعة في مجال مراقبة جودة الهواء في المنطقة الشرقية، وفي المملكة عموما. ومن هذه المحطات العشرين، تعمل 14 محطة على سحب عينات من الهواء بالطريقة التقليدية عبر فتحات وأنابيب خاصة إلى داخلها، حيث تخضع العينات لسلسلة من التحليلات والتقديرات التقنية، مبينا أن المحطات الأخرى تعمل بطريقة متطورة لمراقبة الهواء الطلق، حيث تعمل بطريقة الإحساس البصري عن بعد.