المقال
جامعات الملك سعود..؟
د. محمد بن عبدالعزيز السليمان
جامعة الملك سعود أو الجامعة الأم كما يحلو للبعض ان يطلق عليها هذا المسمى ليقترن بالفعل فكما أن الأم تنجب وتعطي كذلك جامعة الملك سعود كل يوم في توسع وعطاء حتى عادت جامعات وليست جامعة واحدة فعندما أراد لها وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ولكل الجامعات في المملكة بأن تتوسع على أسس ومعطيات إمكانياتها انطلقت جامعات الملك سعود لتسابق الزمن وتحقق الطموحات والآمال.. إن عام 2007يعني لجامعة الملك سعود كما يعني لها عام 1428ه منعطفا وبوابة إلى أفق أوسع ومدى أرحب حيث انتهت مرحلة التأسيس لتبدأ مرحلة الانطلاق إلى العالمية عبر ممر الجودة ومسار العمل الجاد والمنظم ولكل مرحلة قائد يرى ولي الأمر انه المناسب لقيادة المرحلة فتسلم عبدالله العثمان المقود من عبدالله الفيصل وجميل جداً ان نسمع ونرى التكامل قال الأول في معرض استقباله للمهنئين له بالثقة الغالية إن معالم المرحلة القادمة حددها معالي مدير الجامعة في حفل خمسينيتها.. لقد اعتدنا في كثير من المنشآت الحكومية ان المسؤول الجديد عندما يتقلد منصبه يعطل الشيء الايجابي لكي لا يحسب لسابقه ويبدأ يخطط من جديد ليسجل له حتى يأتي من بعده ليعطل خططه وهكذا من الدوران في حلقة مفرغة لذلك نرى ملفات الجمود هي السائدة على ملفات التطوير في أرفف العمل الحكومي.. أقول جميل من معالي الدكتور عبدالله العثمان ان يتخذ من العمل المؤسساتي منهجاً له ليكون الطريق الأقرب للنجاح بل والأضمن بشواهد الدول والمجتمعات المتقدمة في الغرب والشرق.. لقد كفاني هذا الشعور للإشادة بهذا الموقف منتظرين نتائج ما تلاه من تطلعات وبرامج عبر عنها معالي الدكتور عبدالله العثمان في أكثر من مناسبة اعلامية وعلمية.. يبقى ان اهمس في أذن الإدارة الجديدة بهمستين خفيفتين في تحقيقهما ثقيلتين في اثرهما الاولى: وقد اعيدت صلاحيات العمداء لمكانها الطبيعي هذا مهم ولكن الأهم في مواكبة الجدارة فهناك من العمداء من لا تؤهله قدراته الذاتية على مواكبة الحدث فلابد ان يعاد النظر في اولئك عند انتهاء فترة عمادتهم لكي لا تتأثر عجلات المركبة بتفاوت الديناميكية الحركية وتفاوت السرعات خصوصا وان هناك نوعية من اعضاء هيئة التدريس لا تؤهلهم اخلاقهم العلمية للتدريس في المدارس الثانوية فما بالك ان تدرس في مصانع الأخلاق ومناهل العلم فهؤلاء محتاجون لعمداء يذكرونهم بحقيقة ما يشغلونه من مكانة رفيعة ومسؤولية جسيمة.
الهمسة الثانية: وهي مستوى التعامل مع السعودة فالضرب بيد من خوص على من يساوم على مصلحة الوطن والمواطن في هذا الشأن لا يكفي لان المفهوم القاصر عند بعض اعضاء هيئة التدريس ولبعض كثير لمعنى التعاقد الخارجي كدس الوجود الأجنبي السلبي حتى عادت بعض منشآت الجامعة دورا للضمان الاجتماعي العالمي على حساب المواطن لذلك يجب استبدال يد الخوص بيد أكثر صلابة كالخيزران مثلاً وفرض الوصاية على لجان التعاقد كماً ونوعاً.. إنني وغيري ممن نالوا شرف الخدمة في الجامعة متفائلون بغد مشرق وعمل جاد سمته الجماعية والعمل المشترك لبناء جسم صحيح وصرح متين بعيداً عن الأمراض النفسية والأنانية وجلد المصلحة العامة لحساب المصلحة الخاصة سدد الله الخطى وأعان الدكتور عبدالله وزملاءه ووفقهم والجميع لما فيه الخير والصلاح.