الاكتتابات المتوالية في سوق الأسهم السعودية تغير فلسفة المتداولين
- - 23/05/1428هـ
أنهى مؤشر "بي إم جي" لسوق الأسهم السعودية تعاملات الأسبوع على انخفاض بلغ 3.3 في المائة خاسراً إثر ذلك 13.1 نقطة، منهياً التعاملات على مستوى إغلاق 393.5 نقطة. ودفعت مستويات السيولة المدارة المنخفضة في السوق المؤشر إلى مستويات إغلاق منتصف الشهر الماضي، بعدما بلغت متوسط القيمة الإجمالية للسيولة 3.4 مليار ريال (نحو 0.9 مليار دولار أمريكي) مقارنةً بمستويات الأسبوع الماضي التي وصلت إلى 3.9 مليار ريال (1.0 مليار دولار أمريكي) منخفضة بنسبة 13.4 في المائة. وشهدت مستويات السيولة المدارة في سوق الأسهم انخفاضاً متوالياً وملحوظاً منذ بدء عمليات الاكتتابات التي شهدتها سوق الأسهم السعودية خلال الآونة الأخيرة، إذ دفعت الغالبية من المستثمرين إلى تسييل محافظهم رغبةً في تحقيق أعلى معدلات الأرباح جراء هذه الاكتتابات لتكون بمثابة حلقة النجاة من نزيف الخسائر الرأسمالية التي أصابت استثماراتهم، ولا سيما أن هذا السيناريو قد يتكرر ثانيةً عقب بدء الاكتتاب في "جبل عمر" الذي يبدأ يوم السبت المقبل ويمتد حتى تاريخ الثامن عشر من الشهر نفسه بطرح 200 مليون سهم، تمثل 30 في المائة من رأسمال الشركة, الذي يتجاوز 6.7 مليار ريال (نحو 1.8 مليار دولار أمريكي). لقد عانت سوق الأسهم خلال الفترات الأخيرة من انخفاض مستويات السيولة ما اتسمت فيه بالتداولات العقيمة التي أفقدت حتى جدوى المضاربات الحامية التي اتصفت بها سوق الأسهم السعودية خلال الأشهر الماضية. ولذا مع بداية عمليات الاكتتاب في قطاع التأمين و"جبل عمر"، حول الاكتتاب إلى خيار استراتيجي لدى المتداولين لتعويض الخسائر الرأسمالية. ولكن على الجانب الآخر، تدفع عمليات الاكتتاب المتوالية إلى إحجام شرائح من المتداولين عن ضخ المزيد من السيولة الاستثمارية في سوق الأسهم وتفضيل الاكتتابات. إن نجاح هذه الاكتتابات التي تم طرحها حتى الآن يعمل على رفع معدلات الثقة في نفوس المتعاملين ومدى إمكانية الاعتماد على سوق الأسهم خيارا استراتيجيا لتنمية استثماراتهم ومدخراتهم, ما يشكل طفرة أخرى لسوق الأسهم السعودية خلال الفترات المقبلة تدفعها لتجاوز كلٍ من مستويات الإغلاق الحالية ومستويات السيولة.