[كريم السجايا]

مفكرة الإسلام: وجَّه رئيس اللجنة الأوروبية للتحقيق في أنشطة المخابرات الأمريكية السرية بأوروبا، انتقادات حادّة ولاذعة في ثاني تقرير له بهذا الخصوص ضد الحكومة الألمانية لتعاونها مع الـ "cia" في ارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.
وحسبما نشرته مجلة "دير شبيجل"؛ اتهم "ديك مارتي"، مقرر الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ورئيس لجنة التحقيق الأوروبية في أنشطة المخابرات الأمريكية السرية بأوروبا، برلين بعدم التعاون مع لجنته ودعمها، وأنها لم تكتفِ بعدم التعاون، بل عمل على إعاقتها والحيلولة دون مواصلة عملها.
وأوضح "مارتي" أنّ من صور هذا التعطيل والإعاقة أنها رفضت مساعدة اللجنة ببعض المعلومات التي تحتاج إليها بدعوى تصنيفها تحت مسمى "أسرار دولة"، ومن أمثلة هذا موقفها من قضية اختطاف "خالد المصري" ونقله إلى أفغانستان عام 2004 وتعذيبه هناك، حيث رفضت مد اللجنة بمعلومات حول الواقعة بزعم كونها أسرارًا عليا للدولة، وهو مالا يتناسب مع قِيَم المجتمعات الديمقراطية، بحسب تعبيره.
وواصل "مارتي"، الذي استفاض في تقريره حول قضية "المصري"، متهمًا الحكومات المعنية بهذا الحادث بالرغبة في طمس الحقيقة وعدم إظهارها، مؤكدًا صحة أقوال "المصري" وعدم تطرق الشك إليها.
وذكر مقرر الجمعية البرلمانية الأوروبية ـ وهو مدعٍ عام سابق في سويسرا ـ أنّ هذا التصرف بمنع الحقيقة من قبل ألمانيا أمر غير مقبول وسيء ومفزع؛ لأنه حالَ دون الكشف عن مزيد من انتهاكات المخابرات الأمريكية للأبرياء.
وأكد المحقق الأوروبي على أسفه؛ لأنّ "خالد المصري" لم يحصل حتى الآن على اعتذار رسمي على التعذيب وسوء المعاملة التي تعرّض لها.
وكان "المصري" قد اختُطف أثناء وجوده في مقدونيا في 31 ديسمبر عام 2003 وسُلّم إلى وكالة الاستخبارات المركزية، ونُقل جوًا إلى أفغانستان حيث سُجن وعُذِّب، وادعت ألمانيا أنّها لا علاقة لها باعتقاله، ولم تعلم به إلا في مايو عام 2004، وهو تقريبًا الوقت الذي أُطلق سراحه فيه، حيث تُرك في غابة نائية في ألبانيا.
وإذا ثبت أن السلطات الألمانية شاركت في اعتقاله أو كانت على علم به ولم تتدخل؛ فمن شأن ذلك أن يسبب حرجًا بالغًا لأكبر أجهزة الاستخبارات في البلاد، والإضرار بوزراء سابقين وحاليين.
يشار إلى أنّ هذا هو التقرير الثاني للمجلس الأوروبي، بعد تقريره الأول الذي عرضه قبل نحو عام، وكشف فيه عن تورط 14 دولة أوروبية في قضية الرحلات السريّة للاستخبارات الأمريكية، والتي كانت تقل معتقلين تحتجزهم "cia" في سجون سريّة بعدد من الدول الأوروبية.