الأحداث السياسية والاكتتابات الجديدة تربك المضاربين وتهوي بالأسهم
- عبد الرحمن آل معافا من الرياض - 27/05/1428هـ
أعاد محللون اقتصاديون أسباب الهبوط الحاد التي تعرضت له سوق الأسهم السعودية أمس إلى التوتر السياسي في منطقة الشرق الأوسط بسبب تصاعد التهديدات بين إيران والغرب، الأمر الذي تسبب أيضا في هبوط معظم الأسواق المالية في منطقة الخليج.
ويرى مختصون في سوق الأسهم السعودية أن سببا آخر أسهم في حدة الهبوط الذي تعرضت له السوق يتمثل في الاكتتابات الجديدة ومن بينها اكتتاب "جبل عمر" وطرح الشركة الثالثة للهاتف الجوّال، ما أسهم في إرباك أوراق المحافظ الفردية (محافظ المضاربات) التي تحاول توجيه السوق حيث تريد.
في مايلي مزيداُ من التفاصيل:
أعاد محللون اقتصاديون أسباب الهبوط الذي تعرضت له سوق الأسهم السعودية أمس إلى التوتر السياسي في منطقة الشرق الأوسط بسبب الخلاف الإيراني مع الغرب، الأمر الذي تسبب أيضا في هبوط معظم الأسواق المالية في منطقة الخليج، فضلا عن عوامل فنية داخلية متعلقة بالاكتتابات الجديدة التي من بينها اكتتاب "جبل عمر" وطرح الشركة الثالثة للهاتف الجوّال، وهو الأمر الذي ساهم في إرباك أوراق المحافظ الفردية (محافظ المضاربات) التي تحاول توجيه السوق حيث تريد.
إلى ذلك، أكد الدكتور ياسين الجفري المحلل المالي أن الأوضاع والأحداث السياسية في المنطقة كان لها الأثر الكبير وراء تراجع وفقدان السوق المالية المحلية نقاطا في تعاملاتها ليوم أمس. وقال الجفري: معظم الأسواق المالية في المنطقة تعرضت أمس إلى انخفاضات بسبب الوضع الراهن والتوتر السياسي في إيران، كما أن ربط أسواق المنطقة بتلك الأحداث سيؤثر في جميع الأسواق بشكل سلبي.
من جانبه، وصف نبيل المبارك الخبير الاقتصادي السوق المالية المحلية بـ"المريضة"، متوقعا أن تتعرض السوق إلى انتكاسات تؤثر في صحتها اليومية. وأوضح المبارك أن الانخفاض الذي تعرضت له السوق أمس جاءت بعد التهيئة السابقة لهذا التراجع، حيث كانت هناك أسباب سياسية لعبت دورا في انتشار القلق بين المستثمرين، مشيرا إلى أن السوق المحلية والمتعاملين فيها ليسوا بمعزل عما يدور على مسرح الحياة السياسية وخصوصا احتمالية ضرب أمريكا لإيران.
وقال الخبير الاقتصادي "ليس من المنطقي ربط الأحداث السياسية بشكل مباشر بانخفاضات تتعرض لها السوق المالية، حيث إن الأحداث السابقة التي شهدتها المنطقة مثل دخول العراق الكويت وغزو أمريكا العراق لم تواجه السوق مثل هذه التراجعات، ولكن عندما تكون السوق مريضة فإنها ستتأثر بأي عارض يمكن أن يؤثر فيها"، مبينا أنها توظف هذه العناصر بطريقة أو بأخرى.
وأضاف أن من العوامل التي يمكن أن تشخص لتراجع السوق هو انشغال العديد من كبار المستثمرين بتأسيس شركات وتنمية رؤوس أموالهم بعيدا عن السوق، في حين ذهب آخرون إلى توزيع محافظهم الاستثمارية في السوق، موضحا أن سوق الأسهم لم يعد جذابا كما في السابق، الأمر الذي يؤكد أن السوق كان يدار من المحافظ ذات السيولة العالية.
وأشار إلى أن هناك ضغطا على السوق بشكل كبير, حيث يظهر ذلك جليا في أن السيولة التي تم تداولها بلغت نحو 6.3 مليار فيما كانت مطلع الأسبوع أقل بكثير مع الارتفاع حينها.
من جانبه، أكد الدكتور سالم آل قظيع المحلل المالي أن هناك سببين في تراجع مؤشر السوق أمس، أول تلك الأسباب هو ما يتعلق في السوق أما الآخر فيتركز في الأحداث السياسية التي تكتنف المنطقة.
وقال آل قظيع إن السبب الجزئي الذي يتعلق في السوق المالية الاكتتابات الكبيرة والتداولات الجديدة التي بدأت في تضييق الخناق على المضاربات العشوائية والمضاربين والمجموعات الاستثمارية، كما أن أحجام التداولات في السابق كانت بسيطة وكانت هناك سيطرة من قبل المحافظ الفردية سواء ما يسمون بالهوامير أو المجموعات، مشيرا إلى أن الاكتتابات والتداولات الجديدة بدأت في لخبطة أوراق تلك الأنواع من الاستثمارات لما تسحبه من سيولة.
وذكر آل قظيع أن جوهر التحرك في الاكتتابات والتداولات الجديدة إيجابي 100 في المائة حتى لو كان سلبيا نوع ما، وذلك بسبب أن البساط بدأ في الانسحاب تدريجيا من تحت أقدام تلك المحافظ الفردية أو المجموعات والمضاربين العشوائيين التي تحرك السوق، مؤكدا أن هذا النوع من الإدراجات والطروحات الجديدة ساهم في لخبطة أوراق تلك الاستثمارات.
وأفاد أن الوقت الحالي يعد بشرى جديدة للمؤسسات الراغبة في الاستثمار في السوق المالية، حيث إن المضاربين بدأوا في الارتباك وفقدوا زمام الأمور.