بعد التداول
مزاجية سوق المال
بادي البدراني
الأسبوع الفائت في سوق الأسهم كان الأسوأ هذا العام بسبب ارتفاع موجة مخاوف المستثمرين من جهة وضبابية مواقف الجهات الرقابية والتشريعية من جهة أخرى، وهي الجهات التي فيما يبدو أنها أصبحت فوق مستوى النقد بكثير ولا تملك أي رؤية أو أدلة ملموسة تجاه تحسين قدرة سوق المال وتطويره، الأمر الذي سيزيد من الشكوك إزاء الفرص المستقبلية للأداء الاقتصادي.
أسعار الأسهم واصلت انحدارها إلى الأسفل بعدما وضعت ضغوط البيع حدا للنشاط الجيد القصير الأمد في سوق الأسهم، وفضلا عن الأنباء السيئة القادمة من هيئة سوق المال بشأن إصرارها وتعنتها على طرح المزيد من الشركات للاكتتاب العام في هذا الوضع السيئ بالسوق الذي تحيط به المشاكل من كل حدب وصوب، فإن التوتر السياسي بالمنطقة قد أضفى على السوق مزيدا من الكآبة. هناك سلسلة متتالية من قصص الرعب في سوق الأسهم بدأت قبل عام ولا تزال مستمرة، وهذه القصص صاحبها تبخر لآمال المستثمرين بأن أموالهم التي ضخوها في مأمن من قرارات وتشريعات جديدة كان الهدف منها تنظيم السوق ولكن التوقيت غير المناسب لتطبيقها وتنفيذها جعل النتائج مؤلمة ليس للمستثمرين وحسب بل للاقتصاد الوطني ككل . ومن يوم تداول إلى آخر، نشهد مزيجاً من النتائج البائسة لقرارات هيئة السوق المالية وجولة جديدة من الهواجس في شأن نواياها تجاه السوق .. إن انعدام أية أخبار إيجابية أو كشف الاستراتيجيات المستقبلية لإدارة السوق سيعطل أي نوع من أنواع المكاسب والانتعاش وسيرفع درجة التشاؤم المحلية والعالمية نحو الاقتصاد السعودي. في الوقت الراهن، لا يوجد أحد يثق بأن حالات الهبوط الحادة في أسعار الأسهم قد تكون قاربت على الانتهاء، كما لا يوجد أحد يشعر بالارتياح لأداء سوق المال في المستقبل، وذلك بسبب أن كافة الأمور التي تمس السوق أصبحت مشوشة، ما يعني أن المزاج الكئيب سيسيطر على السوق إلى أجل غير معلوم.