رد : مساعي واشنطن لإسقاط حماس / منقوول .
الخميس6 من جمادى الثانية1428هـ 21-6-2007م الساعة 07:39 م مكة المكرمة 04:39 م جرينتش
المحور الصهيوني "واشنطن - تل أبيب" لإسقاط حماس
الخميس1 من ذو الحجة 1427هـ 21-12-2006م الساعة 11:46 ص مكة المكرمة 08:46 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة > تقارير > تقارير مترجمة
حماس
مقال لموقع "إي آ إري نوتيثياس" الأرجنتيني
ترجمة: مروة عامر
مفكرة الإسلام: إثر فشل المحور الصهيوني "واشنطن - تل أبيب" في الغزو المسلح لغزة في 26 يونيو، وعقب اغتيال أكثر من 370 فلسطينيًا دون التمكن من الهزيمة العسكرية لحماس، اتجه المحور الصهيوني لتغيير الاستراتيجية، حيث لجأ إلى استراتيجية إثارة الانقسام والمواجهة الداخلية.
ففي تكرار لنفس الخطة التي نفذها المحور الصهيوني عقب هزيمته في لبنان (إثارة مواجهة بين حزب الله والحكومة اللبنانية)، لجأ ذلك المحور إلى حليفه القديم الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" من أجل إثارة مواجهة بين حماس وفتح، البنيتين المسلحتين الرسميتين في فلسطين.
وقد وصلت الأزمة السياسية المسلحة بين الجماعتين إلى منحنى خطير منذ بضعة أيام، حيث اتهمت حماس الرئيس عباس بمحاولة "إسقاط" حكومتها المنتخبة شرعيًا، بينما وجه رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" يوم السبت الماضي، في مواكبة لتيار واشنطن وتل أبيب، الدعوة إلى انتخابات مسبقة في الأراضي الفلسطينية، كما حمّل منظمة حماس مسئولية الأزمة الداخلية التي يواجهها قطاع غزة.
وفي دعم لعباس، اعتبر رئيس الولايات المتحدة "جورج دبليو بوش" أن الانتخابات الجديدة سوف تساعد على "وضع حد" للعنف في الأراضي الفلسطينية.
ومن جانبها، أكدت "إسرائيل"، في دعم واضح لعباس، من خلال متحدث رسمي في إذاعتها العامة أن دعوة الرئيس عباس للانتخابات تشكل "فرصة من أجل القضاء على "الإرهاب" (حماس) واستئناف "عملية السلام" بين كلا الشعبين.
فقد استغل محور [واشنطن - تل أبيب - الاتحاد الأوروبي] الحصار الاقتصادي (الذي أكدت منظمة الأمم المتحدة أنه قد أسفر عن كارثة إنسانية في فلسطين) من أجل فرض استراتيجية انقسام ومواجهات قد تهدد بنشوب حرب أهلية، للتلويح عقب ذلك "ببديل ديمقراطي" من خلال دعوة عباس إلى الانتخابات.
إلا أن حماس، التي انتبهت للمناورة، رفضت تلك الدعوة التي أعلنها الرئيس الفلسطيني خلال خطاب ألقاه في رام الله، حيث رفض وزير الخارجية الفلسطيني، والقائد البارز لحماس "محمود الزهار" ذلك الإجراء الذي يعتزم عباس من خلاله تحديد تاريخ من أجل التعجيل بالانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وقد بدت المناورة جلية بالنسبة للكثير من المحللين العرب: يحاول عباس، بدعم "إسرائيل" والولايات المتحدة، استغلال ضعف حكومة حماس، التي تواجه حصارًا من قِبل المحور الصهيوني "واشنطن - تل أبيب - الاتحاد الأوروبي"، من أجل الدعوة إلى انتخابات في إطار مناهض لحركة المقاومة التي لا تعترف "بإسرائيل".
وقد طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس" الأسبوع الجاري من الكونجرس ملايين الدولارات من أجل تعزيز حرس عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية.
ومن المرتقب أن تلتقي رايس مع عباس وأولمرت، كل على حدة، خلال النصف الثاني من شهر يناير المقبل، كما لا يُستبعد عقد "قمة" بين كلا الزعيمين دون حضور حكومة حماس.
وقد رفض مختلف مسئولي حماس، عقب وقت قصير من خطاب عباس، دعوته إلى الانتخابات، كما وصفها البعض بأنها "انقلاب"، منوهين إلى أن عباس وأتباعه يهدفون إلى إثارة "انقلاب" وحرب أهلية.
وطالما اتهمت حماس وباقي منظمات المقاومة الفلسطينية المسلحة عباس بأنه "عميل صهيوني مزدوج"، حيث تتفق مواقفه بشأن تحقيق "السلام" و"هزيمة الإرهاب" مع خطط محور "واشنطن - تل أبيب - الاتحاد الأوروبي".
وتجدر الإشارة إلى أنه بالفوز الانتخابي لحماس في مستهل العام، تبددت سلطة عباس واندثرت نظرياته "للتفاوض" مع تل أبيب أمام عزم حماس على مواصلة الكفاح المسلح ضد الغزاة وعدم الاعتراف بوجود "دولة إسرائيل".
وتشكّل القضية الفلسطينية، تمامًا مثل القضية السورية واللبنانية والإيرانية، قضايا استراتيجية رئيسة بالنسبة للوبي اليهودي الذي يسيطر على البيت الأبيض، سواء من خلال الجمهوريين أم الديمقراطيين. وقد مثل الفوز الانتخابي لحماس عائقًا في سبيل استراتيجية "إعادة تشكيل الشرق الأوسط" التي يتبناها صقور اليمين المتشدد بواشنطن والبنتاجون.
فقد غير الفوز الانتخابي لحماس بشكل غير متوقع الساحة وعلاقات القوة؛ فقد صارت حماس - من خلال السلطة التي منحها إياها الفوز الانتخابي - من أقلية "متطرفة" إلى غالبية ديمقراطية في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها الدبابات "الإسرائيلية".
فبتولي حماس الحكومة الفلسطينية وقرارها "عدم التفاوض"، انهارت استراتيجية الهيمنة التي كانت تتمثل بشكل رئيس في علاقة السلطة الوطنية "الفلسطينية – فتح" بمحور "واشنطن - "إسرائيل"، وعليه فقد أوضح المحور الصهيوني الدولي "واشنطن - تل أبيب - الاتحاد الأوروبي"، عندما فرض الحصار الاقتصادي على حكومة حماس الفلسطينية، أنه لن يرفع ذلك الحصار إلا إذا تمت العودة إلى "مفاوضات السلام" بناءً على قاعدة اعتراف حماس "بدولة إسرائيل".
وقد فشلت عقب ذلك كل المفاوضات من أجل تشكيل "حكومة وحدة وطنية" نظرًا لرفض حماس الاعتراف "بإسرائيل"، الأمر الذي أخذ في خلق صدع ومواجهة داخلية متزايدة.
فقد أخذ الوضع الفلسطيني منذ الفوز الانتخابي لحماس في التحول من المذابح التي ترتكبها القوات "الإسرائيلية" إلى "حرب داخلية" بين حماس ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، الذي يستند في سلطته إلى القوة العسكرية التي تسيطر عليها فتح، حيث تبادل مؤيدون لكل من فتح وحماس الطلقات في طرق غزة عقب إلقاء عباس لخطابه.
وحمّل عباس حماس مسئولية الاضطراب الذي وقع على الحدود بين غزة ومصر، والذي أودى بحياة أحد حراس هنية، الأمر الذي تؤكد حماس أنه كان محاولة لاغتيال رئيس الوزراء.
وفي غضون ذلك، تتوالى تصريحات اللوبي الصهيوني الداعمة لعباس في أوروبا والولايات المتحدة، حيث أعرب بوش، من البيت الأبيض، عن "ثقته" في أن الانتخابات سوف تقود لتشكيل سلطة فلسطينية جديدة على استعداد لنبذ "العنف"، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير"، من جهته، المجتمع الدولي لدعم جهود عباس من أجل حل النزاع الداخلي بين الفلسطينيين، أي، بعبارة أخرى، طرد حماس من الحكومة.
وفي الوقت ذاته، احتشد عشرات الآلاف من مؤيدي الحركة الإسلامية مساء السبت في طرق مدينة غزة في تظاهرة حاشدة اعتراضًا على قرار الرئيس عباس، الذي تصفه حماس بأنه "محاولة لإسقاطها"، تلك التظاهرة التي وقعت خلالها مواجهات مسلحة بين مؤيدي حماس وقوات الأمن الفلسطينية الموالية لحركة فتح. وتم تسجيل أكبر عدد من الجرحى في غزة وخان يونس، كما تم اختطاف أحد ضباط الشرطة.
وانطلق المتظاهرون من مختلف المساجد، مرددين شعارات ضد الرئيس عباس و"محمد دحلان" مستشار الأمن للسلطة الوطنية الفلسطينية وأحد قادة حركة فتح الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة و"إسرائيل"، حيث احتشدوا أمام مقر البرلمان الفلسطيني مرددين هتافات مثل: "عباس ودحلان.. جواسيس للأمريكان".
ويرى مراقبون دوليون أن وضع المواجهة قد يتفاقم خلال الساعات القادمة في ظل هذا المناخ، الأمر الذي يخدم بشكل واضح خطط التقسيم والسيطرة الموضوعة من قِبل محور "واشنطن - تل أبيب"، الذي يصبو من خلال المكيدة السياسية إلى تحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه من خلال الغزو والمذابح العسكرية، الأمر الذي يبدو كنسخة طبق الأصل مما يجري في لبنان
|