[@ بن سلمان @]

غدير البنات

غدير البنات هذا مكان (كان) يقع إلى الشرق من الطائف، المدينة السعودية الجميلة، وعلى بعد أقل من كيل واحد من حدائق الردف الشهيرة هناك، على وادي (ليّة) من أعلاه، بين جبال مرتفعة من كافة الجهات، وعلى ملتقى مسيل عرضة والميرادة. وبعد إنشاء سد وادي ليّة الكبير، غمرت مياه بحيرة السد هذا الغدير، فضيّعت معالمه، ومحت صوره، فلم يعد يُعرف عند كثير من أبناء هذا الجيل. وكان هذا الغدير قد اكتسب شهرة كبيرة في النصف الثاني من القرن الهجري الرابع عشر، بعد أن تحول إلى منتجع صيفي يومي، يؤمه أبناء الطائف والمصطافون، لقضاء العشايا والأماسي الجميلة حوله، مع أكلات السليق الطائفي والمكي، والفواكه اللذيذة، وسماع آخر أغنيات أم كلثوم الجديدة، في حفلاتها التي اشتهرت من صوت العرب بعد شيوع المذياع.
يقول العارفون ببواطن وادي لية وأسافله وأعاليه، بأن هذا الغدير الذي كان هنا إلى سنوات قريبة، كان ملتقى للحسناوات اللاتي كن ينزلن فيه، ويخبطن في مائه في لهو ومرح، وقد يسبحن فيه متحجبات أو متنقبات أو متجردات، بعيداً عن الأعين، وغالباً هن من راعيات الغنم في هذه النواحي من حِمى عوف، حيث تكتظ الجبال بالحشائش والأشجار الخضراء
إن أول إشارة وردت في الشعر العربي المعاصر لغدير البنات، كانت في شعر شاعر الإمارة بمكة، الشيخ عثمان بن محمد بن أبي بكر الراضي، الذي عاش بين عام 1260هـ وعام 1330هـ، فقد ربط بين الغدير ووج، ورفع حسنهما وشأنهما، إلى ماهو أعلى وأرفع من شهرة (الخورنق والسدير) وقال:
لله معهد أنسنا
ما بين (وج، والعقيق)
معنى تخال قبابه
في البهو هالات البدور
يسمو برونقه على
حسن (الخورنق والسدير)
كم فيه من بدر تكحــل بالدلال على الفتور
أو شمس حسن بالجمال تقنعت لا بالحرير