تراجع الأسهم السعودية بعد صعود ليومين متتاليين..وانخفاض التعاملات بـ24.5%
أمواج المضاربة العاتية تعصف بشركات التأمين

الرياض: جار الله الجار الله
سجلت سوق الأسهم السعودية انخفاضها الأول في هذا الأسبوع بعد مشوار صعود دام ليومين كسبت خلالها 98 نقطة تعادل 1.4 في المائة تقريبا مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي الذي كان عند مستوى 7022 نقطة.
وكان لهدوء التعاملات أمس الذي عكسته قيمة التعاملات المنخفضة والتي سجلت 6.1 مليار ريال (1.62 مليار دولار) بتراجع 24.5 في المائة عن أول أمس بعد أن تنازلت عن 1.98 مليار ريال (528 مليون دولار) والكميات المتداولة التي بلغت 150.3 مليون سهم هابطة بنسبة 33.7 في المائة.
هذا الانخفاض في الأداء وخصوصا في أسهم الشركات القيادية دفعت المؤشر العام إلى التراجع 18 نقطة تعادل 0.26 في المائة لتنهي سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7102 نقطة.
وسايرت أسهم 69.5 في المائة من شركات السوق المتداولة أمس الانخفاض بعد أن تراجعت أسهم 64 شركة ولم يخالف الاتجاه العام للسوق سوى أسهم 15 شركة.
كما تلاطمت أمواج المضاربة العاتية داخل قطاع التأمين لتعصف بأسهم شركاته وترمي بها في كل اتجاه، فبعد أن كانت، في أول من أمس، أسهم عدة شركات من هذا القطاع متمسكة بالنسب العليا، عادت أمس لتغلق على النسبة الدنيا، ليأتي الدور على أسهم شركة أخرى في هذا القطاع لتتجه للنسبة القصوى أمس.
وقد أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير محلل مالي، أن إدراج اسهم الشركات الصغيرة من حيث عدد الأسهم وحجم رأس المال يعزز الجانب المضاربي ويدغدغ عواطف المضاربين الذين لا يتوانون في تحقيق هذه الرغبة في السيطرة على أسهم الشركات الأكثر سهولة في التحرك وتسهّل عليهم عملية الدخول والخروج بسرعة.
وأضاف أنه بالرغم من سعي هيئة السوق المالية لتحقيق مغزاها في توسيع قاعدة السوق عن طريق إدراج شركات جديدة تساعد السوق في التوازن في أدائه، إلا أن أسهم الشركات الصغيرة تكرس مفهوم المضاربة الشرسة لدى المتعاملين خصوصا وهم يلاحظونها تحقق ضربات ربحية هائلة في مدة قصيرة بغض النظر عن قوة الشركة ماليا أو ضعفها. ويرى الكوير أن هناك استغلالا واضحا من قبل المضاربين لحركة المؤشر العام الذي تحركه نسبه بسيطة تعطي إشارة وجود مسحة كافية لأسهم الشركات المضاربية في تحقيق نسبة عالية، والانتقال من سهم إلى آخر وبعد تحقيق الأهداف المضاربية تكون الأضرار وخيمة على مستويات الأسهم السعرية.
وأفاد الكوير أن سلوك المضاربة متواجد في جميع الأسواق المالية، لكن تكمن سلبيته في سوق الأسهم السعودية في المبالغة فيه، مما ينسحب على نفسيات المتداولين الذي يؤثر على مجريات أغلب أسهم شركات السوق خصوصا أن للمتداولين خلفيات سلبية عن هذا السلوك.
من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» خالد العمري محلل فني، أن المؤشر العام خلال مساره في الفترة الماضية كون نماذج سلبية بعد كسر السوق لمستوى 7100 نقطة لتسعى إلى تحقيق هدف النموذج المتمثل في مستوى 6666 نقطة القريبة من القاع السابق الذي ارتسم مع بداية العام عند مستوى 6767 نقطة.
لكن المحلل يرى أن المؤشر العام يسلك مسار صاعد فرعي يسعى من خلاله لتحقيق مستوى 7260 نقطة قبل أن يعود للانخفاض، مفيدا أن ما حدث في تعاملات أمس عبارة عن عمليات جني أرباح بعد ارتفاع يومين متتالين والذي يؤكده قلة الأحجام المتداولة أمس.
وأضاف العمري أن المراقبين للسوق من بعيد يعتقدون أنها لم تحقق أي أرباح حتى تقوم بجنيها لكن المتابع عن قرب يلحظ تحقيق أسهم بعض الشركات وعلى وجه الخصوص المضارب عليها على مستويات ربحية تصل إلى قرابة 30 في المائة مما يجعل جني الأرباح أمر حتمي كما حدث أمس.