عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-14-2007
الصورة الرمزية أبو رامز
 
أبو رامز
ثمالي نشيط

  أبو رامز غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 467
تـاريخ التسجيـل : 30-05-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 5,552
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 3295
قوة التـرشيــــح : أبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادةأبو رامز تميز فوق العادة
Post من برا .. الله الله .. ومن جوه يعلم الله ..

من برا .. الله الله .. ومن جوه يعلم الله .. من برا .. الله الله .. ومن جوه يعلم الله .. من برا .. الله الله .. ومن جوه يعلم الله .. من برا .. الله الله .. ومن جوه يعلم الله .. من برا .. الله الله .. ومن جوه يعلم الله ..

من برا .. الله الله .. ومن جوه يعلم الله ..


لا أبالغ إذا قلت إننا كمجتمع سعودي ينطبق علينا هذا الكلام أفراداً وجماعات .. رجالاً ونساءً .. بل إن حتى مدننا بما فيها ومن فيها هي صورة واضحة تعبر عنا كمجتمع يتعلق بالمظهر أكثر من تعلقه بالجوهر ..


انظروا إلى مدننا كيف هي شوارعها الرئيسية .. المباني الزجاجية البراقة .. وواجهات المحلات الأنيقة .. والأرصفة العريضة .. والشارع الواسع المضاء .. والكباري العملاقة .. ولوحات الإعلانات ولمبات النيون التي تزيد المنظر إشراقاً وبهجة .. ولكن وبمجرد انعطافك يميناً إلى داخل الحي وعلى بعد أمتار قليلة من الشارع تكتشف الخدعة .. أزقة ترابية .. وبيوت شعبية .. ومطبات .. ووساخة .. وظلام شبه دامس .. ومناظر مرعبة .. وفقر مدقع .. وحياة بائسة ..



انظروا إلى مطاعمنا ومطابخنا الفخمة .. الصالات الكبيرة .. والطاولات المزركشة .. والديكور الرائع .. وملابس القارسونات الأنيقة .. ولكن للأسف .. فإنه لا يفصل بينك وبين الحقيقة المأساوية سوى جدار عازل واحد .. وقد يكون خشبياً .. الأرضيات السوداء التي تغمرها الزيوت المحترقة .. وأصناف الحشرات الطائرة منها والزاحفة .. والأواني المتسخة .. والخضار المتفسخ .. واللحوم الفاسدة .. وفوق هذا وذاك .. العمال الذين يتصببون عرقاً ليضفي بعض النكهة على وجبتك الشهية ..


انظروا إلى بيوتنا .. المجالس مرتبة ونظيفة .. وبقية المنزل أشبه بساحة معركة .. كل المخلفات تنتشر هنا وهناك .. ألعاب الأطفال وملابسهم .. والمطبخ ما زال يرزح تحت احتلال صحون عشاء البارحة .. وغرفة النوم .. كلها لا نحرص على ترتيبها ونظافتها حرصنا على مجلس الرجال ومجلس الحريم ..



انظروا إلينا .. حين نرتدي في كل يوم عشرة وجوه .. وجه للمسجد .. ووجه للمنزل .. ووجه للعمل .. ووجه مع خاصة الأصدقاء .. ووجه مع عامتهم .. وجه لأم العيال .. ومثالية أمام الأبناء .. ونزق وطيش وتنكيت وتبكيت مع الشباب .. نتذبذب بين قمة الأخلاق وواطي الطباع .. حسب الموقف .. تجدنا أحياناً نتسامح مع من يخطئ علينا في الشارع .. وأحياناً نلعن جده السابع .. نلبس الملابس الأنيقة ونركب السيارات الفخمة ثم تجدنا كأننا ( بزارين ) نتزاحم ونتخانق ونتسابق في الشارع عند كل إشارة أو دوار أو سوق .. ونرمي مخلفاتنا على بعضنا البعض في الشارع ..



انظروا إلينا عندما نكتب في المثاليات .. وندعي التخلق بأروع وأعظم الصفات .. وبمجرد أن يخالفنا أحد نرمي بكل تلك القيم خلف ظهورنا .. وبلا أخلاق بلا بطيخ .. ثم نبدأ في الشتائم والتجريح .. ويتمرد الوحش الجاهلي بداخلنا ليعري لنا نفوسنا وقلوبنا وعقولنا التي لم تعِ ولم تقتنع بعدُ بكل تلك المبادئ والأخلاق والمثاليات ..


إذاً .. وبعد كل هذا .. لا تستغربوا .. أن تكون مدننا .. وشوارعنا .. وأحياؤنا ..وبيوتنا .. ووجوهنا .. واخلاقنا .. من برا الله الله .. ومن جوه يعلم الله ..


ويعلم الله .. إنني لا أدري ما الحل .. ولا أعرف السبب الذي أوصلنا إلى هذا .. ولكن كل ما يستقر في ذهني الآن أننا شعب يضحك على نفسه .. مجموعة طواويس .. كل يفرد صدره على الآخر .. بينما نحن ضعفاء جداً من الداخل .. ضعفاء شعباً .. أخلاقاً .. وعلماً .. وأدباً .. ولا نعرف ماذا يعني الواقع .. نحلق في سماء الغفلة بأجنحة مهيضة .. مجتمع أعوج أعرج .. أعمى وأصم .. ويدعي الخصوصية .. ولا أدري لماذا أضحك من كلمة الخصوصية ..

تناقض ما بعده تناقض ..ولكنني لا أريد أن أحمّل فكراً واحداً .. أو اتجاهاً واحداً كل عيوبنا .. فكلنا شركاء في المسئولية .. وكلنا ذلك الرجل ..

رد مع اقتباس