التطوُّر والتغيُّر
أ.د عبد الله الدايل
يظن كثيرون أنَّ كلمتي (التطوُّر) و(التغيُّر) مترادفتان مع أنَّ بينهما فرقاً معنوياً يتّضح بعد إمعان النظر فإذا قلنا: «تَطَوَّر الشيء» فإننا نريد أنه تبدَّل في الحال والهيئة (الشكل) دون أن يتبدَّل في الجوهر وفي الأصل؛ يقال: «تَعَدَّى طورَه أي جاوز حدَّه وقَدْرَه، والطور الصنف والنوع، والحال والهيئة» كما في المعجم الوسيط. فَـ (تَطَوَّر): تَحَوَّل من طور إلى طور مع بقاء الأصل، وقد أقَرَّ هذه الكلمة مجمع اللغة العربيَّة في القاهرة.
وإذا قلنا: تَغَيَّر الشيء «فنعني أنه تحوَّل وتبدَّل وصار غير ما كان أصلاً وشكلاً (أي أنَّ التحوّل فيه جذريّ) جاء في المعجم الوسيط: «غََيَّره: جعله على غير ما كان عليه» انتهى كلامه.
وفي المصباح: وغَيَّرت الشيء تغييراً: «أزلته عما كان عليه فَتَغَيَّر هو» انتهى كلامه.
ولِمَا بين هاتين الكلمتين من تشابه في المعنى استُعْمِلَت إحداهما مكان الأخرى في الكلام على سبيل التوسُّع في الاستعمال اللغويّ. ولا بأس في ذلك.