مواطن يسكن خيمة في أرقى شوارع الرياض
عاصم الحضيف ـ الرياض
يعيش المواطن عبد الله (36 عاما) منذ أكثر من خمسة أشهر في خيمة نصبها بالقرب من أشهر شوارع شمال الرياض، بعد أن طرد من أحد المستشفيات، والتي قدم إليها من المنطقة الشرقية للعلاج من أمراض القلب، رغم معاناته من بتر ساقه، وكسر الأخرى، والتي تسببت في طرده من عمله.
عبد الله روى قصته لـ«عكاظ» قائلا: قدمت من المنطقة الشرقية قبل أكثر من خمسة أشهر، إلى مستشفى الملك خالد الجامعي، للعلاج من مرض القلب، بعد معاناة مع المرض، حيث أدخلت المستشفى، وبعد عدة أيام فوجئت بأحد الأطباء يبلغني بأنه سوف يتم إخراجي من المستشفى دون إبداء أي أسباب مقنعة، مشيرا إلى أنه بعد خروجه من المستشفى ذهب إلى قسم الخدمة الاجتماعية داخل المستشفى، وتحدث مع المشرفة وأخبرها عن معاناته
ومرضه، فقدمت له مبلغ خمسمائة ريال، وقالت له هذا ما أستطيع عمله لك.
وبين أنه بعد خروجه من المستشفى، لم يجد مكانا يؤويه في الرياض، ولا عائلة ولا قريبا أو صديقا يقصده فاشترى خيمة ونصبها في إحدى الساحات القريبة من شارع الضباب في شمال الرياض، واستقر فيها منذ خمسة أشهر انتظارا لتفريج كربته.
وذكر عبد الله أنه فصل من عمله بسبب كسر في ساقه، وبتر الأخرى، إثر حادث مروري تعرض له، مشيرا إلى أنه منذ تلك الأيام وهو يعيش في معاناة مادية كبيرة، بسبب عدم قبوله في أي عمل يتقدم للالتحاق به. وأضاف: أنه راجع الشؤون الاجتماعية، لإدخاله في الضمان الاجتماعي، وأنه تحدث معهم عن معاناته وظروفه، مشيرا إلى أنهم طلبوا منه المراجعة بعد شهرين للنظر في موضوعه، مطالبا بإيجاد سكن وأعانة له تساعده في مصاريف الحياة.
من جانبه أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لشؤون الرعاية المكلف الدكتور عبد الله اليوسف لـ«عكاظ» أن الذين يعيشون في الشوارع وليس لهم مأوى يتم إيواؤهم في دار الإخاء لرعايتهم، وأنه إذا كانت حالته النفسية والصحية سيئة فيتم دراستها ويحال إلى وزارة الصحة لمعالجته، وإذا كان من المشمولين بالرعاية، فيتم دعمه وإعادة دراسة حالته، مشيرا إلى أن الضمان الاجتماعي له معايير محددة على إثرها يتم صرف الضمان، حيث إذا انطبقت الشروط على أي شخص فإنه يكون مشمولا بالضمان.
وأوضح اليوسف أنه لا يمكن لأي موظف أو مسؤول أن يمنع أي شخص، من حقه إذا اكتملت فيه الشروط في الضمان الاجتماعي أو غيره، وأن مايقدم واجب ديني وليس منة أو صدقة، ومسؤولية حملها ولي الأمر، مبينا أن كثيرا من الحالات التي تظهر، مثل هذه الحالات قد تكون غير واضحة.
وأضاف وكيل الشؤون الاجتماعية، أن من يعاني من أمراض وحالات خطرة لا يمكن للمستشفى إخراجه، حتى يتم علاجه، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يحجب أي إعانة أو خدمة تقدم لأي شخص، مبينا أن عمل الشؤون الاجتماعية، عمل احترافي، وهو جانب رعائي وهو ليس منة أو صدقة تقدم للأشخاص وإنما هو واجب ديني ووطني.
واختتم اليوسف تصريحه لـ«عكاظ» قائلا: إن الناس يجهلون الآليات المتبعة، أو يستعجلون في كثير من الأحيان في الأحكام على الأشياء، وأن المملكة فيها خير كثير، وأن أهل الخير فيهم كثير الذين يبحثون عن الخير وتقديمه للناس.