الموضوع: مخيمات
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05-17-2007
 
كتمان
محمد بن درويش الثمالي

  كتمان غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 302
تـاريخ التسجيـل : 12-03-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 306
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كتمان يستحق التميز
افتراضي مخيمات

مخيمات مخيمات مخيمات مخيمات مخيمات

على صوت فيروز ( سلم لي عليه ) في مقعد خلفي لسيارة أجرة فارهة في
عاصمة لبنان بيروت جلس متكئاً مستمتعاً بالجو وما حوله .
كانت بيروت حبه الأول ومصدر إلهامه وسعادته يسافر لها كل سانحة فقد
كان يفكر في السفر إليها مرة أخرى وهو مغادر منها أواليها.
في ذلك اليوم الربيّعي الأخاذ وهو غارق في أفكاره مع من سيقضي الليلة
وفي أي فندق، شتت أفكاره طَرقات متتابعة على زجاج السيارة الخلفي
في الجهة المقابلة لجلوسه.
لم تكن تلك الطرقات إلا من فتاة صغيرة لم تتجاوز السادسة لفت انتباهه
براءتها وثيابها المهلهلة وحاجتها الماسة.
لكن صوتاً مزعجاً حاد النبرة عالي الشدة صدر من الجهة المقابلة لجلوسه
ناهراً الفتاة بقسوة وغلظة.
لم يكن ذلك الصراخ إلا صوت السائق الأنيق متلفظاً على الفتاة بأقصى
ألفاظ السباب والشتم واصفاً لها ولأهلها بأنهم ( نفايات بشرية ) .
أثارت تلك الكلمة جميع أحاسيسه وأخذ منه الغضب كل مأخذ مكيلاً للسائق
كلمات نابية من صعوبتها لم يفهم أكثرها.
أمره بالوقوف وخرج من السيارة مسرعاً والفتاة الصغيرة تركض بسرعة
خائفة تسقط مرة وتجري أخرى.
أمسكها بيدها الصغيرة ليسألها عن أسمها وكانت المفاجأة الكبيرة لم تكن تلك
الصغيرة إلا فتاة فلسطينية اسمها أحلام من مخيم عين الحلوة .
أصر على الذهاب معها ليرى أهلها وكانت الكارثة فقد رأى البؤس , العوز
الفاقة , الحرمان , البطالة ,و الحاجة في عيون الشيوخ والشباب والأطفال
والنساء الثكالى والايامى واليتامى .
كان يعتقد سابقاً بأن ضمير العالم نائم أما الآن فقد تأكد بعدم وجود الضمير
أصلاً .
تذكر أيام طفولته ومدرسته وقصرهم الفاخر وغرفة نومه وألعابه....
تذكر تغيير سيارته كل عام تذكر وتذكر ... وقارن مع ما رآه في المخيم
كيف بقية المخيمات كيف فلسطين وغزة والقدس والخليل ونابلس كيف
رام الله والجليل ......... بعد أن أعطى أحلام كل ما عنده ...
تائباً إلى ارض الوطن عاد.........
توقيع » كتمان
رد مع اقتباس