عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول

مَرسُولٌ من طَرَفِ ... !!


في هذا التعبير لفظان شائعان على الألسنة ، أما أحدهما – وهو الأول – فمن اللحن القبيح الذي تدفع قوانين اللغة في نحره ولا تجد له وليًّا ولا نصيرا؛ لأنه لا يقال: مرسول إلا إذا كان الفعل (رَسَل) وليس في العربية رَسَل بل أرسَل فهو مرسِل لا رَاسل، واسم المفعول مُرسَل لا مرسول، ومن شائع الأغلاط: الرَّاسِل، و (مرسُول الحبّ) و (مرسول من فلان). وأما الآخر: فلفظ (طَرَف) في السياق المذكور، وهو من بديع المحدثات في الاستعمال اليوم، ولا أعلم أهي شائعة بالاصطلاح أم بالاقتراح، يقولون: نحن جئنا من طَرفِ فلان، ونحن أرسلنا من طرفه ، واتفق كل من الطرفين( الطرف الأول والطرف الثاني)، ومعاجم اللغة تقول: طَرَفُ الشيء: ناحيته وجانبه ، ويستعمل في الأجسام ، كطرفي الحبل، وأطراف الإنسان، وفي الأزمان، كطرفي النهار، وأطرافه، والقطعة من الشيء يقال لها : طرف، وفي الكتاب العزيز: ( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ) وأطراف الإنسان يداه ورجلاه ورأسه ولسانه، ويقال لبعض أعضائه طرفٌ أيضا ، وأطراف الأرض : علماؤها ، وهو معنى تفسيري لقوله سبحانه: ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) أي : بموت علمائها ، وللآية تأويلات أقوى من هذا ، ويقال للرجل الكريم الرئيس : طَرَفٌ ، فيصح أن يحمل معنى قولهم : الطرف الأول والطرف الثاني في بعض أحواله على هذا ، وأما قولهم : هذا من طرف فلان ، فلا يصح حمله عليه إلا على معنى التجريد في البلاغة ، كقولهم : لي منك صديق صادق ، وضربوا له مثلا بقول ربنا سبحانه : ( لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ) ونظَّروا له بشواهد من منثور الكَلِم ومنظومه ، وإنما يحمل في الأظهر على المعنى الأول ، وهو الناحية والجانب ، فمن قال : جئتك من طرف فلان ، فمعناه : من ناحيته وجهته ، ولا يعجبني أن يقول المرء: أنا من طرف فلان ، فإن أدنى وسواس يفهم خلاف المراد، ولا أن يقول الشافع للمستشفع: قل لفلان: أنا مرسَلٌ من طرف فلان ، ولم يقلها لي أحد إلا وأبصرت في أرجائها علة تقدح في صحتها، وإن كان ظاهرها السلامة ، فهي بمنزلة المعلّ في علوم الحديث، وإن سلمت من قادح العِلل فهي بوزان الحسن لغيره، وربما صحت الأجسام بالعِلل
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس