المدينة : السبت 06-03-1431هـ
التربية بين المراجعة والتخطيط
د . عبدالعزيز محمد النهاري
** لابد وأن نعترف كمواطنين أن وزارة التربية والتعليم من المؤسسات الحكومية الهامة إن لم تكن الوزارة الأهم في هيكل نظام دولتنا ، وغني عن القول أن أهميتها تنطلق من كونها المسئول الأول عن بناء الرجال والنساء الذين يعتمد عليهم الوطن في أمنه واستقراره ونهضته واستمرار نموه في كل الاتجاهات وبدون استثناء فهذا الطفل الذي يولد على هذه الأرض سيكون غدا عضوا في هذا المجتمع الذي ينتشر على أرض بلادنا الواسعة ومن البديهي أن نحرص كدولة وشعب على أن يكون عضوا نافعا ومسلحا بالعلم والفكر والسلوك المستقيم ، وهي مسئولية عظيمة تتولاها وزارة التربية والتعليم والتي يمثلها حشد كبير من العاملين ابتداء من الوزير ورجاله ونسائه وحتى ( فراش ) المدرسة . ولا أجامل الوزير الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود إن قلت بأنه يشعر بعظم المسئولية تجاه مجتمع وطنه وتجاه ملك يحمل طموحات هذا المجتمع ويرسم له مستقبلا واعدا بالإنجاز الذي سيتحقق إن نحن اعتمدنا على أجيال مسلحة بالعلم والمعرفة ، ولهذا نجد مئات الآلاف من المبتعثين الذين أمر الملك بخروجهم إلى العالم كي يعودوا بعلمهم وخبراتهم وبما اكتسبوه من علوم ليشاركوا في بناء الوطن ونموه ، ونجد جامعاتنا السبع التي أنشئت وبقيت لفترة طويلة كما هي دون زيادة ، نجدها وقد أصبحت أكثر من ثلاثين جامعة في فترة لم تزد عن أربع سنوات ، ونجد هذا الإنفاق غير المسبوق على التعليم الأساسي . أقول هذا كمقدمة لأسطر قليلة أود فيها أن اذكر بأن وزير التربية والتعليم يعيش وضعا لايحسد عليه بين زملائه الوزراء فهو يعمل على إعادة النظر في الملفات التعليمية سواء كانت تلك الخاصة بالمعلمين والمعلمات أو بالمناهج والنظام التعليمي الذي يجب أن يتطور ليلبي طموحات الوطن والملك الذي فتح باب الإصلاح على مصراعيه ليطرق كل المجالات وبدون استثناء ، وفي نفس الوقت يعمل على تطوير البنية الأساسية للتعليم والتي تشمل عدة نقاط أساسية تبدأ من المبنى و المعلم والمعلمة والمنهج وتنتهي بنوعية المخرجات التي تنسجم وطبيعة المرحلة التالية في حياة الطالب والطالبة وهي مرحلة مابعد التعليم العام ، والمراجعة والتطوير ربما يلتقيان وربما يتباعدان لكنهما عمل نتمنى أن ينجز في وقت قياسي فقد تعبنا من الدراسات والتصريحات والندوات والمؤتمرات وورش العمل الخاصة بالتعليم العام والتي أفرزتها العقود الماضية ونريد أن نرى انجازا في مستوى طموحات الوطن .