عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-24-2010
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي المقالات التربوية

المقالات التربوية المقالات التربوية المقالات التربوية المقالات التربوية المقالات التربوية

الحب وليس الضرب

يوسف القبلان
لاحظ طلاب المدرسة المتوسطة على أحد زملائهم بعض الكدمات. دفعهم الفضول، والرغبة في الفزعة الى معرفة سبب تلك الكدمات. زميلهم لم يخبرهم السبب إلا بعد انتظار ومحاولات، و ذلك بسبب الخوف. حتى المدرسة ليس لديها علم بما حصل.
إنه الأب، هو الذي يتعامل مع ابنه بقسوة و يضربه بعنف كعقاب على أخطاء و تقصير ابنه بحسب معايير الأب الذي يبادر بالعقاب دون ان يتواصل مع المدرسة ويتعرف على الحقائق.
تعرض ابنه مرة لسخرية احد الطلاب فدافع عن نفسه، فتعرض من والده للعقاب ثم ترسل له المدرسة بأن الطالب ( الساخر) الذي سبب المشكلة قد اعتذر إلى ابنه!
قد يحصل الابن على درجات ممتازة في كل المواد، ويقصر في مادة واحدة فيتعرض للضرب و حين تسأله المدرسة عن سبب كدماته يقول إنه سقط على الأرض.
يعتقد البعض أن الضرب وليس الحب هو الذي يؤدي إلى نتيجة، و النتيجة المقصودة ان الضرب ( يخليه رجال) و هذا ( الرجال) سوف يضرب أبناءه فيما بعد، و هكذا دواليك.
أقول لهذا الأب و لغيره من الآباء أو الأمهات هل سبق لأي (كبير) منكم أن جلس مع الصغير، و سأله:
ما رأيك ان نفعل كذا؟
ما رأيك في موضوع كذا؟
وهل سبق لأي (كبير) منكم ان جلس مع الصغير و قال له: أحبك.
وهل سبق للأب أو الأم أو الأخ الكبير أن اطلع عن قرب على مسيرة الابن الدراسية، و حاول أن يتحاور معه في واجباته المدرسية و آرائه في واقع المدرسة و احوالها و كيفية تطويرها؟
الجانب الآخر للموضوع هو دور المدرسة في التعامل مع هذه الحالة و غيرها من الحالات المماثلة.
هناك دور تثقيفي مع أولياء الأمور و فتح قنوات للتواصل معهم حول سير الدراسة، و مفهوم التفوق والتقصير، و الأسباب المحتملة للتقصير وكيفية التعامل معها.
هناك دور تربوي فالمدرسة يجب ان تقدم نماذج تربوية يقتدى بها في التعامل مع الطلاب مع اتاحة الفرصة لأولياء الأمور للمشاركة. و هناك دور للمعلم في كيفية اكتشاف مثل هذه الحالات و كيفية التعامل معها.
وهناك مسؤولية على المدرسة في التنسيق مع الجهات المختصة بحقوق الإنسان في حالة عجزها عن معالجة الموضوع. يجب على المدرسة في هذه الحالة ان لا تغفل الموضوع حفاظا على سمعتها و ان تعلم ان سمعتها ستكون ايجابية اذا اقدمت على التنسيق مع حقوق الانسان و ان لم تفعل فإنها تفقد مصداقيتها و تقصر في مسؤولياتها. و اخيرا فإن المدارس بحاجة الى ايجاد أو تفعيل وحدات تتابع القضايا التربوية و الاجتماعية للطلاب و دعمها بالكفاءات المتخصصة.
حتى تتمكن من التعامل مع المشكلات من حيث حجمها و تنوعها، و لابد أن تحظى هذه الوحدات بالأهمية في الهيكل التنظيمي واتاحة الفرصة لمشاركة الطلاب في القيام بمسؤولياتها فالمشاركة تعزز الانتماء و الشعور بالمسؤولية و بناء الشخصية و لو بدأنا بمشاركة الطلاب الذين لديهم مشكلات في الأنشطة المدرسية فإننا في الاتجاه الصحيح.
رد مع اقتباس