[صقر قريش]

الرياض : الأربعاء 23-2-1430هـ العدد : 14849
والمرحلة نوعية
د.هيا عبد العزيز المنيع
تحديث وزاري بالاسم ام هو تحديث نوعي بالمهمة..؟؟ كان هذا هو السؤال الأبرز الذي طرح نفسه ونحن كمواطنين نستقرئ التغيير الوزاري الأول لملك الاصلاح عبدالله بن عبدالعزيز...بداية من حق جميع الوزراء السابقين ان نشكرهم وان اختلفنا معهم أو تحفظنا على منتجهم النهائي..ثم علينا ان نستبشر خيرا بالقادمين..، مؤكدين لهم ان مطالبنا لن تتغير بل ستكون اكثر إلحاحا لأننا نعلم ان الملك عبدالله حين جاء بكم فهو يتفق معنا في ضرورة الارتفاع في مستوى الانتاج لتلك الوزارات وايضاً نريد السرعة لان الوقت ليس لصالح بقاء الملفات في ادراج اللجان...استبشرنا خيرا مثلاً بسرعة اتخاذ وزير التربية والتعليم قرارا باستبدال الارقام الهندية بالعربية..، اعلم ان القرار ليس بعمق اهمية تحديث وتطوير المناهج ولكن الاستبشار جاء بمعيار السرعة وليس المضمون..نريد من الجميع دون استثناء فتح ملفات العمل وليس الدراسات وخاصة وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة لان الجميع يحتاج تلك الوزارتين بشكل أو آخر..أتألم كثيراً حين اتعامل مع منتج وزارة التربية والتعليم من حيث قياس المنتج المتمثل في مخرجاته البشرية على مستوى ا لمرحلة الثانوية مثلاً حيث لا تختلف المهارات الاساسية عند خريج الثانوية عن طالب السنة الرابعة الابتدائية من حيث المهارات...، نعم هي في واقع الامر لا تتجاوز مهارات القراءة والإملاء والمهارات الأساسية في الرياضيات من جمع وطرح وضرب وقسمة...، لم يتخرج طالب يستطيع ان يجيد أي مهارة مهنية أو فنية اخرى والنتيجة 90% من مخرجات التعليم لا تقابل احتياجات سوق العمل كما جاء في تصريح وزير التربية والتعليم السابق...؟؟ أركز في مقالي على التعليم وقد استلمه مجموعة من القيادات التي نتوقع منها الانطلاق نحو الغد بسرعة بعيداً عن التسويف والبطء الذي لا يتحمله واقعنا المتأخر كثيراً ليس عن العالم المتقدم بل وعن دول الجوار...وإن كنا نهنئ انفسنا كنساء بالأستاذة نورة الفايز كأول امرأة سعودية تعتلي كرسي نائب وزير فإننا نريد منها ان تقتلع جذور التقليدية من مدارس البنات وان تدعم طاقات التميز والابداع عند المعلمات اللاتي يؤمن ان التعليم تربية وبناء شخصيات وليس تخزين معلومات في (صناديق) لا تفكر وتحلل ولا تستنتج ولا نريد منها حوارا والامر ينطبق على مدارس الاولاد..نريد تطوير فلسفة المدرسة نريدها أن تبني شخصيات وتؤسس مواطنين بعقليات معاصرة لا تخشى التطوير ولا تقف عند التحديث يائسة أو متمردة على ثوابتها الدينية بل العكس نريد عقولا ترتبط بالثوابت وعقولا تستوعب الجديد بنفس القوة والتكامل لأن الغد لا يحتمل خمول تعليمنا ولأن الغد لن ينتظر حتى نفتح ملفات تنتظر في أدراج اللجان عشر سنوات باسم الدراسة...