عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2011   رقم المشاركة : ( 25 )
المقداد
كاتب مبدع

الصورة الرمزية المقداد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة


المقداد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (قـِـــرى) فــي قريـتـنــــا .

إستجابة للقوم ومؤاخذتهم علينا بالتأخير إضطرني لإمتشاق جهازي هذه الساعة وموافتهم بحلقة جديدة , علماً بأنني أفدت أنها حلقة متبقية الا أنني سأضطر الي كتابة جزء ثالث غير هذا فالأحداث كثيرة وما يفوتني في جزء سأستدركة في الآخر , وحتى لا يأخذ الحاج سلام مواقف غير إجابية من مقرحنا ويظن بنا الظنون, نقول بسم الله وقبل أن تتوارى الشمس خلف الجبل معلنةً دخول ليلة جديدة كنّا في إنتظارها ويخيم الظلام على مقرحنا , هب عدد من الفتية الي تجهيز الأتاريك التي يبدو على بعضها جديد نوعاً ما والأخرى قد هُشمت زجاجته وكُسرت فتيلته ولا أعتقد أنه سيتحمل الصمود أما الهبوب التي أخذت تهب تارة من الشمال وتارة أخرى من الشرق سيما وأن مقرحنا على سفح جبل .
على مسافة ليست بعيدة وتحت أحد الجدران الطينية التي شيدة لبناتها بإتقان وفن جميل أنبعث دخان كثيف مصحوب برائحة لذيذة لا يخطؤها أنف من كان في ذلك المحفل, دفعني فضولي الى الإقتراب وإكتشاف ماذا يجري فإذا بأحد الجيران قد ربط وسطه بقطعة قماش مصدع خص في طرفها أسفل ردائه وفي الطرف الآخر جراب سكينه, حاملاً بيده اليمنى غضارة صغيرة يحتسي منها شيئاً وإلم يخب ظني فهو مرق وفي اليسرى منزاع اللحم .
كانت ملامحه بها نوع من الجدية تميل الى الغضب يرتفع صوته حيناً وحيناً ينخفض وهو يتجاذب الحديث مع جار آخر فهمت لا حقاً أن السبب هو كمية الملح التي تجب .
لم تخطئ عيني قِدرنا وهو فوق الأثافي الثلاث(الأحجار التي توضع كركائز للقدر) وقد حوى رأسين من الغنم والى جواره قِدر آخر يستعينون منه المرق للزيادة والنقصان .
هناك وليس ببعيد وفي فتحة ليست كبيرة طرف إحدى البيوت أبو لبن قد فُرشت عدد من قطع الشِمال الصوفية وتم تجهيز الموقع لإستقبال وفود الضيوف ورائحة القهوة العربية التي راجة في ذلك الجبل تضفي جمالاً من نوع آخر وعلى المحفل خاصة أن من يقوم بتحضيرها أشتهر ومشهود له بذلك .
بدأ الضيوف يتوافدون مهنئين ومباركين وسط ترحيب كثيف وقد ارتسمت على محياهم السعادة وبدأ عريسنا وهو يستقبلهم أكثر سعادة ولا تفارق الإبتسامة شفتيه وقد أرتدى أجمل ما عنده كيف لا وهو نجم حفلنا الليلة .
الجميع هنا الليلة فرحين أذ لا تكاد تميز بين الضيف والمضيوف فالكل يسعى جاهداً لتقديم خدمة, هذا يقدم القهوة وذاك يباشر بالماء بغضارة من زير تحت شجيرة تراه يتردد عليه عدة مرات دون أن يشعرك بالتعب والآخر يتأهب لتقديم الشاي وضحكات المقداد الأكبر تكاد تميزها بين الحضور ولم يدع ما تعرض له صباح اليوم أن يؤثر عليه خاصة أنه عُرف عنه الفكاهة في مثل هذه المحافل ....

يتبع لا حقاً


المقداد
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس