[رويعي الغنم]

الى الطائف ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الآن الأجواء ربيعية ممتعه (بمنتصف شهر مارس عام 1936م ) عندما أنتهى محمد حسين هيكل رحمه الله من شعائر الحج التي ذللت له الدولة اثناءها الكثير من الصعاب فوفرت له سائقا وسياره , ووفر له أمين العاصمة المقدسة (القطان رحمه الله) السكن والضيافة في بيته وكلف معه مرافقا يصحبه في مكة ليعرفه على الأماكن التاريخية والأثرية هو الشيخ الحديدي رحمه الله ..
لكن هيكل بقيت في نفسه غصة تمنى أن يجد لها جوابا , فما الذي حدث للفصحى التي أحبها وهام بعشقها من كل قلبه حتى وجدها مهيضة الجناح على السنة اهل مكة عقر دارها ومصدر سؤددها ؟ , أين هم بقايا العرب الأقحاح ؟ , واين هم اولئك الذين لا زالوا يتحدثونها بعفوية وطلاقه ؟ .
هذا التساؤل قاده الى مقابلة مع واحد من أكثر الرجال معرفة وخبرة بجزيرة العرب (ارضها وباديتها وحاضرتها) , أنه الشيخ عبدالله فلبي رحمه الله الذي قابله مرتين لهذا الغرض أشار عليه فيهما بأنه سيجد مبتغاه فيما لو تعمق قليلا الى الشرق بين الجبال ابتداء من شداد وحتى الطائف وبواديه , وافهمه أن السيارات يمكنها الوصول الى الكر بأسفل جبل كرى حيث سيقابل هناك بأول افراد القبائل الأقرب الى الفصحى (من اهل شداد) وسيجد من بينهم من يرتقي به جبل كرى على ظهور الدواب حتى يوصله الى الطائف ..
هنا لمعت في ذهنه فكرة سرعان ما استحسنها وعزم على خوض تجربتها , لما لا يذهب الى الطائف ليقابل هناك في باديتها أهل الفصحى كما ارشده فلبي , وفي نفس الوقت يقتفي أثر النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته قبل الهجرة وبعدها في غزوة حنين وما تلاها ؟؟.
وضعوا من فضلكم خطا احمرا تحت العبارة السابقة , لأن ما ذكر فيها هو الهدف الرئيس الذي من أجله سيزور الطائف وعليه سيبنى جدول جولته , وما سيقابله من معالم او نقوش او آثار في طريقه لهدفه ستكون هامشية يرويها ولا يستقصي مدى صحتها , وهذا ينطبق على النقش الذي نحن بصدده كما سنبين لكم ذلك مفصلا في مشاركات لاحقه ..
وحالما عرض الفكرة على مضيفه (امين العاصمه) شجعه ثم نسق مع وزير المالية ووفروا له الأدلاء الذين اشرت اليهم في المداخله رقم (23) وسيارة بقس بسائقها الى جانب سيارة اخرى وسائقها كانت معه اثناء الحج , وامنوا له ايضا السكن بمنزل الشيخ محمد سرور رحمه الله بالطائف الذي كانت تتوفر فيه سبل الراحه مثل الماء الحار والبارد وغيره , ونصحوه بأن يسلك الطريق السهل {طريق اليمانيه} الذي يسلكونه عادة , لأنه كما قال له القطان رجل مثلهم لا يتحمل المشاق والمتاعب كما يتحملها عبدالله فلبي واهل الباديه ، فقبل النصيحة وتوجه الى الطائف عن طريق اليمانية بعد ظهر يوم الأثنين 16 مارس ..
والى هنا نتوقف بكم حتى لا ترهقني الكتابة ولا نطل عليكم ونتسبب لكم بالسأم والملل , وفي مداخلات قادمه أن شاء الله سأقترب بكم اكثر واكثر من هدفنا الرئيس لكتابة هذا الموضوع , والسلام عليكم وؤحمة الله وبركاته ...