اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج سلام
بارك الله فيكم يا ابن همام .
ولا نستغني عن مشاركاتكم .
|
الأخ سلام
رأيتك قبل أيام أعجبت بأبيات ذكرتها عن شجرة الكحلاء
وفيها وصف لأزدي وهو يجمع العسل .وقلت بأنك شاهدت
فلماً وثائقياً يشبه هذا الوصف .
وأحب هنا أن أذكر أبيات أخرى عن شجرة التألب , وفيها أيضا وصف لهذلي وهو يجمع العسل .
وألفاظ هذه القصيدة صعبة قليلاً , سأحاول شرح بعضها :
( يصف الشاعر النحل وقد اتخذ منزلاً من أعلى الجبل الشامخ الذي
تشاهد فيه النسور , وكأنها ركب نزلوا واحتبوا .
ومن النحل جوارس لجبال السراة , وأخرى لبطون الأودية
وكأن الشمع على أعضادها حب المحلب .
حتى تكشف عملها عن أقراص من عسل أبيض ( نيّر ) لا (هف) أي
خالٍ من العسل , ولا مخرب .
فلما ذهبت لجني العسل وطال إيابها , خالفها إلى العسل ( ذو رجله ) أي
صبور على المشي , شثن البراثن , ( جحنب ) , أي : قصير .
معه سقاء لا يتركه دائماً , وصفن , ( وأخراص ) أي: أعواد لاستخراج العسل تسمى :المشاور و( مسأب ) أي : سقاء ضخم .
ثم تدلى بحبل إلى وقبة العسل , وكأنه ( لقي يتذبذب ) أي شيء ملقى ومعلق
يتطوح في الفضاء .
فقضى مشارته , ثم انحط بحبله يتسبسب كأنه ثوب خلق
حتى نزل على غدير ماء كبير وصاف ٍ من ماء الجبل ,
فعزل العسل الناصح بالماء , وهو جالس في الظل الوافر لشجرة التألب )
وهذه الأبيات للشاعر : ساعده بن جؤية الهذلي :
1) أرى الجوارس في ذؤابة مشرف ٍ
فيه النسور كما تحبى الرّكبُ
2) منها جوارس للسراة وتأتري
كربات مسلة إذا تتصوبُ
3) وكأن ما جرست على أعضادها
حيث استقل بها الشرائع محلب
4) فتكشفت عن ذي متون نيّر
كالريط لا هف ٍ ولا هو مخرب ُ
5) حتى أشب لها وطال إيابها
ذو رجلة شثن البراثن جحنب ُ
6) معه سقاء لا يفرط حمله
صفن و أخراص يلحن ومسأبُ
7) وكأنه حين استلّم بريدها
من دون وقبتها لقي يتذبذب ُ
8) فقضى مشارته وحط كأنه
خلِقٌ ولم ينشب بها يتسبسبُ
9) فأزال ناصحها بأبيض َ مفرطٍ
من ماء ألهابٍ عليه التألب
فهل رأيت يا حاج سلام
فلما كهذا ؟