رد: الملف الصحفي للتربية 25--9
الرياض:الثلاثاء 25-9-1430هـ العدد:15058
عطر وحبر : مهداة لوزير التربية والتعليم
سحر الرملاوي
غير معقول ما تناقلته المجموعات البريدية مؤخراً من صور مؤسفة مخجلة لإحدى مدارس البنين في المملكة . . الصور التي وصلتني أفزعتني كثيرا فقد تضمنت فصولا قاتمة كاتمة أرضياتها محطمة ومكيفها متهافت ونوافذها مغلقة بالاسمنت ومخارج الكهرباء فيها مقتلعة من جذورها تخفي إنذارا دائما بالخطر . . الصور تضمنت أيضا فناء مهملا وميضأة محطمة وموقعا بدائيا للصلاة مسورا ببلوكات مهشمة ودورات مياه تعاف النفس رؤيتها عبر الصور فما بالك بمن يعيشون فيها . . الحقيقة أن ما أفزعني هو أن هذه المدرسة مخصصة لطلبة المرحلة المتوسطة . . أي أنها تقوم بجريمة إضافية مع سبق الأرصاد والترصد وهي جريمة قتل الذوق والحس الجمالي في النشء الجديد . . في سن بداية الإدراك والتفتح على الجمال والحياة والمستقبل . . ماذا نطلب من صبي يمضي نصف يومه في مدرسة كهذه . . يتعايش مع بشاعتها يوما بعد يوم حتى تصبح نموذجا سيكرره في حياته بدون خجل ولا تثريب عليه إن فعل ، فالتعود على القبح يجعله مألوفا مقبولا . . ثم بعد قليل يصبح قاعدة وسلوكا ، وفي النهاية يصبح مسلّمة من مسلمات الحياة كطلوع الشمس وطلوع الروح . . لقد أرسلت الصور إلى ما تيسر لدي من عناوين الكترونية لوزارة التربية والتعليم وهذا ما أستطيع عمله لكنه ليس كافيا ولن يكون كذلك ما لم يحقق هدفا ويثير حمية . . كم مدرسة لدينا تعاني مثلما تعاني هذه المدرسة ؟ بل كم صبيا أغلقنا أمام رئتيه منافذ الهواء وأزكمنا انفه بالروائح العطنة وعلمناه الخوف من خطواته على الأرضيات المحطمة والرعب من الاستناد على الحوائط الملغمة بمنافذ الكهرباء المنذرة ؟ألف ؟ خمسة آلاف . . عشرة آلاف . . وحتى متى سنظل نسمع عن التغيير القادم والمدارس النموذجية التي يعاد بناؤها والجولات التفتيشية التي تصحح كل وضع مغلوط . . إذا كانت هذه هي حال المدرسة إنشائيا فكيف هي حالها تعليميا وسلوكيا وحضاريا ووطنيا . . كيف حال زرعنا وبراعمنا وحماة مستقبلنا؟
كيف يفكرون ؟ كيف يتعايشون ؟ وكيف بالله عليكم يكبرون؟
|