عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011   رقم المشاركة : ( 22 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاخبار الاقتصادية ليوم الأربعاء 13/03/1432 هـ 16 فبراير 2011 م

جريدة الاقتصادية


شركة بريتيش بتروليوم تنشر توقعات الطاقة العالمية للمرة الأولى



د. نعمت أبو الصوف
على مدى الـ 60 عاما الماضية دأبت شركة بريتيش بتروليوم BP على نشر بيانات الطاقة العالمية التاريخية، لكن هذه السنة وللمرة الأولى تقوم بنشر توقعاتها المستقبلية للطاقة. هذا، وقد تضمنت التوقعات معلومات شاملة وضخمة شملت جميع أنواع الطاقة من نفط، غاز، فحم وطاقات متجددة، وخلاف ذلك.
الهدف من هذا العمل - على حد قول الشركة - هو محاولة استكشاف مصادر الطاقة اللازمة لتوفير الطاقة لتغذية الاقتصاد العالمي المتنامي، على نحو مستدام، في حقبة من النمو غير المسبوق في الطلب على الطاقة.

تبين توقعات بريتيش بتروليوم، أن التنويع في مصادر الطاقة سيتواصل في مزيج الطاقة العالمي على مدى السنوات المقبلة، مع زيادة التركيز على مصادر الطاقة البديلة بحلول عام 2030، حيث من المتوقع ولأول مرة أن تسهم أنواع الوقود غير الأحفوري (النووية والمائية، ومصادر الطاقة المتجددة) بصورة رئيسة في تلبية نمو الطلب على الطاقة. كما تشير التوقعات إلى أن نمو الطلب العالمي على الطاقة على مدى السنوات الـ 20 المقبلة من المرجح أن يأتي من الأسواق الناشئة في الصين، الهند، روسيا والبرازيل، في الوقت نفسه ستتسارع عملية تحسين الكفاءة في استخدام الطاقة.

إضافة إلى ذلك، يشير السيناريو المرجعي لتقرير بريتيش بتروليوم إلى أن الطلب العالمي على مصادر الطاقة الأولية سينمو بنسبة 40 في المائة على مدى العقدين المقبلين، نحو 93 في المائة من هذا النمو سيأتي من الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية non-OECD، حيث من المتوقع أن ترتفع حصة هذه الدول من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة من أكثر من النصف بقليل في الوقت الحاضر إلى الثلثين بحلول عام 2030. كما أن تزايد التنويع في مزيج الطاقة ومصادر الوقود غير الأحفوري من المتوقع لأول مرة أن تمثل أكبر مصدر للنمو. حيث تتوقع بريتيش بتروليوم أن ترتفع نسبة الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، الطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الوقود الحيوي في مزيج الطاقة العالمي إلى 18 في المائة بحلول عام 2030 من 5 في المائة فقط في الوقت الحاضر.
تشير التوقعات أيضا إلى أن جميع الأطراف من منتجين، حكومات، ومستهلكين يرغبون في مصادر للطاقة آمنة، مستدامة وبأسعار معقولة، لكن لا يزال هذا الموضوع على النطاق العالمي مجرد طموح. ولتلبية هذا الطموح على مدى العقدين المقبلين يضيف التقرير: ''العالم في حاجة إلى سياسات ذكية موجهة نحو أسواق الطاقة لتوفير الطاقة التي يحتاج إليها العالم بأسلوب يسير ومن دون إعاقة التنمية الاقتصادية أو المساس في نمو مستويات المعيشة للمليارات من البشر في جميع أنحاء العالم''.

بخصوص السيناريو المرجعي للتوقعات، تشير بريتيش بتروليوم إلى أن هذا السيناريو يمثل تصورها لما قد يحدث وليس افتراضا لموقف مسبق. إنه ما تعتقد بريتيش بتروليوم أنه سيحدث على الأرجح على أساس الأدلة والمعطيات والسياسات المعتمدة اليوم. على سبيل المثال، تشير التوقعات إلى أن بريتيش بتروليوم ليست متفائلة مثل الآخرين عن التقدم المحرز في مجال خفض انبعاث الكربون، لكن في الوقت نفسه تشير إلى أن هذا لا يعني أن بريتيش بتروليوم تعارض مثل هذا التقدم.

هذا، ويشير السيناريو المرجعي إلى أن الطلب العالمي على الطاقة من المتوقع أن ينمو بمعدل 1.7 في المائة سنويا حتى عام 2030، لكن هذا المعدل سيتباطأ قليلا بعد عام 2020، ومن المتوقع أن يكون استهلاك الطاقة في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أعلى بنحو 68 في المائة بحلول عام 2030، مع معدل نمو سنوي يقدر بنحو 2.6 في المائة، هذا النمو يمثل نحو 93 في المائة من النمو العالمي على الطاقة خلال تلك الفترة. في المقابل، تتوقع بريتيش بتروليوم أن ينمو الطلب على الطاقة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية بنحو 0.3 في المائة فقط سنويا حتى عام 2030؛ بعد عام 2020 توقع التقرير أن يتراجع استهلاك الطاقة للفرد الواحد في دول منظمة التعاون والتنمية بنحو 0.2 في المائة سنويا. وقال التقرير: إن الطلب الإجمالي على النفط والسوائل الأخرى في الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية قد بلغ ذروته في عام 2005، ومن التوقع أن يتراجع إلى قرب المستوى الذي كان عليه في عام 1990 بحلول عام 2030. في نهاية 20 سنة المقبلة، الطلب على الفحم في الصين سيصل ذروته، ومن المتوقع أن تصبح الصين أكبر مستهلك للنفط في العالم في حينه.

بسبب زيادة الكفاءة في استخدام الطاقة والتحول الهيكلي الطويل الأجل نحو الأنشطة الأقل استهلاكا للطاقة، يتوقع التقرير أن كمية الطاقة المستهلكة لكل وحدة من الدخل مقاسا بالناتج المحلي الإجمالي ستتراجع بمعدل تسارعي، هذا التوقع ينطبق تقريبا على جميع البلدان والمناطق الرئيسة في العالم بحلول عام 2030.

كما توقع التقرير أن يصل الطلب العالمي على النفط والسوائل الأخرى إلى 102.4 مليون برميل في اليوم على مدى السنوات الـ 20 المقبلة، أي معدل نمو صافٍ في الطلب على النفط قدره 16.5 مليون برميل في اليوم، توقع التقرير أن يأتي هذا النمو حصريا من الاقتصاديات الناشئة خارج منظمة التعاون والتنمية. هذا، وستكون الدول الآسيوية غير الأعضاء في المنظمة مسؤولة تقريبا عن نحو ثلثين من نمو الاستهلاك في الدول غير الأعضاء في المنظمة على مدى السنوات الـ 20 المقبلة، وعن أكثر من ثلاثة أرباع النمو العالمي الصافي على النفط، حيث يتوقع التقرير أن ينمو الطلب على النفط فيها بنحو 13 مليون برميل يوميا.
لتلبية هذا الطلب المتزايد على النفط، توقع التقرير أن تأتي معظم الزيادة في الإمدادات النفطية من منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك''، خصوصا من زيادة إنتاج النفط الخام التقليدي في السعودية والعراق وإنتاج سوائل الغاز الطبيعي. كما توقع التقرير زيادة متواضعة في إنتاج السوائل من خارج منظمة أوبك، مدعوما بزيادة كبيرة في إنتاج الوقود الحيوي وزيادات أقل من الرمال النفطية في كندا، البرازيل من المياه العميقة ودول الاتحاد السوفياتي السابق، هذه الزيادات من شأنها أن تعوض التناقص المستمر في الإنتاج من المناطق الأخرى وتسهم بنمو متواضع.

على المدى الطويل، توقع التقرير تراجعا في حصة النفط في مزيج الطاقة العالمي، في حين توقع أن يستمر الغاز الطبيعي بتعزيز موقفه باطراد. توقع التقرير أيضا أنه بحلول عام 2030 ستنعكس المكاسب التي حققها الفحم في الآونة الأخيرة نتيجة التوسع الصناعي السريع في الصين والهند، لكن مع ذلك ستحافظ أنواع الوقود الأحفوري الثلاثة على حصة في مزيج الطاقة قرب 27 في المائة لكل منها. بين عام 1990 و2010 أسهم الوقود الأحفوري بنحو 83 في المائة من النمو في أسواق الطاقة، لكن هذه الحصة من المرجح أن تنخفض إلى 64 في المائة من النمو بحلول عام 2030، حسب التقرير، وأضاف أن مصادر الطاقة المتجددة (باستثناء الطاقة المائية) والوقود الحيوي معا ستسهم بنحو 18 في المائة من النمو في قطاع الطاقة حتى عام 2030.

قطاع توليد الطاقة الكهربائية سيبقى الأسرع نموا في الطلب على الطاقة، حيث يشير التقرير إلى أن هذا القطاع الذي شكل نحو 53 في المائة من النمو في استهلاك الطاقة الأولية بين عامي 1990 - 2010 من المتوقع أن يشكل نحو 57 في المائة من النمو بحلول عام 2030. في الوقت نفسه، توقع التقرير ضعف دور وقود النقل في النمو في استهلاك الطاقة. في هذا الجانب، بين التقرير بأنه على مدى السنوات الـ 20 الماضية، الطلب على الطاقة في قطاع النقل ارتفع تقريبا بمعدل نمو الطلب الإجمالي نفسه على الطاقة، لكن على مدى السنوات الـ 20 المقبلة توقع التقرير أن الطلب في هذا القطاع سينمو بسرعة أقل بكثير من معدل النمو في الطلب الإجمالي على الطاقة.

أشار التقرير إلى أن تراجع الطلب على النفط في دول منظمة التعاون والتنمية سيكون في المقام الأول من خارج قطاع النقل، حيث إنه من الأسهل نسبيا أن يحل الغاز والطاقة المتجددة محل النفط خارج هذا القطاع. بعد عام 2015، توقع التقرير أن الطلب على النفط في قطاع النقل لدول منظمة التعاون والتنمية سينخفض أيضا، حيث إن التطور التقني والسياسات المتبعة في هذا المجال ستعمل على تحسين كفاءة المحرك.

أما بخصوص الوقود الحيوي توقع التقرير أن يصل إنتاج الوقود الحيوي إلى 6.7 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030 من 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2010، سيسهم هذا النمو بنحو 125 في المائة من صافي نمو الإمدادات النفطية من خارج منظمة أوبك على مدى السنوات الـ 20 المقبلة وفقا لحسابات شركة بريتيش بتروليوم. حيث بينت التوقعات أن السياسات الداعمة في هذا المجال، وارتفاع أسعار النفط والتطور والتقدم التكنولوجي ستسهم جميعها في هذا التوسع السريع في الإنتاج. هذا وستستمر هيمنة الولايات المتحدة والبرازيل على إنتاج الوقود الحيوي، لكن من المتوقع أن ينخفض نسبة إنتاجهم إلى 68 في المائة من الإنتاج العالمي بحلول عام 2030 من 76 في المائة في عام 2010، حيث سيبدأ الإنتاج من دول شرق آسيا والمحيط الهادئ في الارتفاع.

توقع التقرير أن تستمر جهود الدول في مجال السياسات المتعلقة بأمن إمدادات الطاقة وتغير المناخ، حيث إن إضافة إلى السيناريو المرجعي تضمن التقرير سيناريو آخر لاستكشاف الآثار المترتبة على الزيادة الكبيرة في مستوى الالتزام السياسي العالمي في مجال تغير المناخ عن طريق تشديد السياسات في هذا المجال، التركيز ضمن هذا السيناريو انصب على تقليل الاعتماد على الوقود ذي الانبعاث الكربوني العالي، من خلال مجموعة واسعة من السياسات بما فيها اعتماد طرق مختلفة لوضع أسعار على الكربون. ضمن هذا السيناريو توقع التقرير أن تصل الانبعاثات العالمية إلى ذروتها بعد عام 2020 بقليل، لكن مع ذلك ستبقى فوق مستويات عام 2005 بنحو 20 في المائة، لا يزال هذا السيناريو يتوقع مسارا للانبعاث أعلى بكثير من سيناريو وكالة الطاقة الدولية المعروف بسيناريو-450.

تجدر الإشارة هنا إلى أن المسار العام لتوقعات شركة بريتيش بتروليوم للطاقة لا يختلف كثيرا عن مسار توقعات منظمة أوبك أو توقعات وكالة الطاقة الدولية من حيث توقع استمرار النمو في الطلب على الطاقة في المستقبل، لكن هناك اختلافات في التفاصيل وفي نسبة النمو في مصادر الطاقة المختلفة لتلبية النمو المتوقع في الطلب على الطاقة.


تنويه: المقال يعبر عن رأي الكاتب الشخصي وليس بالضرورة يمثل رأي الجهة التي يعمل فيها.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس