[عثمان الثمالي]

رئيس مؤسسة البريد السعودي لـ "الرياض":

أنجزنا العديد من المشاريع أبرزها العنونة والترميز وتأسيس شركة ناقل

حاوره: ماجد الحمود

استبشر سكان المملكة أخيراً بوصول ساعي البريد إلى مقر المرسل إليه، وهو الحلم الذي ظل يراود معظم السعوديين والمقيمين على مدى عقود طويلة.
ويصل ساعي البريد بعد جهد كبير قامت به مؤسسة البريد السعودي بعد أن وضعت على عاتقها ومنذ أكثر من عامين تطوير وتحديث البنية التحتية للخدمة البريدية في المملكة. وظلت نشاطات وجهود مؤسسة البريد السعودي خلال الفترة الماضية حديث المجالس الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، ما بين مبارك ومؤيد للتطوير والتحديث وما بين رافض ومنتقد للخدمات التطويرية التي تقوم بها المؤسسة. ويعتبر البعض هذه الانتقادات الإيجابية والسلبية حالة طبيعية لشيء لم يتعوده الناس ويعتبر جديداً عليهم، لكن الغالبية العظمى من المتعاملين مع الخدمة البريدية يرون أن هذه الخطوات تعتبر نقلة كبيرة وسريعة في وقت ظلت مشاريع أقل من حجم مشاريع البريد تئن تحت وطأته البيروقراطية والتأخير في الإنجاز.

وأمام كل هذه المشاريع وما يعتريها من نقد إيجابي أو سلبي كان لنا هذا الحوار مع معالي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، لتسليط الضوء على ما تم إنجازه خلال العامين الماضين.


@ في بداية عملكم في المؤسسة صرحتم أن هناك استراتيجية لعمل البريد للمرحلة المقبلة. ما هي هذه الاستراتيجية؟

- قمنا بوضع خطة استراتيجية للعمل تتكون من ثلاث مراحل: الأولى: هي تهيئة بنية تحتية بريدية، لأنه لم تكن هناك بنية تحتية للبريد، فلا يوجد أسطول نقل بريد بين المكاتب البريدية، ولا يملك البريد شبكة بريدية للتوزيع، لأن البريد يقدم خدمة شمولية بخلاف الشركات القائمة حالياً والتي لا تعمل إلا في المدن الرئيسية في الغالب، بينما في مؤسسة البريد السعودي لا بد أن نوصل البريد إلى جميع مناطق المملكة. والمرحلة الثانية من الاستراتيجية هي: مرحلة التخصيص وتقديم الخدمات عبر القطاع الخاص بصورة تجارية، والمرحلة الثالثة: هي تخصيص كافة الخدمات التي يملكها القطاع العام لتكون مربحة ومنافسة، وتحرير سوق الخدمات البريدية مستقبلاً.

@ مضى أكثر من عامين على توليكم رئاسة مؤسسة البريد السعودي. ماذا أنجزتم خلال هذه الفترة؟

- عملنا خلال الفترة الماضية على عدة مشاريع وبرامج تطويرية تهدف إلى تأسيس بنية تحتية بريدية قادرة على المضي قدماً في تقديم خدمة عصرية منافسة. ومن هذه المشاريع والبرامج: مشروع العنونة البريدية، والتوزيع في مقر الإقامة والعمل، ومشروع معالجة البريد آلياً، ومشروع متابعة مركبات التوزيع، وبرنامج جودة الخدمة، ومشروع معالجة البريد آلياً، وبرنامج متابعة البريد آلياً، ومشروع متابعة النقل البري والجوي، ومشروع ربط الشبكة البريدية، ومشروع ميكنة نقاط البيع، ومشروع مركز معلومات البريد، ومشروع آلات الخدمة الذاتية، وغيرها من المشاريع والبرامج المتطورة، والتي تساهم في تقديم الخدمة وفق معايير عالمية.

@ وما هو مشروع العنونة البريدية؟

- مشروع العنونة والترميز الحديث هو مشروع عملاق يهدف إلى تنفيذ مسح ميداني واسع وشامل للتأكد من صحة العنوان البريدي الجديد وبيانات المواقع، ومن ثمَّ تركيب الصندوق البريدي الجديد وترقيم الموقع وتحديث قواعد بيانات المؤسسة، تمهيداً لتفعيل الاشتراكات في هذه الخدمة الجديدة "واصل"، إضافة إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تأسيس بنية تحتية للرموز البريدية القابلة للاستخدام محلياً وعالمياً والتي يمكن معها تقديم خدمات بريدية متقدمة.

كما يهدف هذا المشروع إلى تحقيق الانطلاقة الكاملة نحو مستقبل واعد للخدمات البريدية، وإلى التحول نحو تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية المتكاملة، لأن أهم مشكلة واجهت البريد عند القيام بعملية إعادة الهيكلة هي العناوين البريدية والسبب في تأخير وصول البريد هو عدم وجود عناوين واضحة، واعتمدنا على التقنية في حل هذه المشكلة من خلال طريقة جديدة لعنونة المنازل دون التأثير على البيئة المحيطة حيث استخدمنا نفس اسم المدينة والشارع وأضفنا فقط رقم البيتويتكون نظام العنوان البريدي من رمز بريدي مكون من خمس خانات ورقم المبنى المكون من الرقم البريدي والرقم الإضافي وكلاهما يتكون من اربع خانات، وهذه الأرقام والرموز تستخدم من اجل ان تكون عنوانا لكل عميل بعد كتابة اسم الشارع والحي على الرسالة. والهدف من هذه الرموز والأرقام هو تسريع عملية فرز المراسلات عن طريق مكائن آلية حديثة تقرأ العنوان بواسطة الأرقام.

@ وماذا عن المشاريع الأخرى؟

- عملنا خلال الفترة القصيرة الماضية على عدد من المشاريع مثل التوزيع في مقر الإقامة والعمل والذي ينطلق من خلال تهيئة الموزعين للقيام بمهام التوزيع البريدي على اسس مهنية عصرية وباستخدام تقنيات حديثة كأجهزة برمجة وقراءة كروت ترددات الراديو (زئة) المثبتة في الصناديق الجديدة، وذلك لتبادل المعلومات والبيانات البريدية وخدمات الاشتراك مع مركز الخدمة في مؤسسة البريد السعودي من خلال التقنيات الإليكترونية الحديثة التي جهزت بها مركبات توزيع البريد.

وكذلك مشروع متابعة مركبات التوزيع وبرنامج جودة الخدمة، الذي يهدف الى متابعة المركبات البريدية اثناء عملية التوزيع وايصال واستلام الرسائل من والى العملاء في المواقع التجارية والسكنية، ويمكن هذا المشروع مؤسسة البريد من تحقيق مزايا عديدة ابرزها ادارة حركة المركبات عن بعد ومعرفة مسارات الرحلات البريدية والتأكد من مستوى جودة الخدمة البريدية المقدمة.

وأيضا مشروع معالجة البريد آلياً والذي يحقق معالجة المواد البريدية الصادرة والواردة آلياً في مراكز المعالجة في المناطق الرئيسة في المملكة، بحيث يتم تجاوز اساليب الفرز اليدوي، كما يمكن هذا المشروع مؤسسة البريد السعودي من الغاء الطوابع المستخدمة (كي لا يعاد استخدامها) اضافة الى انه يوفر خدمة قراءة العناوين الكترونيا وفرز الرسائل آليا وتصنيفها وتقسيمها الى مجموعات يسهل شحنها ونقلها (برا او جوا) وتوزيعها على الصناديق القائمة في مكاتب البريد او في مقر الإقامة والعمل. كما ان هذا المشروع سيسهم بشكل كبير في سرعة ايصال الرسائل البريدية الى المستفيدين.

كما قامت المؤسسة بانجاز مشروع متابعة البريد آلياً او ما يعرف بتقفي اثر الرسائل والطرود البريدية من خلال جعل العميل يتابع طريق سير رسالته الى ان تصل الى المرسل اليه، وذلك عن طريق الاتصال بالهاتف او عن طريق موقع المؤسسة على شبكة الانترنت. الى جانب مشروع آلات الخدمة الذاتية عن طريق تركيب اجهزة خدمة ذاتية في الأماكن العامة شبيهة بأجهزة الصرف (الصراف الآلي) لتسهيل وصول المواطنين والمقيمين اليها والاستفادة من خدمات البريد السعودي، بحيث تكون هذه الخدمة البريدية متاحة على مدار الساعة.

@ وما الهدف من هذه المشاريع؟

- نحن وضعنا على عاتقنا توجهات الدولة بتفعيل الحكومة الإلكترونية والتجارة الالكترونية، وهذه لا يمكن ان تنجح بدون توفر بنية تحتية متطورة للخدمات البريدية. والحلول التكنولوجية المتقدمة هي الطريقة الوحيدة لضمان جودة وفعالية الخدمات البريدية في المملكة.

كما اننا نسعى الى رفع معدل الرسائل للفرد الواحد في المملكة الى اكثر من 25رسالة في السنة الواحدة بالرغم من ان المعايير العالمية تقول انه يجب ان يكون عدد استخدام الرسائل في السنة في المملكة للفرد الواحد لا يقل عن 75رسالة.

لأن اخر دراسة كشفت ان استخدام الرسائل للفرد لدينا لا تتجاوز عشر رسائل في السنة. ولا يمكن ان نرفع الرقم الى المستوى المطلوب الا بوجود مشاريع تقنية تكنولوجية متقدمة ويعدمها عنوان بريدي واضح ودائم.

@ بدأتم قبل فترة في حملة اعلامية للاشتراك في صناديق (واصل) في المنازل والمنشآت التجارية.. كيف وجدتم الإقبال على الاشتراك؟

- الحمد لله ان الحملة الاعلامية آتت ثمارها، وحققت اهدافها، وقد وجدنا الإقبال على الاشتراك في الخدمة كبيراً جداً وفاق التوقعات. والحملة تهدف الى الاستفادة من مجانية الاشتراك في صندوق (واصل) وتملك الصندوق مدى الحياة. ومن خلال هذا الاشتراك يمكن للعميل استلام البريد العادي في موقع العميل (منزل او عمل) مثل: الرسائل العادية، والفواتير، وكشوفات البنوك ماعدا بطاقات الائتمان والمواد المسجلة منهم، ويمكن الاستفادة من هذه الخدمة مجانا، من خلال تعبئة النموذج الكترونياً عبر موقع المؤسسة وارفاق المستندات او من خلال الاتصال على الهاتف المجاني او عبر مكاتب البريد المنتشرة.

@ وهل خدمة (واصل) مقتصرة على هذه الخدمات؟

- لا طبعا، خدمة (واصل) لها عدة باقات تمكن العميل من اختيار ما يناسبه، ومن هذه الباقات او الخدمات هناك (واصل) المميز، وهذه الباقة تتيح مميزات وخدمات اختيارية بالإضافة الى باقة واصل المذكورة اعلاه منها: صادر واصل، التسليم بختم الكتروني، الحفظ المؤقت حتى ثلاثة اشهر اذا كان العميل مسافراً، والتحويل المؤقت كأن ينتقل العميل الى مكان آخر مؤقتا ويرغب في وصول بريده الى مقره الحالي، والتحويل من الصندوق العادي الموجود في مكاتب البريد الى عنوانه الحالي، بالإضافة الى امكانية الإطلاع على ما يحتويه صندوقه عبر البريد الإلكتروني.

@ هل وضع ارقام للعناوين يلغي اسماء الشوارع والأحياء؟

- لا أبداً، فأسماء الشوارع والأحياء باقية كما هي عليه، وإنما اضفنا ارقاماً على اسم الشارع والحي، والأرقام هذه وضعت حتى يتم قراءتها آليا عبر مكائن مخصصة لقراءة العناوين آليا بهدف سرعة وصولها.

@ وماذا عن الصناديق التي تعرضت للتخريب من قبل بعض المراهقين؟

- هذه سيتم اصلاحها، واي عميل تعرض صندوقه للتخريب ويرغب الاشتراك في صندوق (واصل)، فإن المؤسسة تقوم بإصلاح او استبدال صندوقه، لكن عليه بعد ذلك ان يحافظ عليه كحال بقية الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية الاخرى مثل عداد المياه، وعداد الكهرباء وغيرهما.

@ طرح البعض موضوع الاسعار التي فرضتها المؤسسة على صناديق المشتركين، وما قاله البعض بأن المؤسسة وضعت الأسعار دون الرجوع للجهات العليا. ما تعليقكم على ذلك؟

- قامت مؤسسة البريد بتنظيم الاشتراك في الصناديق، ولم تعدل الأسعار، فالاشتراك الفردي بقي كما هو عليه ب(100) ريال في السنة، ووضعنا خدمة جديدة هي الاشتراك العائلي او (الصندوق العائلي) او الجماعي، وهذا تم وضعه بعد دراسة لوضع كثير من صناديق البريد والمشاكل التي كانت تعترضها، حيث ان كثيراً من المشتركين يشتكي من وصول رسائل ليست له، او يأتي شخص آخر وضع نفس عنوانه على هذا المشتكي ويريد استلام الرسائل، فكانت هناك الكثير من المشاكل التي تواجه المشتركين، فقمنا بوضع خدمة الصندوق الجماعي، وإتاحة الفرصة لعشرة اشخاص في الاشتراك فيه بواقع 30ريال في السنة لكل شخص، وهذا مبلغ بسيط، والهدف منه اتاحة الفرصة لجميع افراد

العائلة في الاشتراك في الصندوق، وكذلك صندوق المؤسسات الفردية وهذا موجه لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورسومه ب "1000" ريال في السنة، وصندوق الشركات الكبيرة كالبنوك والشركات الكبيرة وهذا اشتراكه في السنة ب 3آلاف ريال، وقد وضعت المؤسسة أسعار الاشتراك للمؤسسات الصغيرة والشركات الكبيرة لأنها تضم اسماء كثيرة جدا من موظفيها ولذلك فإن معظم الجهد الذي يبذل في فرز الرسائل والطرود هو لهذه القطاعات، والسعر تمت دراسته بعناية. كما ان المؤسسة لم تسن نظاما لهذه الأسعار، وإنما نظمت الخدمة بهدف تطويرها ورفع مستوى جودتها، وأقر بذلك مجلس إدارة مؤسسة البريد.

@ وما الجديد في الخدمات الالكترونية الأخرى؟

- هناك برنامج "المحدد" والذي يعد نقلة نوعية تواكب جيل التقدم والسرعة من خلال تحديد المواقع، حيث انه نظام للمعلومات الجغرافية وتحديد العناوين الكترونياً. وما يقدمه البرنامج يواكب العصر ويدعم عمليات طلب سلعة من شبكة الانترنت أو طلب شيء بواسطة الهاتف يتم ايصاله إلى عنوان المكتب أو المنزل. والبرنامج يخدم كافة القطاعات العامة والخاصة التي يحتاج الفرد الوصول إلى مواقعها كالمطاعم، المتاجر، سيارات الأجرة، المدارس، المستشفيات، الدفاع المدني، والجهات الأمنية والخدمية وغيرها. ومن خلال هذا البرنامج فلن تحتاج مطاعم الوجبات السريعة إلى أرشفة رسوم يدوية لعناوين عملائها بل يمكنها معرفة عناوينهم وايصال الطلبات إليهم من خلال "المحدد" بمجرد معرفة عنوان البريد المتمثل في ثلاثة أرقام فقط "رقم الموقع والرمز البريدي والرمز الإضافي" دون الحاجة إلى توفير أي أنظمة أخرى "خرائط، أرشفة، تخزين أرقام الهواتف أو غيره" كما يمكن لشركات النقل والتوصيل السريع تسليم ما لديها باستخدام البرنامج سواء باستخدام العنوان البريدي أو رقم الموقع واسم الحي فقط.

وبرنامج "المحدد" متاح للجميع للاستفادة منه للاستدلال والتعرف على المعالم الرئيسة بالمدن كالمصالح العامة والمؤسسات والشركات والمستشفيات والمستوصفات والبنوك والأندية وغيرها، وتحديد العناوين البريدية الخاصة بالمواقع السكنية داخل مدن السعودية. وهذا البرنمج يوحد لغة التوصيل مع العالم وان عنوان المنزل أو العمل سيكون وسيلة للتعامل الأولى في العالم حيث ان عنوان البريد "أو رقم المنزل واسم الحي فقط" هو ما تحتاجه. ولا يحتاج البرنامج سوى الدخول على موقع مؤسسة البريد السعودي، واتوقع ان لغة الرسومات اليدوية الورقية والاحتفاظ بها بالملفات سوف تندثر وتنعدم أهميتها باستخدام "المحدد"، خاصة مع سهولة التعامل معه واستخدامه اللغتين العربية والانجليزية، ويمكن تجربة استخدامه لمعرفة العناوين بهذه المدن عبر بوابة مؤسسة البريد السعودي على شبكة الانترنت )ٌٌٌّّّ.َِّ.كٍُ.َّف(.

أيضاً هناك خدمة البريد عبر الرسائل القصيرة، وهي طريقة جديدة للتواصل بيننا وبين العملاء لاتاحة الوصول للخدمات البريدية بكل يسر وسهولة، ويمكن للعميل أن يستفيد من خدمة تقفي الأثر للبريد الممتاز، وخدمة صادر واصل وهي خدمة طلب استلام البريد الصادر من واصل، فبمجرد وضعك الرسالة في المكان المخصص للبريد الصادر في صندوقك لواصل، يمكنك ارسال ر سالة قصيرة بطلب استلامها وسيصلك الرد باستلام طلبك ومن ثم حين أخذها وارسالها. وسنستمر بتقديم خدماتها البريدية الأخرى عبر الرسائل القصيرة لنصبح أقرب مما يمكن مع عملائنا ونسهل عليهم طريق التواصل معنا.