[فاعل خير]

"أوبك" تخفض توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2009 مرة أخرى



لندن - رويترز:
قالت منظمة أوبك أمس الخميس إن الطلب العالمي على النفط سينكمش أكثر من المتوقع في العام الجديد وإن تدهور الاقتصاد قد يؤدي إلى انخفاض الاستهلاك بدرجة أكبر بما يهيئ الوضع لمزيد من تخفيضات الإمدادات.

وقالت المنظمة في تقريرها الشهري إنها تتوقع انخفاض الطلب بمقدار 180 ألف برميل يوميا في 2009 أي ما يزيد على 30 ألف برميل في اليوم على توقعاتها السابقة.

وكان استهلاك النفط قد انخفض في العام الماضي لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما. وقال التقرير الذي يعده خبراء أوبك الاقتصاديون "إن الغموض الكبير الذي يكتنف مسار الانتعاش الاقتصادي يشير إلى إمكانية تدهور جديد في نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام".

وعلى صعيد الأسواق، ارتفع النفط مقتربا من 38 دولارا للبرميل أمس الخميس بعد هبوطه دولارا في الأسواق الخارجية ولكن مزيدا من البيانات القاتمة من الأسواق العالمية حدت من مكاسب الخام.

وكانت بيانات سيئة صدرت الأربعاء عن الاقتصاد العالمي قد دفعت النفط نحو الهبوط بعد أن حذت الأسهم الآسيوية حذو نظيراتها الأمريكية نزولا إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع إثر بيانات ضعيفة عن مبيعات التجزئة الأمريكية وهبوط قياسي في طلبيات الماكينات اليابانية.

وارتفع الخام الأمريكي الخفيف في عقود شباط (فبراير) 53 سنتا إلى 37.81 دولار للبرميل بعد أن نزل ما يصل إلى 1.15 دولار في أوائل معاملات اليوم. وارتفع سعر مزيج برنت إلى 47.20 دولار للبرميل بارتفاع 2.12 دولار في معاملات خفيفة.

وقالت وزارة التجارة الأمريكية إن إجمالي مبيعات التجزئة هبط 2.7 في المائة في الشهر الماضي في أعقاب انخفاض بلغ 2.1 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر). وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أيضا أن مخزونات النفط الخام ارتفعت أيضا للأسبوع الثالث على التوالي إلى 326.6 مليون برميل مسجلة زيادة بلغت 1.2 مليون برميل.

وقال محللون إن المتعاملين في النفط سيترقبون مؤشرات اقتصادية أمريكية من بينها بيانات البطالة الأسبوعية والتغيرات الشهرية في أسعار المنتجين وذلك للتعرف على أداء الاقتصاد الأمريكي. وقد بلغ النفط 147 دولارا للبرميل في تموز (يوليو) ولكنه تهاوى منذ ذلك الحين مع تقلص الطلب العالمي على النفط بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.

ويأتي تعديل توقعات منظمة "أوبك" حول الانكماش العالمي على النفط، استجابة لتزايد الأدلة على أن الاقتصاد العالمي أضعف كثيرا من التقديرات السابقة مما يضعف الطلب على النفط والأسعار. ومع ذلك فإن توقعات "أوبك" بانخفاض الطلب أقل حدة من توقعات إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأمريكية التي قالت يوم الثلاثاء إن الاستهلاك العالمي سينخفض 810 آلاف برميل في اليوم عام 2009.

واتفقت "أوبك" في اجتماعات منذ أيلول (سبتمبر) الماضي على خفض الإمدادات بمقدار 4.2 مليون برميل يوميا لمواجهة الركود في الطلب العالمي، ويطالب بعض أعضاء المنظمة بالمزيد بهدف رفع الأسعار.

وأكد وزير البترول السعودي علي النعيمي يوم الثلاثاء أن السعودية تنتج ثمانية ملايين برميل يوميا بما يتفق مع أهداف أوبك منذ أول كانون الثاني (يناير) وأنها ستخفض الإنتاج عن هذا المستوى في شباط (فبراير) المقبل.

وفي التقرير الشهري خفضت "أوبك" التي تزود العالم بنحو 40 في المائة من احتياجاته من النفط خفضت تقديرها للإمدادات من المنتجين غير الأعضاء في المنظمة إلى 51.15 مليون برميل يوميا بزيادة 580 ألف برميل في اليوم عن العام الماضي أي بانخفاض 70 ألف برميل يوميا عن التقدير السابق. وتوقعت "أوبك" أن يبلغ الطلب على نفطها 29.48 مليون برميل يوميا هذا العام بانخفاض 1.4 مليون برميل يوميا عن العام الماضي.