عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2013   رقم المشاركة : ( 22 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الطريق الى المدينه ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الطريق الى المدينه(3)..
أستمر ابن ابي محمد في أصراره وتكرار مطالباته الملحة بالهبوط الى المدينه لما يقارب من ثلاثة أعوام , لكن كل محاولاته تلك كانت تبوء بالفشل في كل مرة وترتد اليه بعد أن ترتطم بجدر صماء وصخور زلقاء , وذلك لأن ما كنت أطالب به يعد لمن هم في مثل عمري (في أعين أهل ذلك العصر) ترفا لا ينبغي الأصغاء لمن يطالب به , فضلا عن أن هباطة الأسواق لا تخلو من الخسارة غير المبررة والأخطار على الأغرار الذين هم في مثل سني ....
وفي أجازة المدرسة لصيف عام 1384 هجريه (تقريبا) بعد قرابة ثلاث سنوات من الألحاح والمطالبات هبط في بداية تلك العطلة أحد أقراني في السن (يتيم مثلي) من أهالي العويجاء فجاءني عائدا باخبار الأسواق وزادني اليها شوقا على شوق , وسألته كما لم أسأل أحدا من قبله عن كل شيء شاهده او خبره في السوق من انواع الحلويات والمأكولات والألعاب واحول من هم في سننا واين تناولوا وجباتهم واين باتوا وووالخ , كما سألته فيما أذا كانت بيوتهم تشبه بيوت أحد من أهل الديرة , وهل يكرمون الضيوف أو يعزمون المارة من أمام بيوتهم ؟, ,,الخ ..
ثم زادني حسرة على ما بي من حسرات عندما اخبرني بأن أمه رحمها الله قد وعدته بالسماح له بالهبوط مع قريب له في مرة قادمة أذا تأكدت من الهباط (الركاب) بأن اللوري سيذهب بالبضائع الى جدة ليتمكن من هناك من رؤية البوابير(السفن) والبحر والأسماك التي لطالما وردتنا اخبارها العجيبة مع من يهبطون وينزلون الى تلك الديار النائيه (جده)...
وبتلك الأخبار فاض عندي الكيل ولم أعد أتحمل مزيدا من التسويف والمماطلات, وبدأت أرفع من نبرة صوتي وازعم بأن هذا ظلم توقعونه على يتيم مثلي , وأنني لم أعد قاصرا كما يظنون بل أصبحت رجلا راشدا وأنه ليس اماهم بعد اليوم سوى خيارين لا ثالث لهما , أما السماح لي بهبوط السوق مع الهابطين واعطائي ما يكفيني من المال (10 ريال) أسوة بغيري , أو تسليمي نصيبي من التركة والكف عن وصفي بالورع او القاصر ..
ولكن كل من كان يستمع مني الى تلك التبريرات والأحتجاجات سرعان ما يبتسم في وجهي أبتسامة متحفظة أقرأ فيها الكثير من الأستغراب والعتب ثم يرد علي ناصحا بالتعقل والكف عن هذا اللجاج والمغالطات المكشوفة , ومنبها في الوقت نفسه بأن بيني وبين الرشد سنينا طوالا علي الصبر فيها الى أن يتقرر انتهاءها من قبل أهل الرأي والخبره..
ولكن بمنتصف ذلك الصيف بدأت محاولاتي التي لا تعرف الكلل ولا الملل تؤتي أولى ثمارها , فقد أبلغني ذات يوم خالي (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) بأنه سيهبط في غضون أيام هو وابن عمي (الوكيل الشرعي متعه الله بالصحة وأمد الله في عمره) وسيصطحباني معهما الى السوق ...
بذلك النبأ السار الذي قل أن فرحت بمثله في حياتي كاد قلبي أن يقفز من صدري من شدة الفرح , فهاهي أغلى أماني قد أوشكت على التحقق , وها أنا ذا سأهبط عما قريب الى السوق مع بقية الهابطين أسوة بالرجال الراشدين لأروي لغيري عند عودتي الأخبار كما رواها لي من قبل الكثيرون ...
والى هنا أتوقف بكم على أن أستأنف الحديث معكم في مداخلات لاحقه أن شاء الله , أتوقف بكم حيث الفرح والأمل والتطلع مع التلهف الى حلول أمر مقبل فيه من الأفراح الكثير والكثير , وله من التداعيات المزعجة والمؤلمة التي لا يفصلني عنها سوى شهرين او ثلاثة ما لو علمت بها وكشفت لي حجب الغيب عنها لما تلهفت الى الهبوط للمدينه , ولكنها خطى كتبت علينا @@ ومن كتبت عليه خطى مشاها .....
آخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة ابن ابي محمد ; 03-07-2013 الساعة 03:38 AM
  رد مع اقتباس