[المستعين بالله ابوعبدالله]

أخي الحارث ابن همام : أشكرك على هذه الحلقات الجميلة .
وعن قوسى أقول : أنها وما يعتليها من قواسي (قواسي هي الشعاب والجبال التي تصب مياهها في وادي قوسى) فلا تبعد عن بلاد ثماله الا بضع دقائق أذا توجه اليها قاصدها بالسيارة من نمره أنحدارا لتهامه (وادي عورش) .
وقوسى من تهامه تقع بأعالي وادي عورش كما وصفها راعي السواني في مداخلته على الحلقة الماضيه , وكان بها موردا للماء يعتليه مباشرة جانبان رحبان على جانبي الوادي صالحان لمضارب الباديه , وأكثر من كان ينزلها ثماله لقربها المتناهي من ديارها عندما يشتون فيها بمواشيهم وينزل معهم بها أحيانا غيرهم من القبائل كهذيل وقريش وبقية قبائل ثقيف وخصوصا بني عمر .
والمصادر التي أشرت أليها ولم تأت على ذكر سراة ثمالة فربما (بالأضافة الى ألأسباب ألأربعة المحتملة التي أشرت أليها) غفلت أو تغافلت عن ذكرها على أعتبار أن ثمالة جزء من ثقيف (بسبب حلفها معها) , وربما أيضا غفلت عنها ولم تأت على ذكرها كما غفلت عن سراة قريش .
علما أن قريشا وهذيلا قبيلتان تهاميتان جل ديارهما بتهامه ولهما ديار محدودة بالسراه , أما ثقيف ومعها ثمالة فديارهما بالسراة ولا تنزلان بمواشيهما لما جاورهما من تهامة (الغور) الا عندما تجدب ديارهما بحثا عن الكلأ والماء ثم تعودان للأستقرار بديارهما حالما تتحسن أحوال الكلأ والماء بسراتهما.
وبخصوص جيراننا من قبيلة العيلة الذين هم اليوم أكثر من ينزل بالمواشي بتهامة ومنها قوسي فسبب ذلك يعود الى عزوف ثمالة عن الرعي والرحيل عن دورها ومزارعها في العقود الأخيرة عندما تحسنت الظروف المعيشيه ورحلت الأغلبية للمدن .
ومما يستدعي ألتنويه هو أن قبيلة العيلة فخذ من النفعة طارئون على المنطقة رحلوا عن ديارهم الأصلية قبل بضعة قرون نتيجة خلاف مع جيرانهم الحرث واستقروا بما سمي لاحقا بشفا العيله في حين كانت تلك الديار أمتدادا لشفيان بني سفيان وبذلك شاركوا بني عمر في السراة وشاركوا بقية القبائل في الغور .
أما قول المبرد (الثمالي) عن قوسى أنها بلد تحله ثمالة بالسراة فيحتمل معنى أن قوسى بلد تحله ثمالة القاطنة بالسراة ,,, وأذا صح هذا المعنى فأن في كلام المبرد الذي أشرت اليه وفي مسميات الديار الحالية ما يستشف منه أن ثمالة كما كان لها سراة فأن لها غور.
ويمكن لأبي عبد الرحمن أن يسأل جاره في الديرة أبا عواض لأنه سكن تلك الديار ورعى فيها ويعرف شعابها وجبالها وكل شبر فيها بأسمائها..